اكتشف العلماء آثارًا للمياه في حبيبات الغبار من الكويكب “ايتوكاوا” -الشبيه بحبة الفول السوداني- ربما تلقي الضوء على الطريقة التي حصل كوكب الأرض بها على الماء.

قاس باحثون في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية ASU محتوى الماء في جسيمات صغيرة من غبار الكويكب الذي أحضرت عينة منه بواسطة مركبة الفضاء اليابانية هايابوسا سنة 2010. وعلى الرغم من أنه ليس أول دليل على وجود الماء على ذلك الكويكب، فإن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها الماء في مختبر على كوكب الأرض، إذ اعتمدت الدراسات السابقة للمياه على الكويكبات على البيانات التي جمعتها التلسكوبات أو أدوات مركبات الفضاء.

اكتُشف أول دليل على وجود الماء على كويكب سنة 2010، عندما رصد فريق من الفلكيين من مرصد الأشعة تحت الحمراء التابع لناسا في هاواي آثار الجليد المائي بالإضافة إلى مواد عضوية على الكويكب ثيميس. كما عثرت مهمة أوساريس- ريكس OSIRIS-REX التابعة لناسا في ديسمبر الماضي على معادن رطبة على الكويكب “بينو” في أثناء دراسة الصخور الفضائية عن قرب.

كويكب ايتوكاوا

كويكب ايتوكاوا

ويعتقد العلماء الآن أن الماء عنصر شائع في كويكبات نظامنا الشمسي؛ سواء كان الماء على هيئة جليد أو معادن رطبة.

ويعتقد باحثو جامعة ولاية أريزونا -بالاستناد إلى النتائج الجديدة التي توصلوا إليها- أن الكويكبات من النوع S -المكونة من السيليكات التي تعتبر الأكثر شيوعًا في نظامنا الشمسي- مثل الكويكب ايتوكاوا قد أمدّت كوكب الأرض بما يقارب نصف مخزونه من المياه في فترة مبكرة من تاريخ تشكيله. أفاد عالم الكيمياء الفلكية ورئيس فريق البحث المؤلف للدراسة الجديدة من كلية استكشاف الأرض والفضاء التابعة لجامعة ولاية أريزونا: «وجدنا العينات التي اختبرناها غنيةً بالماء مقارنةً مع متوسط نسبة الماء في أجسام النظام الشمسي الداخلي».

لم يقس جين وشريكته عالمة الكيمياء الفلكية من جامعة ولاية أريزونا مايتراي بوز وفرة المياه في العينات فحسب، بل قاسا أيضًا نسبة الديوتيريوم إلى الهيدروجين، وتشير هذه النسبة إلى مصدر الكويكبات ومدى تشابه مياهه مع المياه الموجودة على كوكب الأرض. وقال جين: «تركيب النظائر للهيدروجين في تلك المعادن لا يمكن تمييزها عن تلك الموجودة على كوكب الأرض».

تلقى فريق جامعة أريزونا خمسة جسيمات صغيرة من أصل العينة التي جمعتها مركبة الفضاء هايابوسا والمكونة من حوالي 1500 حبة من الغبار. بلغ عرض كل جسيم من الخمسة حوالي نصف عرض شعرة الإنسان.

جُمعَت هذه الجسيمات من منطقة عديمة المميزات نسبيًا تسمى بحر موسى، وتقع هذه المنطقة في منتصف الكويكب ذي هيئة حبة الفول السوداني أوتوكاوا.

لم يكن ايتوكاوا دائمًا على شكل حبة فول سوداني، ويعتقد العلماء أنه كان جزءًا من جسم أكبر لكنه تكسر إلى أجزاء أصغر قبل حوالي 1.50 مليار سنة على إثر تصادم كارثي مع صخرة فضائية أخرى.

تكون هذا الجسم الأكبر -كما يعتقد العلماء- في حزام الكويكبات منذ حوالي 4.6 مليار سنة، وكان عرضه حوالي 12 ميلًا (20 كيلومترًا) قبل تحطمه، وتشابك الحطام الناتج مرةً أخرى مكونًا حبة الفول السوداني (ايتوكاوا) البالغ طوله حوالي 1755 قدمًا (535 مترًا) وعرضه 1000 قدم (300 متر). حلل فريق البحث في هذه الدراسة اثنين من الجسيمات المجمعة بمعرفة هايابوسا وتوصلوا إلى أنها تحتوي على معادن السيليكات المكونة للصخور والمعروفة باسم البيروكسينات. ومن المعروف أن البيروكسينات على كوكب الأرض تحتوي على الماء في بنيتها البلورية، وهذا ما دفع جين وبوز للاعتقاد بأن بيروكسينات أوتوكاوا تحتوي على الماء بدورها.

بعدما منحتهم وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) العينات اللازمة لهذه الدراسة، استخدم جين وبوز مقياس طيف الكتلة الأيونية النانوية (NANOSIMS) في جامعة أريزونا لقياس تكون هذه الجسيمات الصغيرة، ووجدوا أن عينات ايتوكاوا غنية بالماء على نحو غير متوقع. ويقترح ذلك الاكتشاف أن حتى الكويكبات الجافة نظريًا مثل ايتوكاوا قد تحتوي على الماء بنسبة أكبر مما افترض العلماء.

اقرأ أيضًا
حزام الكويكبات

ترجمة مصطفى عبدالمنعم – تدقيق أحلام مرشد

المصدر