اكتشف العلماء واسمًا جديدًا (يدل على وجود مرض) في شعر الإنسان وقد يكون هذا الواسم مرتبطًا بنوع فرعي من مرض الفصام ، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم هذا المرض، فيسمح لنا بالتشخيص المبكر قبل ظهور الأعراض.

استطاع باحثون من اليابان رصد مستويات عالية من Mpst عند المرضى المصابين بالفصام، وهو إنزيم مسؤول عن إنتاج كبريتيد الهيدروجين في الدماغ. وقد نجم هذا الشذوذ غالبًا عن رد فعل فيزيولوجي لضغوطات حياتية عدلت في الحمض النووي DNA. وهذا ما كتبه الباحثون في مجلة EMBO molecular medicine.

يُعتبر الفصام مرضًا عقليًا معقدًا؛ لذا كان محط اهتمام الكثير من الدراسات منذ اكتشافه عام 1911.

يشير مصطلح الفصام إلى اضطراب عقلي يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والسلوكيات، بما في ذلك: الأوهام، والهلوسات، والذهان. ولقد اتهمت أمور عديدة بأنها العامل المسبب، مثل جراثيم الأمعاء والإبداع لدى المرضى.

يمكن أن يُحرَّض هذا الاضطراب بأمر بسيط مثل خدش قطة أو تعاطي القنب (الحشيش) (رغم أن هذا الأخير ينجم عنه جدال يشبه جدلية الدجاجة أم البيضة). تشير الأبحاث إلى أن مرض الفصام ليس مرضًا واحدًا بل ثمانية اضطرابات لها أسباب وراثية مميزة. وعامل الخطر الأكبر هو العامل الوراثي بنسبة تقارب 80%.

عند التعرض لمنبه بسيط سيتثبط رد الفعل الناجم عند التعرض لمنبه لاحق قوي، وهذه الظاهرة تدعى prepulse inhibition (PPI) وهي إحدى الوسائل التشخيصية للفصام التي تختبر استجابة الشخص الفجائية للمنبهات.

اكتشاف واسم جديد لمرض الفصام في شعر الإنسان التشخيص المبكر قبل ظهور الأعراض المرضى المصابين بالفصام اضطراب عقلي يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والسلوكيات

فالمعافون من الفصام هم أقل عرضة لأن يفزعوا عند سماع صوت مرتفع بعد سماعهم لصوت سابق له. على سبيل المثال: سيقلل سماع صوت فرقعة نيران من استجابة الشخص الفجائية لصوت مرتفع مشابه يسمعه لاحقًا. لكن مرضى الفصام لديهم مستويات منخفضة من PPI، ما يعني أن الأصوات السابقة لا تخفف من مقدار الاستجابة الفجائية للأصوات اللاحقة عندهم.

استخدم الباحثون مفهوم PPI لتحليل الاختلافات في التعبير عند بعض البروتينات في الفئران التي تمتلك مستويات مرتفعة ومنخفضة من PPI. وقد وجدوا أن إنزيم Mpst كان له مستويات تعبيرية أعلى في أدمغة الفئران ذات PPI المنخفض.

قال طاكيو يوشيكاوا قائد فريق البحث في بيان له: «لم يفكر أحد قط بوجود رابط بين كبريتيد الهيدروجين والفصام، وحالما اكتشفنا هذا الأمر، ترتب علينا استنتاج كيفية حدوثه، وما إذا كانت هذه النتائج لدى الفئران تتطابق عند المصابين بالفصام».

ثم فحص الفريق أدمغة أشخاص متوفين كانوا مصابين بالفصام ووجدوا أن التعبير الجيني Most كان أعلى مقارنةً بأدمغة غير المصابين بالفصام.
علاوةً على ذلك، ارتبطت مستويات Most بحدة الأعراض التي عانى منها مريض الفصام
خلال حياته.

باستخدام هذه النتائج. فحص الباحثون جريبات الشعر لأكثر من 150 شخصًا مصابًا بالفصام، فوجدوا أن التعبير عن Mpst كان أعلى لدى مرضى الفصام. وعلى الرغم من أن مستويات Most لا تفسر كل الحالات، تصلح لأن تكون واسمًا ينذر بالفصام قبل ظهور الأعراض.

يعَد التنبؤ بإصابة الشخص بالفصام وتشخيصه به أمرًا صعبًا؛ نظرًا لأعراضه المعقدة.

قال يوشيكاوا: «لا بد من الحصول على نموذج حديث من أجل تطوير عقاقير جديدة، هناك حوالي 30% من مرضى الفصام الذين لا يبدون استجابة على العلاج بمضادات مُستقبِل الدوبامين D2. توفر نتائج أبحاثنا نموذجًا جديدًا لتصميم الأدوية، ونحن نختبر حاليًا ما إذا كان تثبيط تكوين كبريتيد الهيدروجين يمكن أن يخفف الأعراض المرضية للفئران المصابة بالفصام».

يمكن أن يساعد فهم أسباب المرض والدلالات المحتمل وجودها على كيفية علاجه؛ إذ تركّز الطرق المتبعة حاليًا على مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، ولكنها ليست فعالة للغاية وقد ينجم عنها آثار جانبية عديدة.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف طريقة جديدة للكشف المبكر عن الفصام قبل ظهور الأعراض!

يختبر الأشخاص المصابون بالفصام الانفعالات بشكل مختلف عن الآخرين، وذلك حسب ما تُظهره “خرائط الجسد”

ترجمة: داني قنيزح.

تدقيق: محمد الصفتي.

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر