خراج الرئة أو الخراج الرئوي هو إنتان (خمج) جرثومي يصيب نسيج الرئة، يسبب الإنتان موت هذا النسيج ويتجمع القيح في الفراغ الناجم عن ذلك. قد يكون خراج الرئة صعب العلاج ويمكن أن يكون مهددًا للحياة.

أسباب خراج الرئة:

يمكن أن نصنف الخراج الرئوي إلى أولي وثانوي؛ يتطور هذان النوعان من سلالات جرثومية مختلفة ولهما أسباب مختلفة. تحدث الخراجات الأولية بسبب الإصابة بعدوى ذات الرئة Pneumonia ضمن رئتك.

ذات الرئة الاستنشاقية Aspiration pneumonia هي إنتان يتطور بعد استنشاق الطعام أو مفرزات الفم أو المعدة أو الجيوب إلى الرئتين بدلًا من المري، وتُعد ذات الرئة الاستنشاقية سببًا مهمًا للخراج الأولي.

يحدث استنشاق الطعام أو المفرزات غالبًا عندما يكون المريض فاقدًا للوعي أو مُسكنًا، إما بسبب الثمالة أو التخدير. تسبب هذه المادة المستنشقة ضررًا للنسيج الرئوي غالبًا، وتكون عادةً مليئةً بالجراثيم إما بسبب وجود إنتان أو أنها من الجراثيم الطبيعية في الفم أو السبيل التنفسي أو المعدة.

يُعتبر الأشخاص الكحوليون أكثر عرضة لتطوير خراج رئوي، إذ يعاني هؤلاء الذين يفرطون في شرب الكحول من نوبات من الإقياء وتبدل مستويات الوعي وتزيد هذه الحالات من احتمالية استنشاق محتويات المعدة والجراثيم إلى داخل الرئتين والتي قد تكون سببًا للإصابة بالإنتان.

غالبًا ما يحمل هؤلاء الذين يسيؤون استهلاك الكحول جهازًا مناعيًا ضعيفًا بسبب سوء الحالة العامة وسوء التغذية، ما يجعل تطور الإنتان أمرًا سهلًا.

تحدث الخراجات الثانوية لأسباب عدة باستثناء العدوى التي تصيب الرئة؛ يمكن أن تشمل الأسباب وجود انسداد في الطرق الهوائية الكبيرة في الرئة، أو وجود مرض سابق فيها، أو عدوى في جزء آخر من الجسم انتشرت إلى الرئة.

أعراض الخراج الرئوي:

خراج الرئة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج إنتان (خمج) جرثومي يصيب نسيج الرئة الإفراط في شرب الكحول أسباب الخراج الرئوي

يعتبر السعال المنتج العرض الأكثر ملاحظةً للخراج الرئوي، يمكن أن تكون المواد المسعولة مدماة أو شبيهةً بالقيح مع رائحة سيئة.

تشمل الأعراض الأخرى:

  •  صعوبة التنفس.
  •  حمى تصل إلى 38.3 درجة مئوية أو أعلى.
  •  ألمًا صدريًا.
  •  ضيق النفس.
  •  تعرقًا أو تعرقًا ليليًا.
  •  خسارة الوزن.
  •  التعب.

من هم المؤهبون للإصابة بالخراج الرئوي؟

يُعد الكحوليون أو المصابون بمرض حديث – وخاصة ذات الرئة Pneumonia – مؤهبين بدرجة كبيرة ليُطوروا خراجًا رئويًا. الأشخاص ذوو جهاز المناعة الضعيف أو الذين يعانون من حالات مرضية كالسرطان والإيدز وزراعة الأعضاء وأمراض المناعة الذاتية يقعون ضمن قائمة الخطر أيضًا، ويكون خطر الإصابة مرتفعًا عند فاقدي الوعي بسبب الإصابات أو الاعتلالات. كذلك يُعد استنشاق جسم أجنبي ساد للطرق الهوائية الكبيرة عامل خطر آخر.

التشخيص:

لتشخيص الخراج الرئوي، سيطّلع طبيبك بدايةً على تاريخك الصحي، وسيستعرض آخر العمليات التي قُمت بها تحت التخدير.

إذا اشتبه بوجود خراج، سيُحلل الطبيب القشع أو القيح، ويمكن أيضًا أن يستخدم أدوات التصوير مثل الأشعة السينية أو الطبقي المحوري لتحديد مكان الإنتان في الرئتين واستبعاد الحالات الأخرى مثل السرطان وانتفاخ الرئة.

في الحالات الإنتانية الأكثر شدة، يمكن أن يأخذ الطبيب عينة من الخراج.

إذا اعتقد طبيبك أن هناك جسمًا أجنبيًا دخل رئتيك، يمكن أن يدخل أداةً تدعى المنظار القصبي إلى قصبتك الهوائية ليحدد موقعه.

علاج خراج الرئة:

تعتبر المضادات الحيوية العلاج الأساسي للخراج الرئوي، قد يكون الاستخدام المطول للأدوية ضروريًا، وقد يستمر تطبيقها حتى ستة أشهر. يمكن أن يقترح الطبيب أيضًا تغييرًا في نمط الحياة كالإقلاع عن التدخين وزيادة استهلاك السوائل.

قد تكون الإجراءات الغازية والجراحية ضرورية في بعض الحالات. يمكن إدخال أنبوب إلى الرئتين لنزح القيح من الخراج، وقد يحتاج الأمر إجراءً جراحيًا لإزالة النسيج الرئوي المصاب أو المتضرر.

الاختلاطات المحتملة:

في حالات نادرة، يمكن أن يتمزق الخراج الرئوي وهذه حالة طبية خطيرة؛ وتشمل الاختلاطات المحتملة التي يمكن أن تتبع تمزق الخراج أو الإجراءات الجراحية ما يلي:

  •  الدبيلة Empyema: وهي تجمع كبير لسائل مُصاب بالإنتان حول الرئة تحدث في مكان وجود الخراج. يمكن أن تكون مهددة للحياة وتتطلب تدخلًا طبيًا مباشرًا لإزالتها.
  •  الناسور القصبي الجنبي: وهو اتصال ينشأ بين الطرق الهوائية الكبيرة داخل الرئة مع الجوف المحيط بالسطح الخارجي للرئة. يُصحح هذا الاتصال بالتنظير أو الجراحة.
  •  النزف من الرئة أو جدار الصدر: يمكن أن ينتج عنه كمية صغيرة أو كبيرة من الدم، وهو حالة مهددة للحياة.
  •  انتشار الإنتان إلى أجزاء أخرى من الجسم: إذا انتشر الإنتان خارج الرئة؛ فقد يُنتج خراجًا في أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الدماغ.

ما هو مآل وآفاق خراج الرئة ؟

يُشفى الخراج الرئوي المعالج بالمضادات الحيوية بلا عقابيل أو مضاعفات في 90% من الحالات. قد تحدث نتائج سيئة عند الضعيفين مناعيًا أو المصابين بحالات مرضية مسبقة أو غير الخاضعين لرعاية صحية.

اقرأ أيضًا:

خراج فوق الجافية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج الدماغ: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج الثدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ماذا تعلم عن خراج الأسنان ؟

الخراج بين اللثة و الاسنان

ترجمة: محمد ياسر جوهرة

تدقيق: علي قاسم

التصنيف: طب وصحة

المصدر