غاصت المركبة الفضائية كاسيني في أعماق زحل سنة 2017 بعد أن أنهت مهمة استكشافية استمرت عقدين من الزمن تقريبًا وكان العمل الأخير الذي قامت به قيّمًا ومذهلًا للعلماء. فقد اكتشف بعضهم -معتمدين على بيانات البث الأخير لكاسيني- شيئًا مهمًا حول كوكب زحل هو أنَّ محتواه السائل قد يكون لزجًا كالعسل تحت تأثير المجال المغناطيسي

في البداية سنذكر بعض النقاط التي عرفناها عن زحل قبل هذا الكشف المثير.

إن نواة العملاق الغازي معدنية صلبة محاطة بطبقة صخرية وهذه الأخيرة محاطة بسائل الهيدروجين المعدني المغلّف هو الآخر بالهيدروجين السائل وخلف كل ذلك هنالك طبقة من الغازات تحتوي على دوامات من رياح شديدة القوة تُعرَف باسم التيار النفّاث.

قاست كاسيني المجال المغناطيسي للكوكب في أثناء غوصها، واستنتج العلماء أن التيار النفاث يتوقف عند ارتفاع 8500 كم داخل الكوكب، ولكن لم يعرف أحدٌ سبب حدوث ذلك عند هذا العمق بالتحديد.

وفي دراسة جديدة نشرت في دورية Physical Review Fluids وضع فريق من العلماء نموذجًا افتراضيًا للكوكب من الممكن أن يزودنا بإجابة.

مجال كوكب زحل المغناطيسي يجعل محتواه يطفو كالعسل الهيدروجين السائل العملاق الغازي زحل المجال المغناطيسي المجموعة الشمسية النظام الشمسي

يقول الباحث نافيد كونستانتينو Navid Constantino: «في أعماق زحل حيث يكون الضغط عاليًا يتحول الغاز إلى سائل ناقلٍ للكهرباء يزداد قوة بتأثير المجال المغناطيسي للكوكب، ويشوّه السائلُ المجالَ المغناطيسي؛ وبسبب هذا التشوه في المجال المغناطيسي يصبح السائل لزجًا كالعسل».

يعتقد العلماء أن هذه الطبقة اللزجة هي ما يمنع التيار النفاث من متابعة طريقه نحو أعماق كوكب زحل ويعملون على إدارة دراسات أخرى لاختبار هذه النظرية، تشجعهم على ذلك النتائج التي توصلوا إليها حتى الآن.

يضيف كونستانتينو: «بدأ بالفعل الكشف عن أسرار ما يحدث في زحل والعمالقة الغازيَّة الأخرى في نظامنا الشمسي فما وجدناه يزودنا بطريقة واعدة لتفسير البيانات التي نحصل عليها من البعثات نحو الكواكب ويقدم فهمًا أفضل للكواكب داخل وخارج النظام الشمسي».

اقرأ أيضًا:

القراءات الأخيرة لمسبار الفضاء المُدمَّر تكشف عن أمر مثير للدهشة حول حلقات زحل

حقائق مدهشة عن إنسيلادوس ، أحد أقمار كوكب زحل

ترجمة: أسامة ونوس

تدقيق: الياس عباس

المصدر