مستوى الدّعم الذي تحظى به نظريّة التطوّر عند المؤسّسات الدّينيّة والعلماء المؤمنين: هل تدعو نظريّة التطوّر إلى الإلحاد، إنكار الإلوهيّة، محاربة الأخلاق، أو إعدام الرّوحانيّة في المجتمعات الإنسانيّة؟

يزعم بعض الخلقيين ومحاربي نظريّة التطوّر العلميّة أنّ النّظريّة تهدف إلى نشر الإلحاد، محاربة الأخلاق، وسلخ الشّباب عن القيم الإنسانيّة التي نشأوا عليها.

هذه الهجمات الأيديولوجيّة المتكرّرة ضدّ النّظريّة جعلت الكثير من الشّباب غير المتعلّم يساوي، ظلمًا وبغير حقّ، نظريّة التطوّر مع الفلسفة المادّيّة، وحتّى أحيانًا داروين مع الشّيطان الأكبر.

ولكن هل تدعم الحقائق هذه الدّعاوى والإتّهامات؟ هل تنفي نظريّة التطوّر وجود الخالق؟ هل كلّ المؤمنين بصحّة نظريّة التطوّر هم ملاحدة يحاربون الأديان ويتمنّون بوارها؟

بدايةً، ليس في نظريّة التطوّر أو في أيّ من إفتراضاتها ما ينفي وجود الخالق أو المدبّر.

على العكس، نظريّة التطوّر هي نظريّة علميّة تحاول تفسير التنوّع الهائل عند الكائنات الحيّة بآليّات طبيعيّة بإمكاننا دراستها وفهمها بأسلوب تجريبي خاضع للإختبار والتّكرار.

ولهذا السّبب بالذّات سمّى داروين كتابه “في أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي – أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من اجل الحياة”.

نظريّة التطوّر الحديثة، والتي تختلف بعض الشّيء عن النّظريّة الأصليّة التي تقدّم بها داروين، تقوم على قوانين علم الوراثة (Genetics) وقوانين علم البيئة (Ecology)، وتهدف إلى شرح وتفسير الظّواهر البيولوجيّة من منظور علمي وتاريخي.

وليس هنالك في تقنين الظّواهر الطّبيعيّة في علم الأحياء وفهم أنماطها ما ينفي وجود الخالق أو المدبّر، كما أنّ فهم وتقنين الظّواهر الطّبيعيّة في علم الفيزياء أو الكيمياء لا ينفي وجود الخالق بأيّ حال.

ولذلك كتب داروين ذات مرّة في دفتره الشّخصيّ معبّرًا عن دهشته من ردّة فعل الخلقيين تجاه نظريّته قائلاً: “يمكننا أن نسمح للأقمار، الكواكب، الشّموس، الكون، لا وبل حتّى نظم كاملة من الأكوان أن تكون محكومة بقوانين، ولكن أصغر الحشرات نودّ أن تكون قد خلقت فورًا بفعل خاصّ.”

في هذه المقالة، نودّ أن نستعرض مواقف المؤسّسات الدّينيّة والعلماء المؤمنين من نظريّة التطوّر ومن حقائقها المركزيّة.

وسنثبت بالأدلّة والبراهين أنّ النّظريّة ليس لها علاقة بالإلحاد أو الكفر بالخالق، إنّما هي نظريّة علميّة – كغيرها من النّظريّات العلميّة – تحاول تفسير بعض الظّواهر الطّبيعيّة في الكون.

ولكن قبل أن نشرع بإستعراض الأدلّة، نودّ أن نتعرّض لمسألة عامّة عادة ما تُثار في إطار حديثنا عن نظريّة التطوّر: مسألة خلق آدم وحوّاء.

عادة ما يهاجم الخلقيّون نظريّة التطوّر لأنّها – بحدّ زعمهم – تعارض النّصوص الواردة في الكتب السّماويّة عن خلق آدم وحوّاء – ولذلك فإنّها تدعو إلى هدم الأديان أو تدمير مصداقيّة القصص الدّينيّة.

بدايةً، لا بدّ لنا أن نذكر أنّ نظريّة التطوّر لا تفسّر نشأة الإنسان فحسب، ولكنّها نظريّة جامعة تحاول تفسير نشأة جميع الأنواع الحيّة، والإنسان ليس إلاّ نوعًا واحدًا من بين الأنواع الحيّة الأخرى.

ثانيًا، نظريّة التطوّر بالفعل تتعارض مع التّفسيرات التّقليديّة والحرفيّة لهذه القصّة الدّينيّة، ولكنّها لا تتعارض مع التّفسيرات المعنويّة لتفاصيل خلق آدم وحوّاء.

الخلقيّون أنفسهم، على سبيل المثال، لا يعارضون مسألة تفسير خلق السّماوات والأرض في 6 أيّام بتفسيرات معنويّة، ولكن عندما يتعلّق الأمر بنشأة الجنس البشري – عادة ما يُصرّون على التّفسيرات التّقليديّة التي تتعارض ظاهرًا مع العلم الحديث.

ثالثًا، سنشير في الأدلّة التي سنستعرضها بعد قليل إلى أنّ بعض العلماء والمؤسّسات الدّينيّة في كلّ من اليهوديّة، المسيحية، والإسلام ذهبوا بالفعل إلى تفسير (أو حتّى إمكانيّة تفسير) قصّة آدم وحوّاء بتفسيرات معنويّة لا تتعارض مع نتائج نظريّة التطوّر.

الأدلّة على حياديّة نظريّة التطوّر بما يتعلّق بمسائل الدّين والإيمان

1) 40% من العلماء الذين يؤمنون بالتطوّر يؤمنون بتدخّل الله في عمليّة التطوّر أيضًا: في إستطلاع علمي هام أجري في العام 1997، واستهدف عيّنة مكوّنة من 1000 عالم كانوا على قائمة (رجال ونساء العلم الأمريكان – American Men and Women of Science)، تبيّن أنّ 40% من العلماء يعتقدون أنّ الإنسان وغيره من الكائنات الحيّة تطوّروا عبر الزّمن، ولكنّهم يعتقدون أيضًا انّ الخالق أرشد ووجّه عمليّة التطوّر.

على الجهة الأخرى، 55% من العلماء يعتقدون أنّ التطوّر حدث بدون تدخّل إلهي مباشر في العمليّة.

هل تدعو نظريّة التطوّر إلى الإلحاد، إنكار الإلوهيّة، محاربة الأخلاق، أو إعدام الرّوحانيّة في المجتمعات الإنسانيّة؟

هل تدعو نظريّة التطوّر إلى الإلحاد، إنكار الإلوهيّة، محاربة الأخلاق، أو إعدام الرّوحانيّة في المجتمعات الإنسانيّة؟
في إستطلاعٍ مماثل أجراه معهد Pew Research الإحصائي في الـ 2009، والذي استهدف علماء من الرّابطة الأمريكيّة لتقدّم العلوم (American Association for the Advancement of Science)، وهي أكبر تجمّع علمي في العالم، تبيّن أنّه على الأقلّ 8% من العلماء أيضًا يعتقدون أنّ التطوّر حدث ولكن برعاية أو توجيه إلهي.

بينما 87% يعتقدون أنّ التطوّر حدث بدون تدخّل إلهي مباشر في العمليّة.

بالإضافة إلى ذلك، الرّابطة الأمريكيّة لتقدّم العلوم نشرت فيديو على قناتها على اليوتيوب يتحدّث عن التّوافق بين نظريّة التطوّر والأديان، ويردّ على الفيلم الوثائقي الأيديولوجي (Expelled) الذي نشره أصحاب فرضيّة “التّصميم الذّكي” – الفيديو يستضيف العالم الشّهير فرانسيس كولينز، المشرف على مشروع الجينوم البشري:


لا بدّ لنا أن ننبّه أنّ العلماء الذين يعتقدون أنّ التطوّر حدث بدون تدخّل إلهي مباشر ليسوا بالضّرورة ملاحدة أو لا يعتقدون بوجود خالق، ولكنّهم يعتقدون أنّ التطوّر حدث وفقًا لقوانين الطّبيعة، ولم يكن هنالك معجزات غيّرت في توجّه عمليّة التطوّر.

2) 25 مؤسّسة دينيّة وروحانيّة عالميّة تصرّح بدعمها لنظريّة التطوّر: في العام 2008، نشر المركز الوطني لتعليم العلوم (NCSE) النّسخة الثّالثة من كتيّب (Voices for Evolution)، حيث جمع فيه تصريحات داعمة لنظرية التطور من قبل قرابة الـ 25 مؤسسة دينيّة وروحانيّة عالميّة مختلفة.

هذه القائمة شملت تصريحات داعمة من قبل الكنيسة الكاثوليكيّة (أو الفاتيكان)، الكنيسة الأرثوذكسيّة الشّرقيّة، المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكان، مركز اللاهوت (علوم الأديان) والعلوم الطّبيعيّة، وغيرها الكثير من المراكز والمؤسّسات الدّينيّة الهامّة.

لا بدّ لنا أن نستعرض بالذّات بعض المقتطفات والإقتباسات من موقف الكنيسة الكاثوليكيّة (أكبر مؤسّسة دينيّة في العالم) من نظريّة التطوّر كدليلٍ على حياديّتها في مسألة الدّين والإيمان:

في رسالته إلى الأكاديميّة البابويّة للعلوم، صرّح البابا يوحنّا بولس الثّاني أنّ الحقيقة “لا يمكن أن تعارض الحقيقة”، واقتبس موقف البابا السّابق (بيوس الثّاني عشر) الذي يوضّح أنّه ليس هنالك تعارض بين نظريّة التطوّر والعقيدة الإيمانيّة المتعلّقة بالإنسان وهدفه في هذا الوجود.

وبعدما إستعرض مدى القبول الذي تحظى به النّظريّة في المؤسّسات العلميّة والأكاديميّة، فرّق البابا بين التّفسيرات الماديّة التي قد تنبني على حقيقة التطوّر وبين الحقائق البحتة التي يحصّلها هذا العلم بآليّاته التّجريبيّة الدّقيقة.

3) علماء مسلمون يلمّحون لإمكانيّة تفسير الآيات القرآنيّة بما يتوافق مع نظريّة التطوّر: لقد كتب، تحدّث، وألّف بعض علماء المسلمين حول إمكانيّة التّوفيق بين أصول نظريّة التطوّر المركزيّة وبين الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن خلق الإنسان والكائنات الحيّة عمومًا.

أحد أشهر هؤلاء هو الدّكتور عبد الصّبور شاهين في كتابه “أبي آدم” الذي يدّعي أنّ البشر تطوّروا من غيرهم من الكائنات الحيّة – كما تصوّر نظريّة التطوّر -، ولكنّ الله اصطفى آدم من بينهم ونفخ فيه الرّوح ليكون أبو الإنسان.

بالإضافة إلى ذلك، الدكتور يوسف القرضاوي، أحد أهمّ العلماء المسلمين وأكثرهم تأثيرًا في العصر الحديث، صرّح في برنامج “بداية الخلق ونظريّة التطوّر” على قناة الجزيرة: “ونحن المسلمين نقف على أرض صلبة ليس عندنا، ليس هناك قضية واحدة تتناقض مع نصوص القرآن أو النصوص القطعية في السنة النبوية ليس هناك، حتى لو ثبتت قضية، نظرية داروين، عندنا من الآيات ما يمكن أن يدخل فيها

“وبعد ذلك، نفى الدّكتور القرضاوي وجود أيّ علاقة مباشرة بين الإلحاد ونظريّة التطوّر بقوله: ” فليس من ضرورة النظرية الإلحاد، إنما استغلها الملحدون، يعني النظرية في إيحاءاتها للعامة يستغلها الملحدون.”

وبعد ذلك صرّح القرضاوي أنّ معارضة علماء المسلمين للنّظريّة ليس لها علاقة بإيحاءاتها الفلسفيّة، إنّما بقبولها العلميّ وبقوّة الأدلّة العلميّة التي تسوّق لها، حيث قال: “حينما تصبح النظرية دي حقيقة واقعة ممكن نؤول يعني كما قال الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص القرآن حينما تصبح القضية، نظرية داروين مثل السماء فوقنا والأرض تحتنا، يعني حقيقة قطعية، نضطر في الحالة دي نؤول آيات القرآن.”

ليس الهدف من هذه الإقتباسات بيان موافقتنا أو معارضتنا لها، ولكنّها تشير بشكلٍ واضح إلى أنّ هنالك إمكانيّة حقيقيّة للتّوفيق بين نصوص القرآن والسنّة وبين نظريّة التطوّر، ممّا يعني أنّ النّظريّة ليست إلحاديّة، ولا تدعو إلى “هدم الأخلاق” و”سلخ القيم” كما يدّعي معارضي النّظريّة من الخلقيين.

4) بعض العلماء المؤمنين من أنصار فرضيّة “التّصميم الذّكي” يعترفون بحقيقة التطوّر المركزيّة (السّلف المشترك): عادة ما يعترف الخلقيّون بأنّ رؤية داروين العلميّة بما يتعلّق بالإنتقاء الطّبيعي للأصلح في البيئة المتغيّرة صحيحة، ولكنّهم يختلفون معه فيما يتعلّق بالأصل أو السّلف المشترك لجميع الأنواع الحيّة – وهذا يشمل الإنسان.

ولكن في واقع الأمر، بعض العلماء الذين يناصرون فرضيّة “التّصميم الذّكي” يعترفون بحقيقة السّلف المشترك أيضًا.

على سبيل المثال، العالم الشّهير مايكل بيهي (Michael Behe)، أحد أشهر المدافعين عن فرضيّة “التّصميم الذّكي” صرّح في كتبه الكثيرة أنّه يقبل بحقيقة التطوّر المركزيّة “السّلف المشترك”، حتّى بين الإنسان والقردة.

سنقتبس هنا بعض المقتطفات من كتبه والتي تبيّن مواقفه الحقيقيّة من مسألة التطوّر والسّلف المشترك:

“أنا أجد فكرة السّلف المشترك (أنّ جميع الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك) مقنعة تمامًا، وليس لديّ أيّ سبب للتّشكيك فيها.

أنا أحترم بشدّة عمل زملائي الذين يدرسون نموّ وسلوك الكائنات الحيّة في إطارها التطوّري، وأنا أرى أنّ علماء التطوّر ساهموا بشكلٍ مذهل لفهمنا للعالم.

ومع أنّ آليّة داروين – الإنتقاء الطّبيعي يعمل على تنوّع [في الصّفات] – من الممكن أن تفسّر الكثير من الأشياء، ولكنّي لا أؤمن أنّ بإستطاعتها تفسير الحياة الجزيئيّة.

” (مايكل بيهي، صندوق داروين الأسود، صفحة 5-6).

“عند البشر وقردة الشامبانزي هنالك نسخة معطّلة من جين يساعد على صناعة فيتامين سي عند الثديّات الأخرى.

من الصّعب أن نتخيّل أن يكون هنالك دليل أقوى من هذا على صحّة السّلف المشترك بين قردة الشامبانزي والبشر.

[…] على الرّغم من بقاء بعض الألغاز المحيّرة، إلا أنّه ليس هنالك أيّ سبب للتّشكيك في أنّ داروين أصاب في هذه النّقطة، أنّ جميع الكائنات الحيّة على الأرض هي أقارب بيولوجيًّا” (مايكل بيهي، حافّة التطوّر، صفحة 71-72).

5) علماء مؤمنين مشاهير دافعوا علنًا عن نظريّة التطوّر وصرّحوا بقبولهم لحقائقها المركزيّة: هذه قائمة بأهمّ وأشهر العلماء المؤمنين الذين دافعوا عن نظريّة التطوّر ضدّ الهجمات الأيديولوجيّة التي يمارسها الخلقيّون تجاه النّظريّة العلميّة.

الدّكتور فرانسيس كولينز (Francis Collins)، المشرف على مشروع الجينوم البشري، ومدير المعهد الوطني للصحّة في أمريكا (الدّيانة: مسيحي إنجيلي).

الدّكتور كينيث ميلر (Kenneth Miller)، بروفيسور علم البيولوجيا الجزيئيّة والخلويّة في جامعة براون الأمريكيّة، وأحد أشهر المدافعين عن نظريّة التطوّر في أمريكا. (الدّيانة: مسيحي كاثوليكي).

الدّكتور فرانشيسكو أيالا (Francisco J. Ayala)، برفيسور علوم الأحياء والتطوّر في جامعة كاليفورنيا إرفاين، وقسّيس دومينيكاني سابق. (الدّيانة: مسيحي).

الدّكتور سايمون موريس (Simon C. Morris)، عالم الأحياء القديمة والمستحاثّات، ومكتشف أهمّ موقع أحفوريّات في العالم (Burgess Shale).

الدّكتور موريس معارض جدًّا للتّفسيرات الماديّة لنظريّة التطوّر ولا يرى تعارض ما بين النّظريّة والإيمان بالخالق (الدّيانة: مسيحي).

الدّكتور روبرت بيري (R. J. Berry)، مختصّ في علم الوراثة وعالم طبيعة مشهور. (الدّيانة: مسيحي).

الخلاصة: ولذلك نستنتج من جميع الدّلائل التي استعرضناها في هذه المقالة أنّه ليس هنالك في نظريّة التطوّر العلميّة ما يدعو إلى الإلحاد، “هدم الأخلاق”، “سلخ القيم”، أو محاربة الأديان.

تفسيرك لحقائق النّظريّة وتفسيرك للحقائق المستقاة من الإيمان الدّيني هو ما يحدّد موقفك العلمي والموضوعي من النّظريّة.

أو بمعنى آخر، إذا أردت أن تكون ملحدًا، فستجد في النّظريّة ما تريد أن تجد فيها إبتداءً، وإذا كنت مؤمنًا فستجد في النّظريّة ما تريد أن تجد فيها إبتداءً.

نظريّة التطوّر هي نظريّة علميّة حياديّة تسعى لفهم، تفسير، وشرح الحقائق المشاهدة في عالم الأحياء.

ودعمها وتقبّلها من قبل العلماء المؤمنين والملاحدة على حدّ السّواء لا يؤكّد إلاّ على حياديّتها في مسائل الإيمان والدّين.

ولهذا السّبب، الهجمات الأيديولوجيّة التي يمارسها الخلقيّون ضدّ النّظريّة هي هجمات غير مبرّرة.

ونتمنّى أن تدفعنا هذه المقالة نحو دراسة النّظريّة، أصولها العلميّة، والأدلّة التي تساق في صالحها بشكل علمي وموضوعي، بدلاً من مناقشتها على أنّها دين أو أيديولوجيّة سياسيّة.


  • تابعونا على صفحة نظريّة التطور على فيسبوك
  • المقال من اعداد مشروع أنا اصدق العلم.
  • تحرير: ناجية الأحمد