يحتوي السائل المنوي البشري بعد فصله على مزيج من الصبغيات الجنسية، إذ تحمل نصف الحيوانات المنوية الصبغي Y، والنصف الآخر منها تحمل الصبغي X. على الرغم من كل الطقوس الخرافية المعتمدة لاختيار جنس الجنين ، فإننا لا نستطيع تغيير هذه العادات أو إبطالها، والتقنيات الحالية لفصل الحيوانات المنويّة X و Y خارج الجسم غالية الثمن ويمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي DNA (الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين) داخل الخلايا.

الآن؛ اكتشف باحثون يابانيون طريقة بسيطة وصعبة لفصل الحيوانات المنويّة الحاملة للصبغي X عن الحيوانات المنوية الحاملة للصبغي Y لدى الفئران، وقد يكون لهذا آثار كبيرة على البشر في المستقبل.

لفهم أهمية ذلك سنعود إلى بعض أساسيات علم الأحياء، تملك إناث جميع الثدييات (وعدد من الحيوانات الأخرى) الزوج الصبغي XX، وعند الذكور يكون XY. لذلك تحمل بويضة الأنثى صبغي X فقط، بخلاف الحيوانات المنوية التي تحمل نسبة متساوية من الصبغيات X أو Y.

نظريًا، يمكننا فصل الحيوانات المنويّة التي تحمل الصبغيات X و Y في حال وجود اختلاف بينهما.

يمكن للعلماء الآن اختيار جنس الجنين تحديد جنس الجنين عند الكائنات الحية الصبغيات الجنسية الموجودة في الحيوانات المنوية فصل الحيوانات المنوية

يمكن للعلماء الآن اختيار جنس الجنين تحديد جنس الجنين عند الكائنات الحية الصبغيات الجنسية الموجودة في الحيوانات المنوية فصل الحيوانات المنوية

حتى الآن، كنا نظن أن الحيوانات المنوية متطابقة إلى حد كبير باستثناء الـ DNA الذي تحمله، ولكن أثناء دراسة الاختلافات بين الحيوانات المنويّة وجد فريق جامعة هيروشيما – Hiroshima حوالي 500 جين نشط في الحيوانات المنويّة التي تحمل الصبغي X وهي غير موجودة في الحيوانات المنوية التي تحمل الصبغي Y، ويرمز 18 جينًا منهم لبروتينات على سطح الخلية، مرتبطة بمستقبلات (تُدعى تول Toll) وشبيهة بالمستقبلات 7 و 8 على سطح الحيوانات المنويّة X.

وأصبحوا قادرين على فصل الحيوانات المنويّة بدقة عالية، باستخدام مادة كيميائية تسمى resiquimod لربط المستقبلات وإبطاء حركة الحيوانات المنوية X (وبذلك تنفصل عن الحيوانات المنوية Y)

بعد تطبيق هذه التجربة على الفئران واستخدام أسرع الحيوانات المنوية، بلغت نسبة المواليد الذكور 90%، أما عندما استُخدمت أبطأ الحيوانات المنوية، كانت نسبة الإناث 81%، وعلى الرغم من أن نسبة التحكم في جنس الجنين ليست مثالية، فإنها مرتفعة بالنسبة لهذه الطريقة البسيطة والرخيصة.

أوضح الباحث ماسايوكي شيمادا Masayuki Shimada، عالم الأحياء في جامعة هيروشيما: «طُبقت هذه التقنية على الأبقار والخنازير، وأعتقد أنه من الممكن أن تصبح متاحة في التلقيح الصناعي للبشر، لكن يجب مناقشتها من ناحية أخلاقية قبل تطبيقها».

يمكن أن يكون هناك بعض الأسباب الجيدة لتحديد جنس الجنين لدى الحيوانات، فعلى سبيل المثال يمكن الحد من معدل ذكور الأبقار لأنها غير مفيدة في صناعة الألبان، وذكور الدجاج غير المنتجة للبيض.

لكن لدى البشر، تصبح الأمور فوضوية أكثر.

تُمثل النساء حاليًا 49.6% من البشر في العالم، مع وجود أرجحية للمواليد الذكور في بعض المناطق.

وقد أدت طرق تحديد الجنس إلى بعض الاتجاهات الديموغرافية المخيفة في بعض البلدان، والتي يمكن أن يكون لها آثار اجتماعية واقتصادية غير مقصودة.

اقرأ أيضًا:

فيروس يحدّد جنس الجنين

هل يؤثر جنس الجنين على مناعة المرأة الحامل ؟

دراسة جديدة تُبيِّن أنّ الصِبغيّين (X وY) وحدهما لا يحدّدان جنس المولود

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: علي قاسم

المصدر