التهاب المرارة هو التهاب يصيب الحويصل الصفراوي (المرارة). يحدث ذلك عادة بسبب توقف حصاة صفراوية عند فتحة المرارة. يمكن أن يؤدي هذا إلى الحمى والألم والغثيان ومضاعفات شديدة. من دون تلقّي العلاج، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ثقب في المرارة، موت الأنسجة والموات (غرغرينا)، تليف وانكماش المرارة، أو الالتهابات البكتيرية الثانوية. تشكل حصوات الصفراوية حوالي 95% من حالات التهاب المرارة. قد تتشكل هذه من الكوليسترول، صبغة تعرف باسم البيليروبين، أو مزيج من الاثنين. ويمكن أيضًا أن يكون سبب الكدر (الرواسب) الصفراوية عندما تُجمع الصفراء في القناة الصفراوية.

تشمل الأسباب الأخرى الرضوض أو الأمراض الحرجة (الخطيرة) أو نقص المناعة أو بعض الأدوية. بعض الأمراض الطبية المزمنة، مثل الفشل الكلوي، وأمراض القلب التاجية، أو أنواع معينة من السرطان تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة.

في الولايات المتحدة، كان هناك 215995 حالة دخول إلى المستشفى لعلاج التهاب المرارة وذلك في عام 2012، وكان متوسط مدة القبول في المستشفى 3.9 أيام. التهاب المرارة الحاد يبدأ فجأة. التهاب المرارة المزمن يتطور ببطء مع مرور الوقت.

علاج التهاب المرارة

سيتم إدخال المريض المصاب بالتهاب المرارة إلى المستشفى، وربما لن يُسمح له بتناول أي أطعمة صلبة أو سائلة لبعض الوقت. سيتم إعطاؤهم سوائل وريدية ويكون صائمًا. يمكن أيضًا إعطاء أدوية مهدئة للألم ومضادات حيوية.

يُوصى عادة بإجراء عملية جراحية لالتهاب المرارة الحاد لوجود نسبة عالية من تكرار الإصابة بهذا المرض. ومع ذلك، إذا كان هناك مخاطر منخفضة لحدوث مضاعفات، فيمكن إجراء هذه الجراحة في العيادة الخارجية.

إذا كانت هناك مضاعفات، مثل الموات (الغرغرينا) أو ثقب المرارة، فسيحتاج المريض إلى جراحة فورية لإزالة المرارة. إذا كان المريض مصابًا بالعدوى، فقد يُدخل أنبوب عبر الجلد إلى المرارة لتصريف العدوى. يمكن إجراء إزالة المرارة، أو استئصالها، عن طريق جراحة فتح البطن أو باستخدام المنظار.

يتضمن استئصال المرارة بالمنظار عدة شقوق صغيرة في الجلد. تُدخل كاميرا في شق واحد لمساعدة الجراح على رؤية ما يوجد داخل البطن، وأما أدوات إزالة المرارة فتُدخل عبر الشقوق الأخرى. فائدة تنظير البطن هي أن الشقوق تكون صغيرة، لذلك عادة ما يعاني المرضى من ألم وتندب أقل بعد هذه العملية.

بعد إزالة المرارة جراحيًا، سوف تتدفق الصفراء مباشرة من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. هذا لا يؤثر عادة على الصحة والجهاز الهضمي للمريض. قد يعاني بعض المرضى من نوبات متكررة من الإسهال.

الحمية

عند الشفاء من الحالة، من المهم إجراء تعديلات غذائية تساعد على إعادة إنتاج الصفراء إلى وضعها الطبيعي.

تأكد من تناول وجبات صغيرة ومتكررة وتجنب تناول وجبات كبيرة أو قطع طعامية كبيرة، لأن هذا يمكن أن يُزعج هذه المنظومة ويؤدي إلى تشنج المرارة أو القناة الصفراوية.

تجنب الأطعمة المقلية والأطعمة عالية الدهون، بما في ذلك منتجات الحليب كامل الدسم، وتمسك بالأطعمة الخالية من البروتينات.

أسباب التهاب المرارة

أعراض التهاب المرارة أسباب التهاب المرارة الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج القناة الصفراوية الصفراء ألم شديد في البطن الكوليسترول

المرارة عبارة عن عضو صغير له شكل كمثرى ومتصل بالكبد، على الجانب الأيمن من البطن. يُخزِّن الصفراء ويفرزها في الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الدهون.

تحتوي المرارة ضمنها على الصفراء، وهو سائل يتم إطلاقه بعد تناول الطعام، وخاصة بعد تناول وجبة غنية بالدهون، وهي تساعد في عملية الهضم. تنتقل الصفراء من المرارة خلال القناة الكيسية، وهي عبارة عن أنبوب يصل إلى القناة الصفراوية المشتركة، ومنها إلى الأمعاء الدقيقة.

السبب الرئيسي لالتهاب المرارة هو حصيات المرارة أو كدارة صفراوية تتجمع عند فتحة المرارة. وهذا ما يسمى أحيانًا التحصي الكاذب أو “الحصيات المزيفة”.

أسباب أخرى تتضمن:

  •  إصابة بالبطن من الحروق أو الإنتان أو الرض، أو بسبب عملية جراحية
  •  الصدمة
  •  عوز المناعة
  •  الصيام المديد
  •  إلتهاب الأوعية الدموية
  • حدوث إنتان في الصفراء يؤدي إلى التهاب المرارة.

قد يوقف الورم إفراز الصفراء من المرارة، ما يؤدي إلى تراكم الصفراء. وقد يؤدي ذلك إلى التهاب المرارة.

أعراض التهاب المرارة

تشمل علامات وأعراض التهاب المرارة ألمًا في الربع العلوي الأيمن، وحمى، وارتفاع في عدد الكريات البيضاء.

يحدث الألم بشكل عام حول المرارة، في الربع العلوي الأيمن من البطن.

في حالات التهاب المرارة الحاد، يبدأ الألم فجاة، ولا يزول، ويكون شديدًا. إذا تركت بدون علاج، فسوف تزداد سوءًا والتنفس بعمق سيزيد من شدة الألم. قد ينتشر الألم من البطن إلى الكتف الأيمن أو الظهر.

أعراض أخرى تتضمن:

  •  انتفاخ البطن
  •  تألم في الجانب العلوي الأيمن من البطن
  •  شهية ناقصة أو معدومة
  •  غثيان
  •  إقياء
  •  تعرق

قد تكون هناك حمى خفيفة وقشعريرة مع التهاب المرارة الحاد.

بعد الوجبة، وخاصة تلك الغنية بالدهون، ستزداد الأعراض سوءًا. قد يكشف اختبار الدم عن وجود عدد كبير من كريات الدم البيضاء.

التشخيص

يسأل الطبيب عادةً ما إذا كان لدى المريض تاريخًا من التهاب المرارة لأنه يتكرر كثيرًا. الفحص البدني سوف يكشف عن مدى إيلام المرارة.

يمكن أيضًا طلب الاختبارات التالية:

  •  الموجات فوق الصوتية: يمكن أن يُسلط الضوء على أي حصى في المرارة وقد يظهر حالة المرارة.
  •  فحص الدم: قد يشير ارتفاع عدد الكريات البيضاء إلى وجود إنتان. قد تساعد المستويات العالية من البيلروبين، والفوسفاتاز القلوي، والأمينوترانسفيراز المصلي الطبيب على وضع التشخيص.
  •  التصوير المقطعي المؤتمت أو الموجات فوق الصوتية: صورة المرارة قد تكشف عن علامات التهاب المرارة.
  •  مسح (iminodiacetic acid) في الكبد والصفراء (HIDA): يُعرف أيضًا باسم التصوير الكبدي الصفراوي، أو تصوير ومضاني للكبد الصفراوي، يقوم هذا الفحص بإعطاء صور للكبد والمرارة و القناة الصفراوية والأمعاء الدقيقة.
  •  هذا يسمح للطبيب بتتبع إنتاج وتدفق الصفراء من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة وتحديد ما إذا كان هناك انسداد، وأين يوجد هذا الانسداد.

العوامل المؤهبة

فيما يلي بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة:

  •  تاريخ عائلي يشير إلى وجود حصى صفراوية وذلك من جهة عائلة الأم
  •  مرض كرون
  •  داء السكري
  •  مرض الشريان التاجي
  •  مرض الكلى في نهاية المرحلة
  •  ارتفاع نسبة الدهون
  •  فقدان الوزن بسرعة
  •  البدانة
  •  كبار السن
  •  الحمل

قد يؤدي المخاض الطويل أثناء الولادة إلى تلف المرارة، ما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة خلال الأسابيع اللاحقة.

الاختلاطات( المضاعفات)

التهاب المرارة الحاد غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى:

الناسور: وهو عبارة عن أنبوب أو قناة، يمكن أن يتطور إذا تسببت حصوة كبيرة بتآكل جدار المرارة. وهذا يؤدي إلى ربط المرارة والاثني عشر، وبالتالي قد تمر هذه الحصوة عبره.

انتفاخ المرارة: إذا كانت المرارة ملتهبة بسبب تراكم الصفراء، فقد تتمدد وتنتفخ وتسبب الألم. وتصبح مؤهبة بشكل كبير لحدوث الانثقاب، أو تمزق في المرارة، وكذلك الإنتان وموت الأنسجة.

موت الأنسجة: يمكن أن تموت أنسجة المرارة، وتتطور الغرغرينا (الموات)، ما يؤدي إلى ثقب أو انفجار المثانة.

من دون علاج، فإن 10% من المرضى المصابين بالتهاب المرارة الحاد سيصابون بانثقاب موضعي، و 1% سوف يصابون بثقوب أخرى، التهاب الصفاق (البرتوان).

إذا أثرت الحصوة في القناة الكيسية (المرارية)، فإنه يمكن أن يضغط ويسد القناة الصفراوية المشتركة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث ركودة صفراوية. ولكنه أمر نادر الحدوث.

قد تنتقل هذه الحصيات أحيانًا من المرارة إلى الطريق الصفراوي، ما يؤدي إلى انسداد القناة البنكرياسية. هذا قد يسبب التهاب البنكرياس.

في 3 إلى 19% من الحالات، يمكن أن يؤدي التهاب المرارة الحاد إلى خراجات حول جدران المرارة. تشمل الأعراض الغثيان والقيء وآلام البطن.

وقاية من التهاب المرارة

بعض التدابير يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بحصى المرارة، وهذا يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بالتهاب المرارة:

  •  تجنب الدهون المشبعة
  •  الحفاظ على وجبات الإفطار والغداء والعشاء بانتظام وعدم تخطيها
  •  ممارسة الرياضة 5 أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل مرة
  •  تخفيف الوزن، لأن السمنة تزيد من خطر حصاة المرارة
  •  تجنب فقدان الوزن بسرعة لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بحصى المرارة

عادة ما يكون فقدان الوزن الصحي حوالي 1 إلى 2 باوند أو 0.5 إلى 1 كيلوغرام من وزن الجسم أسبوعيًا.

كلما اقترب الشخص من وزنه المثالي، انخفض خطر الإصابة بحصى في المرارة. تكون حصى المرارة أكثر انتشارًا في الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن الجسم المناسب لعمرهم وطولهم وهيكل جسمهم.

اقرأ أيضًا:

ماذا تعرف عن المرارة ؟

السمنة (البدانة): الأسباب والمضاعفات وطرق العلاج

انسداد الأمعاء: الاعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

التهاب الزائدة الدودية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ما هو دور الزائدة الدودية ؟

ترجمة: هلال الحميد

تدقيق: رزوق النجار

مراجعة: رزان حميدة

المصدر