يشير مصطلح إنتان المجرى البولي أو ما يطلق عليه اختصارًا (UTI) إلى الإنتان الذي يحدث في أيّ جزءٍ من أجزاء الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل.

وتعتبر إنتانات المجرى السفلي -أي المثانة والإحليل – هي الأكثر شيوعًا، واحتمال إصابة النساء أكبر من مثيله لدى الرجال.

قد يكون الألم والانزعاج العرضين الوحيدين في حال اقتصر حدوث الإنتان على المثانة فقط، لكنّ هناك مضاعفات وعواقب قد تكون خطيرةً جدًا في حال انتشاره ووصوله للكليتين.

ما هي الأعراض التي تشير لوجود الإنتان؟

من الضروري أن نعرف بأنّ إنتانات المجرى البولي لا ترافقها العلامات والأعراض دائمًا، لكن عند حدوث الأعراض ستكون غالبًا على النحو التالي:

1. إلحاح مستمر وقوي للتبول وشعور بالحرقة عند التبول.
2. تسريب كمياتٍ صغيرةٍ من البول بشكلٍ متكررٍ.
3. يظهر البول بلونٍ قاتمٍ ورائحةٍ قويةٍ.
4. ظهور البول بلونٍ أحمر أو ورديٍ فاتح أو بلون الكولا هي علامة على وجود دمٍ في البول.
5. ألم حوضي، ويكون لدى النساء خاصة في منطقة منتصف الحوض وحول عظم العانة، أو قد يتركز الألم أسفل الظهر أو البطن.
6. حمى وقشعريرة؛ وذلك يشير لوصول الإنتان إلى الكليتين.

جديرٌ بالذكرِ أنه قد لا يُلاحظ وجود الإنتان أو قد يُخلط بينه وبين حالاتٍ أخرى وذلك عند المسنين.

الأسباب

إنّ قرب المسافة بين الإحليل – القناة التي يمر عبرها البول من المثانة إلى خارج الجسم – وفتحة الشرج خصوصًا لدى النساء يعطي للجراثيم الموجودة في فتحة الشرج موضعًا مثاليًا للهروب ودخول الإحليل، ومنه يمكنها دخول المثانة وحتى الوصول إلى الكليتين في حال عدم اتخاذ التدابير المناسبة، وأفضل مثال عن الجراثيم التي قد تسبب ذلك (الجراثيم الإشريكية الكولونية – E. Coli).

إنّ احتمال إصابة النساء بهذه الإنتانات أكبر بكثير مقارنةً بالرجال؛

لأنّ المسافة ما بين الإحليل وفتحة الشرج تكون قصيرةً جدًا لدى النساء مما يعطي الجراثيم فرصةً كبيرةً للوصول إلى المثانة، بالإضافة إلى أنّ ممارسة الجنس تعتبر عاملًا مهمًا قد ينتج عنه وصول الجراثيم إلى المجرى البولي.

التشخيص والعلاج

تُشخص الإصابة بعد فحص عينة البول من الشخص المشتبه بإصابته والبحث فيها عن الجراثيم المتورطة بالإصابة.

بعد تشخيص الإصابة يعالج الشخص المصاب عن طريق المضادات الحيوية المناسبة، ومن الضروري جدًا تناول المضادات لحين اكتمال الفترة الموصوفة من قِبَل الطبيب حتى ولو بدأ التحسن في وقت مبكر، إضافة لضرورة شرب الماء للمساعدة بطرد الجراثيم من الجسم، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية بهدف تخفيف الألم والحرارة المرافقين للالتهاب الرئيسي.

أظهرت الدراسات التي جرت على عصير التوت البري وفوائده لمنع إنتانات المجرى البولي بعض النتائج المهمة، يحتوي التوت الأحمر على التانين الذي يمنع بكتريا (E. Coli) – وهي السبب الأكثر شيوعًا لهذه الإنتانات – من الالتصاق بجدار المثانة – وهو المكان الذي تقوم هذه الجرثومة بإحداث الإنتان – ومع ذلك فهناك العديد من الدراسات التي نفت أيّ فائدة تُذكر لعصير التوت في منع هذه الإنتانات.

هناك بعض الخطط العلاجية التي يصفها الطبيب في حال تكرر حدوث الإنتان لثلاث مراتٍ أو أكثر خلال سنةٍ واحدةٍ، ومن ضمن الخيارات المطروحة في هذه الخطط العلاجية:
1. تقليل جرعة المضاد الحيوي الموصوف وتوجيه المريض للمداومة عليه لمدةٍ طويلةٍ بهدف الوقاية من تكرر الإنتان.
2. تناول جرعة معينة ووحيدة من المضاد الحيوي بعد ممارسة الجنس؛ لأنّه يعتبر عاملًا مهمًا وقد يكون – كما ذكرنا – شرارة البدء لحدوث الإنتان.
3. تناول المضاد الحيوي لمدة يومٍ أو يومين في كل مرةٍ تظهر فيها الأعراض.
4. إجراء فحص البول في المنزل عند ظهور أحد الأعراض، لكون معدات إجراء هذا الفحص متوفرة بدون الحاجة لوصفةٍ طبيةٍ، وسيساعدك هذا الفحص على معرفة ما إن كنت بحاجةٍ لمراجعة الطبيب أم لا وسيساعدك بمعرفة مدى نجاح المضادات الحيوية التي تتناولها (تذكر أنه من المهم إنهاء كامل الكمية الموصوفة من المضاد حتى ولو بدأت بالشعور بالتحسن).

هل هناك أيّ إجراءاتٍ أو نصائح تمنع حصول هذا النوع من الإنتانات؟

ينصح الأطباء بشرب كمياتٍ كافيةٍ من المياه وعدم حبس البول في المثانة لفتراتٍ طويلةٍ إضافةً للتأكد من إفراغ المثانة بالكامل عند دخول دورة المياه وتنظيف ومسح المنطقة التناسلية من الأمام للخلف وليس العكس (أي البدء بالمسح من جهة الإحليل باتجاه فتحة الشرج).

كما يُنصح بتنظيف هذه المنطقة جّيدًا وتطهيرها قبل ممارسة الجنس خاصةً لدى النساء، ويفضل التبول أيضًا بعد ممارسة الجنس فورًا وذلك بهدف إخراج أيّ جراثيمٍ وصلت للإحليل، مع ضرورة إبقاء المنطقة التناسلية جافةً وارتداء ملابسٍ داخليةٍ قطنيةٍ وتجنب الملابس الضيقة.

أخيرًا يجب التنويه إلى أن الحواجز المهبلية التي تستخدم من قبل النساء كوسيلةٍ لمنع الحمل تعتبر عاملًا مؤهبًا لحدوث الإنتان، كما يجب تجنب الواقي الأنثوي ومبيدات النطاف؛ لأنها تسبب تخريشًا فتزيد بدورها من فرص ظهور أعراض إنتان المجرى البولي.

 


  • ترجمة: عمر اسماعيل
  • تدقيق: رند عصام
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • المصدر