التهاب الجيوب هو التهاب شائع للجيوب الأنفية، وهي أجواف تُنتج المخاط الضروري لعمل الأقنية الأنفية بالشكل الفعّال.

يمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا، ويمكن أن يحدث لسبب فيروسي، أو جرثومي، أو فطري، أو حساسية، أو حتى بمثابة رد فعل مناعي ذاتي.

على الرغم من كونه مؤلم وغير مريح فقد يُشفى دون أي تدخل طبي. مع ذلك، يجب عليك مراجعة الطبيب إن استمرت الأعراض لأكثر من 7- 10 أيام، أو في حال وجود حمى أو صداع سيئ.

في عام 2015 لاحظت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، أن نسبة 12.1% من البالغين الذين خضعوا لاستبيان في الولايات المتحدة شُخصوا بالتهاب الجيوب خلال الأشهر الثانية عشر الأخيرة.

بعض الحقائق السريعة عن التهاب الجيوب

  •  يمتلك الناس 4 أزواج من الجيوب، وهي المسافات المجوفة خلف عظام الوجه.
  •  يمكن أن يسبب التحسس والإصابات الفيروسية أو البكتيرية التهابًا للجيوب.
  •  غالبًا ما يشفى من تلقاء ذاته دون علاج، ولكن تكون الرعاية الطبية ضروريةً في بعض الحالات.
  •  يستمر التهاب الجيوب المزمن لأكثر من 12 أسبوع.

ما هو التهاب الجيوب؟

يُعد الجيب فراغًا أجوفًا في الجسم. توجد عدة أنواع من الجيوب، لكن التهاب الجيوب يصيب الجيوب الأنفية؛ أي الفراغات خلف الوجه التي تؤدي إلى التجويف الأنفي.

تُبطَّن الجيوب الأنفية بنفس الغشاء المخاطي الذي يُبطّن الأنف. تُنتج مفرزات لزجة تسمى المخاط. يُبقي هذا المخاط الطرق الأنفية رطبةً ويحصر البكتيريا وجزيئات الأوساخ.

يحدث التِهاب الجيوب عندما يتراكم المخاط ويصبح الجيب مُلتهبًا.

يشير الأطباء إلى التِهاب الجيوب على أنه التِهاب الجيوب الأنفية، لأن التِهاب الجيوب يحدث بشكل دائم تقريبًا بالتهاب في الأنف ويعرف بالتهاب مخاطية الأنف.

 الأعراض

تتنوع الأعراض اعتمادًا على مدة وشدة الإصابة.

في حال كان المريض يعاني من اثنين أو أكثر من الأعراض التالية، مترافقة مع إفراز مخاطي سميك بلون أخضر أو أصفر، قد يُشخَّص بالتهاب الجيوب الحاد. تتضمن الأعراض:

  •  ألمًا وضغطًا في الوجه.
  •  انسداد أنف.
  •  سيلانًا أنفيًا.
  •  تراجع حاسة الشم.
  •  احتقانًا.
  •  سُعالًا.

في الحالات المتقدمة، قد تظهر الأعراض التالية:

  •  حُمّى.
  •  رائحة نفس كريهة.
  •  إعياء.
  •  ألم أسنان.
  •  صداع.

في حال استمرت هذه الأعراض لأكثر من 12 أسبوع، قد يُشخّص الطبيب الحالة بالتهاب الجيوب الحاد.

 الأسباب

يمكن أن تتسبب عدة عوامل بالتهاب الجيوب، ولكنه يكون دائمًا نتيجة انحصار السوائل داخل الجيوب، الأمر الذي يعزز نمو الجراثيم.

  •  الفيروسات: 90% من حالات التهاب الجيوب عند البالغين تعود لسبب فيروسي.
  •  البكتيريا: 1 من كل 10 حالات التهاب جيوب عند البالغين يكون سببها بكتيري.
  •  الملوثات: تحفّز المواد الكيميائية والمواد المهيّجة في الهواء تراكم المخاط.
  •  الفطور: إما أن تبدي الجيوب ردة فعل للفطريات في الهواء، كالتهاب جيوب فطري تحسسي AFS، وإما أن تجتاحها الفطور كما في التهاب الجيوب البطيء المزمن، نادر الحدوث في الولايات المتحدة.

 عوامل الخطورة

قد تزيد العوامل التالية من فرص إصابة الشخص بالتهاب الجيوب:

  •  إصابات سابقة للسبيل التنفسي، مثل الزكام الشائع.
  •  يمكن أن تؤدي الأورام الأنفية الحميدة، أو نمو صغير في الممرات الأنفية إلى الالتهاب.
  •  ضعف المناعة، على سبيل المثال بسبب حالة صحية أو بعض أنواع العلاج.
  •  رد فعل تحسسي لمواد مثل الغبار، والطلع، وشعر الحيوانات.
  •  عيوب هيكلية في الأنف، كانحراف الوتيرة مثلًا.

