في السابع والعشرين من شهر يوليو الجاري، سنشهد أطول خسوفٍ قمريّ في القرن الحادي والعشرين.

سيكون مرئيًا بالكامل في شرق أفريقيا ووسط آسيا والهند، وسيكون مرئيًا جزئيًا على الأقل في نيوزيلندا وأمريكا الجنوبية.

في الخسوفات القمرية، يتحرك القمر إلى داخل الظل الذي يصنعه كوكب الأرض في الفضاء.

هذا الظل يؤدي إلى نوعين مختلفين من الخسوف؛ الجزئي: إذا كان القمر يعبر منطقة (شبه الظل – penumbra) كلمة لاتينية تعني نصف الظل، أو الكلي: عندما يكون القمر في (الظل الكامل – umbra) وتعني الظل الكامل.

الظل الكامل كبيرٌ لدرجة تمكّن القمر من العبور داخله دون الوصول إلى مركزه، ولكن هذا الشهر، سيحدث خسوف قمرٍ مركزيّ؛ وهذا لأنه سيكون طويلًا جدًا.

وماذا أيضَا؟

هناك عاملٌ آخر يؤدي إلى طول هذا الخسوف، هو أنَّ القمر في أوجِه، وفي أبعد نقطةٍ في مداره الشهريّ عن الأرض.

في هذه المسافة، يلقي كوكب الأرض ظلًا أوسع، لذا يؤدي هذان العاملان إلى خسوفٍ قمريّ محطمٍ للأرقام القياسية.

سيخسف القمر لساعة و43 دقيقة (أطول مدة منذ عام2000، التي استغرق فيها الخسوف ساعةً و46.4 دقيقة) فقط مجرد ثوانٍ معدودة أقل من أطول مدة ممكنة لخسوف قمري (ساعة و47 دقيقة).

الخسوفان ينتميان إلى نفس (دورة ساروس – saros cycle)، بمعنى أن لهما نفس الإحداث الجغرافيّ، تتكرر هذه الخسوفات كل 18عامًا.

خريطة الرؤية للخسوف القادم PIRULITON – Own work, CC BY-SA 3.0

سوف يصل الخسوف إلى قمته عند 8.22 مساءً بالتوقيت العالمي المنسق UCT (4.22 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة EDT).

ستشهد المليارات من الناس تحول القمر للونٍ داكنٍ بشكلٍ تدريجيّ قبل أن يأخذ اللون القرمزي المُمِيز لخسوف القمر الكليّ، يتحول القمر إلى اللون الأحمر لأنه الضوء الوحيد الذي يصل إليه، وينعكس من سطحه ليعبر الغلاف الجوي للأرض، لذا فإنه يأخذ اللون المعتاد لغروب الشمس وشروقها.

سؤال يُسأل باستمرارٍ عندما يُذكر خسوف القمر، لماذا لا يحدث كل شهر؟

الإجابة ليست مُعقدة، الأرض، والشمس، والقمر لا يدورون في نفس المستويات، لذا فإنهم يتعامدون مرةً كل فترة.

في الواقع، مستوى مدار القمر منحرفٌ بمقدار خمس درجات مقارنةً بمستوى مدار الأرض والشمس.


  • ترجمة: إبراهيم محمد جاد الله.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر