تعرف خراجة بارثولين بأنها تجمع للقيح في إحدى غدد بارثولين، وهي تحدث عندما تتشكل كيسة في الغدة وتلتهب. غدد بارثولين هي عبارة عن غدتين صغيرتين على شكل حبة البازلاء تقعان على كل جانب من فتحة المهبل التي تفرز السائل لتزليق وتليين المهبل. إذا سدت الغدة، سَيُحتبس السائل مؤديًا إلى تشكيل كيسة، والتي يمكن أن تسبّب خراجةً في حال التهابها. سوف تعلم المرأة بحدوث الخراجة لأنها ستسبب ألمًا شديدًا في جهة واحدة من المهبل ، بالإضافة إلى احمرار وتورم في المنطقة عامة.

تختلف الخراجات بالحجم من خراجات صغيرة جدًا إلى أكثر من إنش (بوصة) قطرًا. ستتعرض واحدة من كل خمسين امرأة تقريبًا لكيسة أو خراجة بارثولين في وقت ما. هؤلاء النساء في سن الإنجاب، وبشكل خاص في العشرينات من العمر، هم الأكثر عرضة للخطر.

في هذا المقال، سنناقش أسباب وأعراض خراجة بارثولين، وسنلقي نظرة أيضًا على العلاجات الطبية أو المنزلية التي يمكنها أن تعالج الخراجة وتخفف الأعراض.

ما أسباب خراجة بارثولين ؟

خراجة بارثولين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج كيسة بارثولين تجمع للقيح في إحدى غدد بارثولين أسباب الخراجات على جانبي فتحة المهبل

يمكن أن يكون الألم أثناء الجماع والحمى من أعراض خراجة بارثولين. تحدث خراجة غدد بارثولين عندما تلتهب واحدة من الغدد، عادةً بواسطة الجراثيم، مثل الإشريكية القولونية (E.COLI) أو المنتقلة بالجنس ((STIs مثل الكلاميديا والسيلان البني.

في دراسة شملت 219 امرأة لديها خراجة بارثولين، كان لدى 62% تقريبًا اختبار إيجابي للخمج بالجراثيم. كانت الإصابة بالإشريكية القولونية (E.COLI) هي الأشيع، ومسؤولة عن 43.7% من الأخماج. إن الجراثيم هي الأكثر شيوعًا في الأخماج المتكررة أيضًا. تتضمن 8% تقريبًا من الحالات أكثر من نوع من الجراثيم.

تشمل الأنواع الأخرى من الجراثيم التي تلعب دورًا مهمًا في تطور الخراجات:

  •  البروسيلا المالطية (Brucella melitensis)
  •  (Hypermucoviscous)
  •  النيسيرية الجافة (Neisseria sicca)
  •  الكليبسيلا (Klebsiella varicola)
  •  باستوريلا بيتي (Pasteurella bettii)
  •  الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa)
  •  سالمونيلا بنما (جنوب أميركا الوسطى) (Salmonella panama)
  •  المكورات العنقودية المذهبة (Staphylococcus aureus)
  •  الأنواع العقدية (Streptococcus species)

الأعراض:

تميل الخراجات إلى أن تكون مؤلمة جدًا. ستعاني النساء اللواتي لديهن خراجة بارثولين عادةً من ألم في جانب وحيد من المهبل فقط – وهو جانب الغدة المصابة.

تتضمن العلامات والأعراض الأخرى :

  •  كتلة تحت الجلد في الجانب المصاب من المهبل.
  •  حمى.
  •  ألم أثناء المشي، الجلوس أو ممارسة الجنس (الجماع).
  •  احمرار، تورم والإحساس بحرارة حول الخراج.

إذا نمت الخراجة بشكل كبير، فمن الممكن أن تمزق الجلد (تمزق عفوي)، وعندها سيخرج السائل الالتهابي (القيح)، ومن الممكن أن تلاحظ المرأة تغيرًا في المهبل أو زوال الألم.

كيف تُشخص الخراجة؟

يستطيع الطبيب تشخيص خراجة بارثولين اعتمادًا على الأعراض والفحص الفيزيائي. خلال الفحص سيقوم بما يلي:

  •  التحقق من وجود كتل في المهبل
  •  قياس الحرارة للتحقق من الحمى
  •  أخذ مسحة من عنق الرحم لاختبار الأمراض المنتقلة بالجنس

نادرًا، يمكن أن تقترح خراجات بارثولين وجود سرطان. لاستبعاد السرطان، وبشكل خاص عند النساء الأكبر من 40 عام، سيأخذ الطبيب خزعة. تتضمن الخزعة أخذ عينة من نسيج صغير للفحص تحت المجهر.

علاج خراجة بارثولين:

تتطلب معظم حالات خراجة بارثولين علاجًا طبيًا يدعى البزل. إذا تطور الخراج مجددًا، من الممكن أن يوصي الطبيب بالتوخيف. وفي حالات نادرة، قد يكون من الضروري استئصال الغدد.

البزل الجراحي:

تتطلب خراجة بارثولين عادة بزلًا جراحيًا يُجرى عادةً في عيادة الطبيب أو المستشفى. يمكن أن يستخدم الطبيب مخدرًا موضعيًا لتخدير المنطقة أو مخدرًا عامًا يضع الشخص في حالة نوم. يُجري الطبيب فتحةً صغيرةً (شقًّا) في الخراجة، وعند تصريف السائل سيضع قثطرة – وهي عبارة عن أنبوب مطاطي صغير – في هذه الفتحة.

تبقى القثطرة في المكان لمدة 6 أسابيع، فهي تبقي الشق مفتوحًا، وتسمح لكل سائل الخراجة بأن يتسرب للخارج. قد يزيل الطبيب القثطرة بعد هذه الفترة، أو قد تسقط من تلقاء نفسها.

التوخيف:

يستطيع الإجراء المدعو التوخيف منع نكس خراجة بارثولين.

أولًا، سيجري الطبيب شقًّا صغيرًا في الخراجة كي يتسرب السائل. ثم سيستخدم الغرز في كل جانب من الشق لإجراء فتحة دائمة. تكون الفتحة عادةً أقل من ربع إنش عرضًا. في بعض الأوقات، قد يدخل الطبيب قثطرة لعدة أيام لتسريع عملية التسريب. إن التوخيف عملية ناجحة عادة، ولكن قد تنكس الكيسة من جديد في 5-15% من الحالات.

استئصال الغدة:

إذا استمرت الخراجات بالنكس بعد التوخيف، قد يكون من الضروري استئصال الغدد. ومع ذلك، تعتبر هذه العملية الملجأ الأخير ونادرًا ما تكون ضرورية. تجرى العملية في المشفى تحت التخدير العام، وكما هو الحال في جميع العمليات الجراحية، يوجد خطر نزف المصاب وحدوث اختلاطات أخرى.

المضادات الحيوية:

تستطيع المضادات الحيوية أن تزيل الألم بقضائها على الإنتان (الخمج) في الغدد. يصف الطبيب عادةً هذه الأدوية قبل أو بعد العلاج الجراحي. وهي ليست ضرورية دائمًا، خاصةً إذا صرف السائل كاملًا ولم ينكس.

العلاجات المنزلية:

تستطيع العلاجات المنزلية أن تؤمن الراحة من أعراض خراجة بارثولين، لكنها لا تعالج الحالة عادةً. قدد تخفف العلاجات المنزلية الألم والتورم لمدة قصيرة.

حمام المقعدة:

يستطيع حمام المقعدة أن يخفف الألم والانزعاج. ويمكن أن تساعد أيضًا بتمزق وتصريف الخراجات الصغيرة جدًا. لإجراء حمام المقعدة، املئي حوض الاستحمام بالماء الدافئ للعديد من الإنشات، ثم اجلسي فيه لمدة 15 دقيقة.

كرري هذا العلاج للعديد من المرات يوميًا لمدة 3 أو 4 أيام على الأقل، أو حتى تهدأ الأعراض، أو حتى الحصول على العلاج الطبي.

العلاجات الموضعية:

تبعًا لبعض النساء، يمكن أن تؤمن العلاجات الموضعية الطبيعية الراحة من خراجات بارثولين، لكن لا يوجد دليل علمي يدعم استخدام هذه العلاجات.

تتضمن العلاجات الموضعية الشائعة:

  •  زيت شجرة الشاي: يعزز تطبيق خليط من زيت شجرة الشاي وزيت الخروع من تصريف الخراجة. يمتلك زيت شجرة الشاي خصائص طبيعية مضادة للجراثيم. استخدمي الشاش لوضع الخليط ثم طبّقي ضغطًا ساخنًا على قمة الشاش. استقري في المكان لمدة 15 دقيقة.
  •  خل التفاح (ACV): تستخدم النساء عادةً خل التفاح بتخفيفه وتطبيقه على الكيسة باستخدام كرة من القطن.

أدوية الألم:

تستطيع مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية (OTC) أن تجعل الأنشطة، مثل الجلوس والمشي، أكثر خضوعًا للإرادية (إرادية أكثر).

تتضمن الخيارات:

  •  أسبرين
  •  إيبوبروفين (Adivil, mortin)
  •  نابروكسين (Aleve)

تخفيف الحمى:

ترافق الحمى عادةً خارجة بارثولين. لمعالجة الحمى الخفيفة في المنزل:

  • شرب الكثير من السوائل
  •  إبقاء درجة حرارة الغرفة في مستوى مريح
  •  تناول الإيبوبروفين
  •  استخدام كمادات بادرة على الجبهة

اتصلي بالطبيب إذا ارتفعت درجة حرارة جسمك أكثر من 102 فهرنهايت، أو إذا استمرت الحمى لأكثر من 3 أيام.

متى عليك زيارة الطبيب؟

قد يؤدي تجاهل خراجة بارثولين إلى الإنتان (الخمج). يجب على أي امرأة تعاني من أعراض خراجة بارثولين زيارة الطبيب. قد تؤدي الخراجة غير المعالجة إلى انتشار الإصابة للمناطق الأخرى من الجسم. إذا انتشر الخمج للدم، فقد يتسبب ذلك بحالة مهددة للحياة هي إنتان الدم.

اطلبي العلاج الدوائي الآني في حال:

  •  الحمى المرتفعة أو الشديدة
  •  تمزق الخراجة
  •  الألم الشديد أو المستمر

في حين يمكن للعلاج الدوائي أن يخفف الأعراض، فمن غير المرجح أن يعالج الخراج.

الإنذار:

من غير الممكن دائمًا منع خراجة بارثولين من التطور. لتقليل الخطر من إصابة الغدة:

  •  استخدم الواقي الذكري لتجنب الأمراض المنتقلة بالجنس (STIs) مثل، الكلاميديا والسيلان البني.
  •  إجراء فحوصات منتظمة لاختبار الأمراض المنتقلة بالجنس (STIs).
  •  ممارسة العادات الصحية التناسلية الجيدة وتنظيف الجزء الخارجي من المهبل فقط.
  •  استخدم مكملات حيوية لدعم السبيل البولي والمهبل.
  •  شرب الكثير من السوائل خلال اليوم.

الشفاء من خراجة بارثولين :

مع العلاج الطبي، تنحل خراجة بارثولين بسرعة عادةً، وتتعافى معظم المصابات خلال 24 ساعة من البزل الجراحي. تزول معظم الحالات من الخراجات الناكسة بعد التوخيف. ولا تسبب هذه الإجراءات منخفضة المخاطر عادةَ تأثيرات سلبية طويلة الأمد.

يمكن أن تخفف حمامات المقعدة والعلاجات المنزلية الأخرى الأعراض على المدى القصير أثناء انتظار زيارة طبيبك.

اقرأ أيضًا:

خراج الكبد القيحي (PLA): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج فوق الجافية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج الدماغ: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منى الدروبين

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصدر