كشفت دراسة جديدة أن البرود العاطفي أو الجنسي مع شركائك المحتملين أمر سيئ جدًا إذا كنت تريد جذبهم جنسيًّا.

وجد علماء النفس في جامعة روشستر (University of Rochester)، والمعهد متعدد التخصصات (Herzliya) في إسرائيل أنّ الناس الأكثر جاذبيّة جنسيّة للشركاء المحتملين هم الذين بدوا وكأنهم يتبادلون اهتمامهم الرومانسي، ووجدوا أيضًا أنّ الأشخاص الذين لم يكونوا متأكدين من اهتمام شركائهم المحتملين بهم نظروا إليهم على أنهم أقل جاذبيّة جنسيّة، ويبدو أنّ البرود العاطفي فكرة مريعة إذا كنت تريد شخصًا أن يجدك جذابًا!

اشتملت الدراسة على ست دراسات مترابطة نُشِرت كدراسة واحدة على دورية Computers in Human Behavior.

في البداية، اختار الباحثون إحدى وخمسين امرأةً وخمسين رجلًا، غير مرتبطين وغيريّين جنسيًا، وتراوحت أعمارهم ما بين 19-31 سنة، وأخبروا المتطوعين أنهم سيجرون دردشة على الإنترنت مع مشارك آخر كان في غرفة أخرى، وفي الواقع كان باحثًا آخر.

وفي نهاية المحادثة أُخبروا أنه مسموح لهم أن يرسلوا رسالة واحدة إضافية إلى شركائهم المحتملين، وقيل لبعض المتطوّعين أن شريكهم قد ترك رسالة لهم، في حين قيل للآخرين أنه لا توجد رسائل تنتظرهم.

ثم عرضوا عليهم شركاءهم المحتملين وطُلب منهم أن يقيّموا رغبتهم الجنسية، ومدى اهتمامهم بالإلتقاء بهم في المستقبل.

كانت النتائج كالتالي:

المجموعة التي أُخبرت أنه لا توجد رسائل بانتظارهم -لخلق حالة من عدم اليقين بشأن أي علاقة مستقبلية- قيّموا شركاءهم المحتملين على أنهم أقل جاذبيّة جنسيّة من أولئك الذين أُخبروا بوجود رسائل تنتظرهم.

بالطبع، عُرض على الجميع الصورة نفسها لشخصٍ من الجنس المقابل، لكن تقييمهم كان متفاوتًا

وقال هاري رايز (Harry Reis) أحد الباحثين في الدراسة: «يشعر الناس بمستويات أعلى من الرغبة الجنسيّة حينما يشعرون بالثقة تجاه الشريك وقبوله»، ويضيف رايز: «يحمي الناس أنفسهم من احتمال الرفض المؤلم بالابتعاد عن الأشخاص الذين من المُحتمل أن يرفضوهم».

اختبرت الدراسات الأربع الأولى مدى تأثير فكرة العلاقة غير المؤكدة على جاذبيّة الشريك الجنسية، بينما اختبرت الدراستان الأخيرتان إذا ما تمّ ذلك من خلال علاقة ثابتة، لتكشفا عن التقييم الأعلى للشريك المحتمل، وخفض درجة عدم اليقين بشأن العلاقة معهم، وكلما بدا ذلك كان الشريك أكثر جاذبيّة.

ويقول المؤلف الرئيسي غوريت بيرنبوم (Gurit Birnbaum): «قد تكون الرغبة الجنسيّة مؤشّرًا على مدى ملاءمة الشريك والتي تحفّز الناس على إقامة علاقات رومانسيّة مع شركاء موثوق بهم»، ويضيف بيرنبوم: «ربما تثبيط الرغبة تجاه شريك يكون آلية تهدف لحماية النفس من استثمار الوقت والعواطف مع شركاء غير ملائمين، لذلك قد ينصحك الناس بالبرود العاطفي تجاه أحدهم، لكن إن كنت تريده مهتمًا بك عاطفيًّا وجنسيًّا فهذا لن يكون الأفضل بالنسبة لك!».


  • ترجمة: محمد غازي
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر