هل سبق وأن نظرت إلى من تحبّ وشعرت بأنّ قلبك يرتعش ويديك تتعرّقان أو أنّ مزاجك قد تحسّن فجأةً؟

في الحقيقة، هذا لأنّ الوقوع في الحب يُغيِّر ما يجري في جسمك نحو الأفضل.

عند الوقوع في الحبّ، تقوم النواقل العصبية الكيميائية كالدوبامين والأوكسيتوسين بإشباع مناطق المكافأة والمتعة في الدماغ، ما يؤدّي لاستجابة جسدية ونفسية تتجلّى بإنقاص الشعور بالألم، والإدمان، وبرغبة أقوى بالعلاقة الجنسية مع الشريك.

يمكن لعناق وتقبيل من تحبّ أن يؤدّي فوريًّا إلى تخفيف التوتّر وزيادة مشاعر الهدوء والثقة والأمان وذلك بفضل الأوكسيتوسين، في حين يتحسّن مزاجك نتيجة لإشباع مركز المكافأة عن طريق الدوبامين.
إليك 7 طرق يتغيّر بها جسدك ودماغك عند الوقوع في الحب.

يمكن أن يخفّض ضغطك الدموي

تشكّل القيم المرتفعة للضغط الدموي حالةً خطيرةً تزيد من نسبة تعرّضك للنوب القلبية والسكتات الدماغية وقصور الكلية.
يمكن لتعاطي الأدوية وللتغيّرات الحاصلة في نظام الحياة كالتمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي أن تسيطرَ على ارتفاع الضغط أو تُنقص منه. لكنّ الأبحاث اقترحت أيضًا أنّ الوقوع في الحب يمكن أن يشكّل طريقةً طبيعيةً لإنقاص مستويات الضغط الدموي.

في عام 2007، نشرت دائرة الخدمات الصحية الأمريكية دراسةً بحثت في العلاقة بين الزواج والصحة الجسدية وطول العمر، فتوصّلت إلى أنّ مستوياتِ الضغط الشرياني كانت منخفضةً لدى الأشخاص المتزوّجين، إضافةً إلى أنّهم كانوا أقلّ عرضةً للأمراض القلبية الوعائية.

أجرت الجامعة الأمريكية للأمراض القلبية دراسةً تبحث في معدّلات الخطورة للأمراض القلبية الوعائية، تضمّنت هذه الدراسة 3.5 مليون مشترك، منهم من كان عازبًا، مطلّقًا أو أرملًا.

ولقد وجدوا أنّ الأشخاص المتزوّجين تحت سن الخمسين كان لديهم انخفاض في معدّل الإصابة بمرض وعائي بنسبة 12%،أمّا المتزوّجون وعمرهم بين 51 و60 فقد انخفضت نسبة إصابتهم بمقدار 7% مقارنة بغيرهم من غير المتزوّجين وبنفس العمر.

ستشعر بالتوتّر بشكل أقلّ أو بشكل أكبر، بحسب مرحلة العلاقة

من الممكن أن تكون بداية العلاقة العاطفية مع أحدهم مثيرةً للتوتّر وهذا يعود لأسباب عديدة، كعدم التأكّد من أنّ الطرف الآخر يبادلك المشاعر، وإمكانية التعرّض للرفض، والقلق من الوقت المناسب لقول كلمة (أحبّك).

وحسب دراسة نُشرت عام 2004، فإنّ المراحل الأولى من الحبّ عند الشركاء الجدد ترفع نسبة هرمون الكورتيزول – وهذا الهرمون يرتفع عند الشعور بالتوتر -، وعلى الرغم من ذلك، عادت مستويات الكورتيزول إلى طبيعتها عندما فُحِص نفس الشركاء بعد فترة تتراوح من 12 إلى 24 شهرًا.

ومع أنّ الحبّ يمكن أن يكون مثيرًا للتوتّر للبعض – خاصّةً في مراحله الأولى – فمن المحتمل أن يخفضَ مستوى التوتّر على المدى البعيد.

في عام 2005، نُشرت دراسة في Neuroendocrinology Letters فحصت البيولوجيا العصبية عند الواقعين في الحب، فوجدت صلة بين أجهزة التوتّر لدى الناس – أو ما يُعرَف بتفعيل المحور الوطائيّ النخاميّ – وتطوّر الترابط الاجتماعيّ.

تقترح النتائج أنّ تشكيل رابط مع شريكك يمكن أن يسبّب تغيّراتٍ نفسيةً تخفّف من شعور القلق.

ستشعر بالمزيد من التعلّق والأمان

عندما تحبّ أحدًا ما، تشعر بالثقة والأمان تجاهه، وهذا أحد الأسباب التي تجعلك تتوتّر بشكل أقلّ.

الأوكسيتوسين-Oxytocin – وهو هرمون يُفرَز أثناء الاتّصال الجسدي كالعناق والتقبيل والجنس – يعزّز شعورَ التعلّق تجاه الشريك، إضافةً إلي مشاعر الاطمئنان والهدوء والأمان، وذلك حسب تقرير مدرسة هارفرد الطبية.

يلعب الأوكسيتوسين أيضًا دورًا في الترابط الاجتماعي والغريزة الأمومية والتكاثر إضافة للمتعة الجنسية. فعليًّا، يزيد «هرمون الحب» الترابط الاجتماعي والثقة بين الشركاء، وذلك حسب دراسة نُشِرت في مجلة Nature.

ستشعر بالألم في بطنك

هل سبق وأن شعرت بقلبك يتسرّع، وراحة يدك تتعرّق أو أنّ بطنك يمغصك (بطريقة جيدة) حالما ترى أو تفكّر بمن تحبّ؟

عند الوقوع في الحب، يرتفع تركيز الكورتيزول ويدخل الجسم في وضعية القتال أو الهرب Fight-or-flight mode.

«يفعّل دماغك الحوفيّ-Limbic brain أو العاطفي العصب المبهم الذي يتّجه من الدماغ نحو أحشاءك»، هذا ما قاله الطبيب النفسي وعالم الاعصاب دانيال أمين لأخبار NBC.

عندما تشعر بالتوتّر او الحماس (كما اشرح للمرضى، هو نفس الشعور، لكنه يعتمد على تفسيرك له) يتحفز هذا العصب وبالتالي ينشط احشاءك.

ستصبح أكثر سعادة

يُفرز هرمون الدوبامين-Dopamine عند الوقوع في الحب، وهو ناقل عصبي يتحكّم بمركز المتعة والمكافأة في الدماغ، ما يجعل الشركاء يشعرون بالسعادة عندما يكونون سوية.

في عام 2005، نُشِرت دراسة في مجلة Comparative Neurology مسحت 2500 صورة دماغٍ لسبعة عشر فردًا عبّروا عن أنفسهم بأنهم واقعون في الحبّ.

وجد الباحثون أنّ المشاركين الذين نظروا إلى صورة من يحبّون كان لديهم نشاط دماغي في منطقتين مرتبطتين بشدّة بالدوبامين هما: النواة المذنّبة-Caudate nucleus ومنطقة سقف البطين-Ventral tegmental area.

سيقلّ شعورك بالألم

إنّ الوقوع في الحبّ له خواصّ مخفّفة للألم، ومع ذلك فإنّ معظم الأطباء لا ينصحون بالاعتماد على الحبّ لوحده بعد العمليات والإصابات الخطيرة.

نُشِرت عام 2010 دراسة في مجلة Plos One بحثت في صور الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمشاركين كانوا قد دخلوا في علاقات غرامية جديدة.

وجد الباحثون أنّ الاشخاص الذين شاهدوا صور من يحبّون كان لديهم نشاط زائد في مناطق عديدة لمعالجة شعور المكافاة في الدماغ، ما يشير إلى أنّ الحب والمسليات يمكن أن تخفّف الشعور بالألم.

«عندما يكون الناس في هذه المرحلة العاطفية والمستهلكة من الحب، تحدث تغيّرات جوهرية في مزاجهم تؤثّر على تجربتهم للألم» هذا ما أخبره المؤلّف الأوّل لهذه الدراسة شون ماكي لمركز أخبار ستانفورد الطبي.

من الممكن أن تشعر بالإدمان

كما هي المخدّرات التي تثير مراكز المتعة وتجعل الناس يعودون لطلب المزيد، كذلك هو الحبّ الذي له تأثيره الإدماني الخاصّ.

لاحظ العلماء استجاباتٍ عصبيةً كيميائيةً متداخلةً في نفس مناطق الدماغ بين الناس الذين يعانون من إدمان المخدرات والحب.

استعرضت دراسة نُشِرت عام 2017 من قبل مجلة Philosophy, Psychiatry & Psychology العلاقة بين الإدمان والحب.

اقترح المؤلّفون أنّ الحبّ يمكن أن يسبّب الإدمان لأنّه حاجة يمكن إشباعها مؤقّتًا، لكن يمكن أن تسبّب إلهاءً وتشتيتًا للانتباه في حال لم يتمّ ملؤها لفترة طويلة من الزمن. (ومع ذلك، فإنّ الدليل الرسمي للتصنيف الطبي لا يعتبر الحبّ كمادّة مسبّبة للإدمان).

بعض هذه المشاعر له علاقة بالجنس (النشاط الجنسي)، والنشوة وبعض الأدوية، فكلّها تطلق الدوبامين في منطقة من الدماغ تُدعى النواة المتّكئة-Nucleus accumbens.

يمكن لشعور النشوة الناتج عن الأوكسيتوسين والسيروتونين إضافة للارتخاء العضليّ أن يجعلك ترغب بالمزيد. ولهذا السبب قد تشعر بأنّ ممارسة الجنس يمكن أن تعطيك شعور النشوة.


  • ترجمة: داني قنيزح
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر