سجلت طبقة الأوزون أصغر قياس لها منذ عقود بفضل الجهود العالمية الكبيرة المجتمعة لتحسينها. أعلنت وكالة البيئة التابعة للأمم المتحدة بناءً على هذا التطور الملحوظ أن طبقة الأوزون ستلتئم بالكامل خلال فترة حياتنا هذه (سيغلق ثقب الأوزون في الطبقة خلال هذه الفترة التي نعيشها نحن).

أُصلحَت أجزاء من طبقة الأوزون بمعدل 1 إلى 3 بالمئة منذ عام 2000، وفقًا لآخر دراسة علمية حول استنفاذ ثقب الأوزون. عُقدت الآمال بناءً على هذه الدراسات وهناك احتمالات بأن الطبقة الشمالية والمتوسطة من الأوزون ستتعافى بالكامل بحلول 2030، وسيتعافى النصف الجنوبي منها بحلول 2050.

الأوزون هو جزء من طبقة الستراتوسفير، تحيط بالأرض، غنية بغاز الأوزون الذي يحمينا من وصول أشعة الشمس الضارة إلينا (الأشعة فوق البنفسجية UV).

يسبب استخدام الإنسان لبعض المواد الكيميائية، لا سيما المذيبات والمبردات الصناعية، تدمير طبقة الأوزون؛ لأن هذه المواد تعمل بمثابة مواد مستنزفة للأوزون بعد أن تنتقل إلى طبقة الستراتوسفير.

يمر ثقب الأوزون حاليًا بفترة نموه الموسمي التي تبدأ في أغسطس من كل عام وتبلغ ذروتها في أكتوبر. أظهرت البيانات الصادرة عن خدمة مراقبة الجو في كوبرنيكوس (CAMS) أن ثقب الأوزون يتصرف بطريقة غير اعتيادية.

يسجل ثقب الأوزون أصغر قياس له منذ عقود تعافي ثقب الأوزون المواد التي تسبب الثقب في طبقة الأوزون طبقة الستراتوسفير عوادم السيارات

مر ثقب الأوزون هذا العام بظروف غريبة تسببت بظهوره بعيدًا عن القطب على غير العادة، ومع ذلك فإن خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون أنه ما زال على المسار الصحيح إذ سيبلغ الثقب أصغر حجم له منذ 30 عامًا.

قال إنتجي إنيس، كبير العلماء في (CAMS) في تصريح له: «تشير تنبؤاتنا إلى أن الثقب سيبقى صغيرًا هذا الأسبوع، ومن المتوقع أنه في هذا العام سيكون أصغر ثقب شهدناه منذ منتصف الثمانينيات».

بعد اكتشاف ثقب الأوزون لأول مرة عام 1985، تحرك العالم بسرعة لحل المشكلة، وفي عام 1987 وقعت 196 دولةً ودول الاتحاد الأوروبي على بروتوكول مونتريال للتخلص التدريجي من إنتاج ما يقارب 100 مادة مسؤولة عن تدمير الأوزون.

أثبت هذا البروتوكول نجاحًا هائلًا.

كان تعافي ثقب الأوزون بمثابة تذكير بأن العالم قادر على حل مشاكله البيئية الضخمة في الوقت الذي يتأرجح فيه على حافة التغير المناخي الكارثي، وذلك من خلال العمل الجماعي وتغيير السياسات.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان للأمم المتحدة: «حقق بروتوكول مونتريال هذا النجاح بسبب الدعم العالمي بالإجماع، يجب أن نتذكر أن بروتوكول مونتريال هو مثال ملهم على قدرة الإنسانية على التعاون لمواجهة التحديات العالمية، وأداة رئيسية لمعالجة أزمة المناخ الحالية».

روابط ذات صلة:

دراسة لجامعة هارفرد تقول بأن مزارع طاقة الرياح من الممكن أن يكون لها تأثير احتباس حراري محلي

الأفلام الإباحية تنتج الغازات الدفيئة وتسبب التلوث والاحتباس الحراري فاحذروها

ترجمة: ساره حسين

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر