في تصويتٍ حزبيٍّ غير مسبوق، تمّ اختيار ممثل مجلس الشيوخ جيم بريدنستين (Jim Bridenstine)، ليشغلَ وظيفته لمنصب الرئيس الثالث عشر لوكالة ناسا، وجاء التصويت بنتيجة (49-50) بعدَ أكثر من سبعة أشهرٍ من ترشيح الرئيس ترامب له.

تاريخيًا، ابتعدت ناسا عن الحزبية، وحتى آخر ثلاثة أسلاف لبريدنستين، اثنين منهم تمّ ترشيحهم من قِبل الجمهوريين تمَّ قبولُهُم جميعًا بالإجماع بناءً على تقرير لنيو يورك تايمز.

هناكَ العديد من المواقف السياسية المثيرة للجدل، والتي تتضمّن تصريحات ضد زواج المثليين وشكوك حول فيما إذا كانَ البشر همُ السبب وراء الاحتباس الحراري، انتشرت بين افراد الحزب لتقرير فيما إذا كان الرجل -وهو طيار حربي سابق في البحرية الأمريكية- يصلح علميًّا ليشغل هذا المنصب.

قام بريدنستين بشكل ملاحظ عام 2015 بافتعال نقاش يقترح فيه أنّ درجات الحرارية العالمية توقّفت عن الارتفاع منذُ عشرِ سنوات، وأنّ سكّان ولاية أوكلاهوما جاهزون لقبول اعتذار من الرئيس السابق باراك أوباما على سوء توزيع النّفقات التي كانت لتمويل أبحاث التغيّر المناخي، وذلك بناءً على تقرير من الـ (Huffington Post).

قام منذ ذلك الحين بالتغيير من حدّة نبرته، لكن بشكل طفيف.

«أعتقدُ أنَّ ثاني أكسيد الكربون هو أحد غازات الاحتباس الحراري، وأعتقد أيضًا أنّ البشر ساعدوا في زيادة نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوّي» هذا ما قاله في جلسة الاستماع للموافقة في شهر نوفمبر، قبل أن يكمل أنه ليس واثقًا إلى أيِّ درجةٍ ساهم البشر في التغير المناخي، «لكنّني أعرف أن البشر ساهموا في التغير المناخي».

قام موقع (IFL Science) بالوصول إلى مكتب عضو الكونغرس للحصول على تعليق حول هذه التصريحات، لكن لم يحالفهم الحظ بالحصول على رد، وقالَ النقاد للجلسة: «إنّ بريدنستين لا يمتلك الخلفية العلمية الكافية التي تؤهله من العمل على الميزانية والقرارات الهندسية اللازمة التي تخص أكثر من 18.000 موظف في ناسا».

قبل حملته للترشّح للكونغرس عام 2012، شغل بريدنستين منصب المدير التنفيذي للقبّة الفلكية ومتحف الفضاء الخاص بولاية أوكلاهوما، وقام نائب الرئيس مايك بينس بتهنئة بريدنستين، قائلًا: «إنّ الإدارة تتطلّع قُدُمًا نحوَ إعادة تاريخ أمريكا المشرّف حول الصدارة في الفضاء، والضروريّة أيضًا من أجل أمننا وازدهارنا الوطني».

ظلّت ناسا دونَ مديرٍ دائم منذ نهاية فترة أوباما، وسيشغل بريدنستين المنصب خلفًا للايتفوت (Lightfoot)، والذي شغلَ منصبه خلفًا ل تشارلز بولدين المستقيل في يناير.

وقال لايتفوت حول هذا: «أنا سعيدٌ للغاية للترحيب بجيم بريدنستين في ناسا، والذي انضم إلى وكالتنا الرائعة في وقتٍ نحن فيه على وشك تحقيق إنجازات هامّة في مختلف مجالات عملنا».

جيم بريدنستين: هو عضوُ الكونغرس عن مجموعة “حفلة الشاي، والذي يمثل تجمعًّا محافظًا تابعًا للحزب الجمهوري” الذي تم اختياره بعد أن كسر عضو الكونغرس الجمهوري عن أريزونا جيف فلايك (Jeff Flake) التعادل (49-49) بانتقاله من المعارضة للتأييد، وهو بالأصل طيّار في البحرية الأمريكية.

غرّد حساب ناسا الرسمي حول الموضوع: «اليوم، قام مجلس الشيوخ للولايات المتحدة الأمريكية بالتصويت لانتخاب جيم بريدنستين كالرئيس الثالث عشر للوكالة، وحالما يقوم بأداء القسم، سيقوم بالإشراف على برنامجنا القائم على الاكتشاف والبحث. مرحبًا بك في عائلة ناسا.

كما غرد عضو المجلس، السيناتور بيل نيلسون على حسابه الرسمي قائلًا: «رئيس ناسا عليه أن يكون خبيرًا ماهرًا في علوم الفضاء وليسَ سياسيًا، كما عليه “هو أو هي” أنْ يكونَ قائدًا قادرًا على أنّ يجمعنا تحت نظرة مشتركة للبحث والاستكشاف في الفضاء.

غرّد أيضًا السيناتور براين شاتز (Brian Schatz): «هناكَ سبب بسيط لكي يرفض مجلس الشيوخ ترشيح جيم بريدنستين لمنصب إدارة ناسا: هو منكرٌ للاحتباس الحراري، دون أيِّ خلفيةٍ علمية، والذي قام بتأسيس تاريخ مهني بناء على انكار العلم».

قام نائب الرئيس مايك بنس (Mike Pence) أيضًا بالتغريد: «تهانيّ لجيم بريدنستين على تسلّمه منصب الرئيس الجديد لناسا.

تحتَ قيادة الرئيس، ستقوم أمريكا بالتصدّر مجددًا في مجال الفضاء، نحن نتطلع قدمًا نحو العمل المشترك مع الرئيس الجديد، وذلك لاستعادة التاريخ المثير للفخر في التصدّر فيما يخصّ الفضاء والمهمّة أيضًا من أجل أمننا وازدهارنا القومي.


  • إعداد: أسماء الدويري
  • تدقيق: لؤي حاج يوسف
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر