جميعنا تعاملنا مع “ﺻﺒﻐﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻛﺴﻴﺪ” ﻭتعني استخدام “ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ” ﻓﻰ ﺻﺒﻐﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ولماء الأكسجين استخدامات أخرى متعددة، كما ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻰ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ.

في صبغات الشعر:

ﻓﻲ ﻣﺰﻳﺞ الصبغة، ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺆﻛﺴﺪ يعمل على ﺃﻛﺴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻴﻼﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺮﻛّﺐ ﻋﻀﻮﻱ ﻳﻤﺘﺺ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺮﺋﻰ ﻭ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ.

ﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻛﺴﺪﺓ ﺑﺄﺯﺍﻟﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ الميلانين ﺍﻟﺘﻲ تعطي الشعر لونه ،مسببة” ظهور ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺻﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﺣﺐ ﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻴﺮﺍﺗﻴﻦ ‏( البروتين الذي يتكون منه الشعر  ‏) .

ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﻗﻠﻮﻳﺔ، مثل الأمونيا (النشادر)  ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﺆﻛﺴﺪ بالوصول ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻴﻼﻧﻴﻦ.

ﻭ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻣﺴﺆﻭﻝ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺃﻛﺴﺪﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺰﻳﺞ الصبغة متسببا” بإنتاج أصبغة قادرة على الالتصاق بالشعر.

ﺍﻥ ﻧﺼﻒ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﺍﻟﺘﻰ ﺗُﻨﺘﺞ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺗُﺴﺘﺨﺪﻡ كمبيض ﻓﻰ ﺗﺒﻴﺾ ﺍﻟﻠﺐ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻭتصنيع الورق، كما يستخدم كمبيض في المنازل بديلا” عن المبيضات  ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻮﺭ ﻣﺜﻞ تحت كلوريت الصوديوم  sodium hypochlorite.

مزيلات البقع عن الملابس غالبا” ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺀ الأكسجين ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍلمجموعات المعطية للون في جزيئات البقع ، مسببا” تغيرا” في تركيب البقع وفي مجال امتصاصها الضوئي، مؤديا” في النهاية إلى اختفاء البقع.

ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ماء الأكسجين كمطهر ، نظرا” لقدرته المؤكسدة القوية حيث يخرب أغشية الجراثيم مسببا” في إبادتها.

ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﺳﺎﺳﻲ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎﺕ كمحلول مائي بنسبة 3% ، ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻓﻰ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ.

عند تطبيق المحلول على الجرح ستلاحظ تشكل فقاعات ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ لتأثير أنزيم الكاتلاز  catalase الموجود في الدم والذي ﻳُﺴﺮّﻉ ﻋﻤﻠﻴﺔ تخرب  ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺀ ﻭﺃﻛﺴﻴﺠﻴﻦ، ﻭﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻫﻮ سبب الفقاعات.

، ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ التخرب هذه تحدث تلقائيا ً ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻻﻧﺰﻳﻢ ﺑﺘﺴﺮﻳﻌﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﻔﻴﺰﻫﺎ، ﻭﻟﻬﺬﺍ السبب ﻳﺨﺰّﻥ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺫﺍﺕ عاتمة ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﻰ تخرب ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ .

احد الاستخدامات الحديثة  لماء  ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ هو  ﺍﻟﻌﺼا ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﺠﺔ (وهي عصي مضيئة دون مصدر طاقة خارجي) ، حيث يتواجد داخل العصا منفصلا” ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ، وعندما تقطع العصى  يزال الغشاء الفاصل بين المواد ،  ليختلط ماء الأكسجين مع مركبات الاستر المحتواة في القسم الأخر من العصا ﻭﻳﻨﺘﺞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺮﻛﺐ ﻳﺴﻤﻰ ” peroxyacid ester ” ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻛﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻴﺘﺤﻠﻞ ﺳﺮﻳﻌًﺎ، منتجا” ﻃﺎﻗﺔ ﺗﺜﻴﺮ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ‏(ﺍﻱ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻃﺎﻗﺔ ﺃﻛﺒﺮ ‏) ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، تطلق  ﻓﻮﺗﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﻫﺞ.

ﻟﻨﺬﻛﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣًﺎ ﺍﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻤﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻛﻮﻗﻮﺩ ﻟﻠﺼﻮﺍﺭﻳﺦ، حيث يتم استخدامه بتراكيز 90%  أﻭ ﺃﻛثر ، إما أن  يتخرب ليعمل كمصدر للأوكسجين ، أو أن يتم استخدامه ﻷكسدة وقود آخر مثل الهيدرازين”hydrazine”.

وبالرغم  ﻣﻦ أﻥ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ السائل هو الأشيع استخداما” في وقود الصواريخ ، ﺍﻟّﺎ ﺍﻥ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻰ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ .

ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻰ ﺍﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺎﺕ .

فقد غرقت  ﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ” the kursk ”  ﺑﺴﺒﺐ تسرب ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﻮﺭﺑﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﻭﻗﺪ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺕ ﺟﻤﻴﻊ افراد الطاقم البالغ عددهم 118 شخصا”.


  • إعداد: يوسف شوقي مجدي
  • تدقيق: احمد العرابي
  • المصدر