كم عدد أقمار كوكب زحل ؟ يعرف كوكب زحل بأنه العملاق الغازي، وبنظامه الدائري المُثير للإعجاب. لكنه من المفاجئ معرفة أن هذا الكوكب هو ثاني أكثر كوكب امتلاكًا للأقمار في النظام الشمسي بعد كوكب المشتري. نعم يملك كوكب زحل في المُجمل 150 قمرًا وقُميرًا. 62 قمرًا منهم فقط قد حددت مدارتهم وأُعطي لـ 53 قمرًا منهم فقط أسماء رسمية. إن معظم هذه الأقمار عبارة عن أجسام جليدية صغيرة لا تزيد عن أجزاء من نظامها الدائري المُثير للإعجاب.

في الواقع، 34 قمرًا من الأقمار التي تمت تسميتها قطرها أقل من 10 كم في حين أن العدد الباقي قطره يتراوح بين 10 إلى 50 كم. ومع ذلك فإن بعض أقماره الداخلية والخارجية هي من أكبر الأقمار في النظام الشمسي، ويبلغ قطرها ما بين 250 إلى 5000 كم وتضم أكبر ألغاز نظامنا الشمسي.

لدى أقمار كوكب زحل بيئات متنوعة، من القمر البرتقالي والضبابي تيتان إلى الأعمدة الجليدية المميزة لقمر إنسيلادوس. لقد منحتنا دراسة نظام كوكب زحل الكثير من الأشياء لنفكر فيها. وليس هذا فقط، لأن اكتشاف باقي الأقمار سيكون في المستقبل القريب.

أقمار كوكب زحل النظام الشمسي الأقمار

أقمار كوكب زحل

أقمار زحل الداخلية الكبيرة:

تُقسّم أقمار زحل بناءً على حجمها ومدارتها ومدى قربها من كوكب زحل. كل الأقمار الداخلية والأقمار المنتظمة لها ميول مدارية صغيرة وغريبة الأطوار ولها درجات مدارية. في ذات الوقت، فإن الأقمار غير المنتظمة في المناطق الأبعد لديها نصف قطر مداري يصل لملايين الكيلومترات.

وتشمل أقمار زحل الداخلية الأقمار الكبرى منها ميماس، إنسيلادوس، تيثيس، وديون. وتتكون جميع هذه الأقمار في المقام الأول من جليد مائي. ويُعتقد أنها تتكون من قلب أو نواة صخرية وقشرة وقشرة جليدية، بقطر يصل إلى 396 كيلومترًا وكتلة تصل إلى 0.4 × 10 20 كيلوغرامًا، وتظهر الأقمار بشكل بيضاوي وتدور حول زحل على بعد 185.539 كيلومترًا وفترة مدارية تصل لـ 0.9 يومًا.

يتميز قمر إنسيلادوس بأنه القمر الكروني (Cronian) الوحيد النشط باطنيًا، ويُعد واحدًا من أصغر الأجسام النشطة جيولوجيًا والمعروفة في النظام الشمسي. ينتج عن مميزات شكلية للقمر (خطوط النمر) الشهيرة وتُعرف بأنها سلسلة من المنحنيات المستمرة والممتدة وأحيانًا تكون منحنية ومتوازية في خطوط العرض القطبية الجنوبية للقمر. (شاهد الصورة أدناه).

ولوحظ أيضًا تواجد ينابيع حارة كبيرة في المنطقة القطبية الجنوبية والتي تُطلق أعمدة من الغاز والغبار وجليد الماء والتي تملأ الحلقة E من زحل. هذه الملاحظات هي واحدة من المؤشرات التي تُرشح أن قمر إنسيلادوس لديه ماء سائل تحت قشرته الجليدية، حيث تُطلق العمليات الحرارية الأرضية حرارة كافية للحفاظ على محيط مياه دافئة بالقرب من قلب القمر.

ويُعد إنسيلادوس واحدًا من أجمل الأجسام السماوية المعروفة في النظام الشمسي نظرًا لأن القمر يحتوي على خمسة أنواع مختلفة من التضاريس، منها سطح جيولوجي “شاب” يقل عن 100 مليون سنة. مع بياض هندسي ناتج عن تكون سطح القمر بشكل كبير من جليد مائي.

يوجد أيضًا قمر تيثيس الذي يُعد ثاني أكبر أقمار كوكب زحل الداخلية ويتكون معظم سطحه من تضاريس مكونة من تلال وسهول. وأبرز معالمه هي فوهة أوديسيوس الضخمة التي يبلغ قطرها 400 كيلومترًا.

هنالك أيضًا قمر ديون وهو أكبر قمر داخلي لزحل، الذي يغلب على سطحه وجود تضاريس قديمة مليئة بالحفر، مع وجود فوهات بقطر تصل إلى 250 كيلومترًا، وبالإضافة فإن القمر مغطى بشبكة واسعة من الأنماط والأحواض التي تُشير في الماضي لاحتوائه على نشاط تكتوني.

أقمار كوكب زحل الخارجية الكبيرة

تدور الأقمار الخارجية الكبيرة خارج الحلقة E من زحل، وهي مُتشابهة في تكوينها مع الأقمار الداخلية -أي تتكون أساسًا من الجليد والصخور- ومن بين هذه الأقمار قمر ريا وهو ثاني أكبر الأقمار الخارجية وتاسع أكبر الأقمار في المجموعة الشمسية ويستغرق 4.5 يوم لإكمال دورة كاملة في مداره.

وهناك أيضًا قمر تايتان الذي يُعد أكبر أقمار كوب زحل ، وهو القمر الوحيد الذي له غلاف خاص به، كما يُعرف أيضًا بأنه قمر بارد وكثيف، ويتألف غلافه من النيتروجين مع كميات قليلة من غاز الميثان، ولاحظ العلماء أيضًا وجود هيدروكربونات عطرية مُتعددة الحلقات في الغلاف الجوي العلوي للقمر، بالإضافة لوجود بلورات من جليد الميثان.

يصعب مشاهدة سطح تايتان بسبب وجود ضباب جوي مُستمر، ولا يظهر عليه سوى عدد قليل من الحفر التي حدثت نتيجة سقوط أجسام كالنيازك على سطحه. وتوجد أدلة على وجود براكين، وحقول من الكثبان الطولية التي تشكلت بفعل رياح المد والجزر. ويُعرف تايتان بأنه الجسم الوحيد في النظام الشمسي الذي تتواجد سوائل على سطحه بجانب كوكب الأرض، وهذه السوائل هي بحيرات من الميثان والإيثان، وتتواجد في المناطق القطبية الشمالية والجنوبية للقمر.

ويتميز هذا القمر أيضًا بأنه القمر الكروني الوحيد الذي هبطت عليه مركبة أرضية وكانت المركبة الفضائية كاسيني Cassini. يعرف تايتان بالعمليات الشبيهة بالأرض. كما أن هذا القمر يعد من الأجسام التي أعطت العلماء أهمية بارزة لاكتشافه بسبب وجود غلافه الجوي السميك. تتواجد أيضًا أمطار كل من الإيثان والميثان والتي تتكون في طبقة الغلاف الجوي ثم تسقط على سطح القمر.

يُكمل تيتان مداره مرة واحدة كل 16 يومًا ويُعتقد أن له محيطًا من الماء الممزوج بالأمونيا تحت سطح القمر والتي تخرج للسطح مُسببة ما يُعرف بـ”cryovolcanism” وهو نوع من البراكين المُتميزة بإخراج الماء والأمونيا أو الميثان بدلًا من الحمم البركانية.

هناك أيضًا القمر هايبريون وهو الجار المُباشر لتايتان، وهو قمر غير مُنتظم وغريب التكوين. جوهريًا، القمر عبارة عن جسم بيضاوي أسمر اللون مع سطح مسامي للغاية (يُشبه الإسفنج)، يُغطي سطحه العديد من الحفر الصدمية المُتكونة من تصادم أجسام خارجية بسطحه.

وهناك أيضًا قمر لابيتوس Iapetus وهو ثالث أكبر أقمار زحل وهذا القمر يقع على مسافة 3.560.820 ظيلومترًا من زحل، وهو أبعد الأقمار الكبيرة، ويستغرق 79 يومًا لإكمال دورة واحدة. بسبب لونه وتكوينه غير المُعتاد فإن نصف الكرة الأرضية هو الظلام ونصف الكرة الأرضية الآخر له يكون أكثر إشراقًا.

أقمار كوكب زحل غير المُنتظمة

توجد أقمار زحل غير المنتظمة وراء الأقمار الكبيرة، ولها نصف قطر صغير وهي مائلة، ولها مدارات غالبًا إلى الوراء ويعتقد أن ذلك يرجع لتأثير جاذبية زحل، وتتكون هذه الأقمار من ثلاث مجموعات أساسية هي مجموعة الإنويت، مجموعة غالي، مجموعة نورسي.

تتكون المجموعة الأولى الإنويت من خمسة أقمار غير منتظمة تم تسميتها جميعًا بأسماء من أساطير الإنويت وهي إِجَارُق، كيفيوك، بالياك، سيارناك، وطرقيق. وجميع الأقمار مُتشابهة في المظهر فكلها محمرة اللون.

مجموعة الغالي وهي مجموعة من أربعة أقمار خارجية سميت تيمنًا بشخصيات من الأساطير الغالية وهم الألبيوريكس، وبيبهيون، وإريابوس، وتارفوس. وهذه الأقمار مُتشابهة أيضًا في المظهر ويتراوح قطرها من 6 إلى 32 كيلومترًا.

أخيرًا، المجموعة النورسية وتتكون من 29 قمرًا خارجيًا وتتراوح أقطار هذه الأقمار من 6 إلى 18 كيلومترًا. يُشار إلى هذه المجموعة أحيانًا باسم “Phoebe”، باعتباره القمر الوحيد الكبير في هذه المجموعة.

تشكيل أقمار كوكب زحل

من المُعتقد أن حلقات قمر زحل (تايتان) متوسطة الحجم وقد تطورت بطريقة مُشابهة إلى تكوين الأقمار الغاليلية لكوكب المُشتري. باختصار هذا يعني أن هذه الأقمار مكونة من circumplanetary disc وهي أقراص أجسام مُشابهة للكواكب. تكونت من الغاز المُتراكم والحطام الصلبة بحيث تشبه أقراص الكواكب البدائية، ويُعتقد أن الأقمار الخارجية غير المُنتظمة كانت أجسامًا التقطتها جاذبية زحل وظلت في مداراتها البعيدة الحالية.

ومع ذلك، هناك بعض الاختلاف على هذه الفرضية، فهناك احتمال بأنه اثنين من أقمار تايتان تشكّلا من “accretion disc” ويُعرف بأنه قرص مزود أو تراكمي وهو عبارة عن حزام من الغاز والغبار الكوني. وبعضهم يقول بأنها نتجت عن طريق كسور أنتجت الحلقات والأقمار المتوسطة الخارجية والآخر من يقول أن قمر تايتان تكون من اندماج قمرين كبيرين ونتيجة لتناثر الحطام منهما تشكلت الأقمار المتوسطة الحجم.

ومع ذلك، فإن معرفة آلية تشكيل الأقمار ما تزال مجهولة في الوقت الحاضر، ومع بعض المهمات الإضافية لدراسة المزيد عن أجواء وتركيبات وأسطح هذه الأقمار، سيزيد ذلك من فهمنا لمصدرها الحقيقي.

يشبه نظام أقمار كوكب زحل إلى حد كبير النظام الخاص بكوكب المُشتري وباقي العمالق الغازية الأخرى، فبالاضافة إلى الأقمار الكبيرة التي يُعتقد أنها تشكلت من حقل ضخم من الحطام الذي كان يدور حوله، كما يحتوي أيضًا على عدد لا يُحصى من الأقمار الصغيرة الحجم، والتي التقطها بفعل الجاذبية على مدار مليارات السنين. يُمكن لنا أن نتخيل فقط عدد ما تبقى من الأجسام الدائرة حول العملاق زحل وذلك لكثرة عددها.

اقرأ أيضًأ:

ترجمة: محمد أيمن

تدقيق: فارس سلطة

المصدر