وقع انفجار غامض في قاعدة نيونوسكا العسكرية الروسية، حاولت السلطات الروسية التستّر على الحادث واصفة إياه بأنه انفجار في مخزن للأسلحة. بدأت التقارير بالتسرّب. شكّل الانفجار غيمة فطرية الشكل (Mushroom Coud) وهي عادة ما تكون مرتبطة بالانفجارات النووية. فماذا حدث فعلًا؟ وهل نحن في خطر؟ إليكم القصة.

انفجر صاروخ في 8 آب في منطقة نيونوكسا العسكرية الروسية، ما أدى إلى وفاة سبعة أشخاص على الأقل. ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الانفجار تسبب في نشوب حريق، مع عدم إطلاق أية مواد مشعة أو سامة. لكن هذه التقارير لم تتطابق مع ما قِيسَ في مدينة سيفيردوفينسك الروسية التي تبعد 30 كيلومترًا عن القاعدة البحرية نيونوكسا.

أبلغت السلطات المحلية عن زيادة طفيفة في مستويات الإشعاع ومع ذلك فهي لم تربطه بالانفجار في القاعدة العسكرية، وفقًا لوكالة آسوسييتيد برس.
سُجّل لمدة نصف ساعة ارتفاع لمستويات الإشعاع بنسبة 2 microsieverts per hour، ثم عاد إلى المستوى الطبيعي وهو 0.1 إلى 0.4 microsieverts per hour.

على الرغم من أن النسبة ارتفعت بمقدار 5 إلى 20 مرة فإنها لم تقترب من النسبة المميتة أو الضارة حتى.

يعادل مستوى 2 microsieverts per hour تناول 20 موزة في الساعة، نظرًا لطبيعة الموز المشعة قليلًا (بسبب احتوائه على البوتاسيوم)، كما أنه يعادل الحصول على ذراعين من الأشعة السينية خلال ساعة، ومقدار الأشعة الكونية التي تتلقاها خلال 20 دقيقة على متن رحلة يقترب من 2 microsieverts.

الحد الأقصى للجرعة السنوية المسموح بها للعاملين في مجال الإشعاع في الولايات المتحدة هو 50 millisieverts، أي ما يعادل 25000 ضعف الارتفاع المسجل في المدينة، وحتى لو بقي الارتفاع بنسبة الإشعاع ثابتًا لمدة عام فسيبقى أقل من نصف ما يتلقاه العاملون في المجال الإشعاعي، أي أقل بكثير من الحد الأقصى للمستوى المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ناشدت منظمة السلام الأخضر منظمة مراقبة المستهلكين في روسيا أن تبحث فيما قد يكون السبب في ارتفاع المستوى الإشعاعي. أُغلِق خليج الشحن بالقرب من القاعدة العسكرية حتى الشهر المقبل.

أين المشكلة إذا ولماذا كل هذا التضخيم؟

بداية يجب أن نؤكّد أن هذه الكارثة النووية إن صحت تسميتها كذلك ليست حادثًا منفردًا، فروسيا كانت مسرحًا لأكبر كارثة نووية بالتاريخ البشري وهي دولة معروفة بجهودها الجبارة التي تبذل لطمس المعلومات وكتمها. كل هذا الغموض إذا ما مزجناه مع مسلسل تشيرنوبيل الذي عرض مؤخّرًا، أطلق العنان لخيال البعض في العالم العربي فتحدثوا عن إشعاعات وصلت إلينا وعن مستوى خطر مرتفع وكل هذا من خيالات أصحابها الجامحة.

ترجمة: سارة حسن
تدقيق: رزوق النجار

المصدر

اقرأ أيضًا
الحقيقة والخرافي في مسلسل تشيرنوبيل