تقترح دراسة جديدة أن عمالقة تكنولوجيا الإنترنت (مثل غوغل وفيسبوك) ربما يتجسسون على بيانات تصفحك للمواقع الإباحية ، وحتى استخدامك لوضع التصفح الخفي لن يعيقهم من ذلك.

نُفذت تلك الدراسة التحليلية بواسطة شركة مايكروسوفت، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كارنجي ميلون، ويمكنك الاطلاع عليها من هنا

تم فحص ما يقارب 22500 موقعًا من أشهر المواقع الإباحية وأكثرها تداولًا، ولوحظ أن نسبة 93% منهم يرسلون بيانات إلى طرف ثالث يقوم بتتبع تصفح المستخدمين للإنترنت، ووفقًا للدراسة فإن أكثر المواقع التي تقوم بعملية التتبع هي المواقع الشهيرة مثل غوغل وفيسبوك، بالإضافة إلى بعض الشركات الفرعية مثل (دبل كلك-DoubleClick).

بعض الشركات الكبرى ربما تتجسس على تصفحك للمواقع الإباحية التجسس على بيانات المتصفح واختراق الخصوصية غوغل وفيسبوك تتجسسان عليك

تقريبًا 45% من عناوين المواقع الموجودة بتلك الدراسة بينت وجود هوية جنسية أو تفضيل جنسي معين خاص بالمستخدم، لذلك شعر الباحثون بالقلق إذ يمكن لهذه الميول الجنسية أن تتسبب بمخاطر للمستخدم إذا انقشع عنها ستار السرية، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام تلك البيانات عن الميول الجنسية المثلية ضد بعض الأشخاص في الدول التي تجرم وتعاقب المثليين.

قال الباحثون: «الجميع في خطر إذا تم الوصول لتلك البيانات السرية دون موافقة المستخدم، إذ يمكن أن تكون دليلًا لإدانتهم، كما يزداد الخطر أكثر في الدول التي تعتبر مشاهدة المواد الإباحية فعلًا مشينًا يتعارض مع الفطرة».

علاوة على ذلك، 17% فقط من المواقع بالعينة مشفرة، ما يجعل اختراق باقي المواقع أمرًا سهلًا. ووجد الباحثون أيضًا أن 17% فقط من مواقع العينة تضمنت سياسة خصوصية تشرح كل هذه الأمور، ولكنها كانت مكتوبة بلغة صعبة وجزلة يصعب فهمها مليئة بالمصطلحات الفنية. قال باحثو الدراسة: «ربما تحتاج لدراسة جامعية متخصصة فقط لفهم هذه السياسات».

يُتتبع مستخدمو الإنترنت عن طريق ملفات تعريف الارتباط (Cookies) وهي عبارة عن بعض المعلومات التي يقوم المتصفح بحفظها عند تصفحك للمواقع الإباحية. في الغالب لا يمكن معرفة هوية الشخص عن طريق ملفات تعريف الارتباط، لكن تكمن أهميتها في حفظ بيانات المستخدم مثل بيانات الإدخال في المواقع لتسجيل دخول لحسابات الشخصية، وأيضًا حفظ البيانات الخاصة بمحتويات قائمة الشراء عبر الإنترنت.

وتستخدم تلك المعلومات أيضًا التي يتم الحصول عليها من ملفات تعريف الارتباط بتحديد أنواع الإعلانات الدعائية التي تظهر للمستخدم وكيف يتفاعل معها، وبالنسبة لتلك الدراسة، فما زال سبب محاولة بعض الشركات الكبرى في جمع هذه المعلومات غير واضح.

لقد أنكرت الشركات الكبرى مثل غوغل وفيسبوك وجود أي غرض غير مرغوب فيه وراء عمليات التتبع تلك، وأن البيانات لن تُستخدم حتى في الإعلانات الدعائية. كتب المتحدث الرسمي لغوغل: «نحن لا نسمح بوجود إعلانات غوغل على الصفحات الإباحية، ونحظر ظهور أي محتوى إعلاني للمستخدمين وفقًا لهويتهم الجنسية أو ميولهم.

بالإضافة إلى أن جميع الإعلانات الخاصة بنا غير مسموح لها بإرسال أية بيانات شخصية إلى غوغل». وقال المتحدث الرسمي لفيسبوك: «لا نريد أن تُستخدم الأدوات الخاصة بنا في تلك المواقع الإباحية، لأنها منافية لمعايير المجتمع الخاصة بفيسبوك. وإذا علمنا أنه يتم استخدامها من أحد هذه المواقع سنقوم بمنعها».

اقرأ أيضًا:

إحصائية لأحد المواقع الإباحية تُظهر شيئًا غريبًا حدث أثناء كأس العالم

ديب فيك – ما هي فيديوهات الديب فيك أو الزيف العميق ؟

ترجمة: محمد شريف

تدقيق: فارس سلطة

المصدر