الوتيرة هي العظم والغضروف الذي يقسم الأنف إلى فوهتين، قد تؤدي إلى إصابات متكررة والتهاب عندما تميل إلى أحد الجانبين من خلال جراحة ما أو خلال النمو.

التهاب الجيوب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج - التهاب شائع للجيوب الأنفية - ألم في الأنف وسيلان مخاطي يستمر لأيام عدة

 الأنواع

يشتمل التهاب الجيوب دائمًا على تورّم في الأنف وتراكم للمخاط، لكن يوجد أنواع مختلفة تستمر لفترات زمنية مختلفة.

الأنواع المختلفة هي:

  • التِهاب الجيوب الحاد: يستمر حتى 4 أسابيع وهو النوع الأكثر شيوعًا.
  • التِهاب الجيوب تحت الحاد: تستمر الأعراض لمدة أطول من التهاب الجيوب الحاد، أي بين 4 إلى 12 أسبوعًا.
  • التِهاب الجيوب المزمن: تستمر الأعراض بشكل متواصل، أو تعود بشكل مستمر بعد 12 أسبوع، قد تحتاج لتدخل علاجي أكثر من غيرها، وربما تحتاج لعمل جراحي.

تعتمد مدة الشفاء والعلاج على نوع التهاب الجيوب.

 التشخيص

يجري الطبيب فحصًا سريريًا ويسأل المريض عن الأعراض التي يعاني منها، عادةً يكون هذا كافيًا للتشخيص.

قد يفحص الطبيب التجويف الأنفي بصريًا باستخدام منظار ضوئي يُعرف بمنظار قناة الأذن الذي يُستخدم أيضًا بفحص الأذن.

في حال استمرت الأعراض، قد يحيل الطبيب مريض التهاب الجيوب إلى اختصاصي أنف أذن وحنجرة ENT لفحصٍ أكثر تعمقًا، قد يُدخِل منظارًا إلى الأنف وهو عبارة عن أنبوب صغير مرن ورفيع مُرفق بضوء وكاميرا، يزودنا هذا بصور أكثر تفصيلًا.

ربما نحتاج للقيام بالتصوير المقطعي في حالات التهاب الجيوب المتكرر أو الحاد.

 علاج التهاب الجيوب

تعتمد خيارات المعالجة على مدة استمرار الحالة.

 التهاب الجيوب الحاد وتحت الحاد

معظم الحالات الحادة تشفى من تلقاء ذاتها دون معالجة.

مع ذلك، قد يكون التهاب الجيوب مزعجًا، لذا يستخدم الناس غالبًا بعض العلاجات المنزلية والأدوية التي يمكن أخذها دون وصفة طبية OTC لتخفيف الألم.

يجب على الشخص مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  •  في حال استمرت الأعراض لأكثر من 7 إلى 10 أيام.
  •  درجة الحمى أعلى من حوالي 38.6 سيلزيوس.
  •  عند وجود صداع سيئ لا يمكن التخلص منه بالمسكنات التي لا تحتاج وصفة.
  •  تشوش الرؤية أو تورم حول العينين.
  •  في حال استمرت الأعراض بعد أخذ المضادات الحيوية التي وصفها الاختصاصي.

في حال كان السبب وراء التهاب الجيوب بكتيري، يمكن أن يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية. وفي حال استمرت الأعراض بعد تناول كامل جرعة الدواء، يجب على الشخص معاودة زيارة الطبيب.

 التهاب الجيوب المزمن

لا يعود التهاب الجيوب المزمن في طبيعته لسبب بكتيري، لذا من غير المرجح أن المضادات الحيوية ستخفف الأعراض. تعالج الإصابة الفطرية بأدوية مضادة للفطور.

تساعد البخاخات الكورتيكوستيرويدية Corticosteroid في الحالات المتكررة، لكن أخذها يتطلب وصفةً وإشرافًا طبيًا.

في التهاب الجيوب التحسسي، تعالج الحساسية من خلال الجرعات أو الابتعاد وتخفيف التعرض لمسبب الحساسية مثل وبر الحيوانات أو العفن، يساعد هذا في خفض احتمال حدوث التهاب الجيوب المزمن.

 الجراحة

قد تحتاج المشاكل الهيكلية مثل انحراف الوتيرة إلى عمل جراحي. يُنصح بإجراء العمل الجراحي أيضًا في حالة الأورام الأنفية الحميدة، أو في حال مقاومة التهاب الجيوب جميع العلاجات الأخرى. التنظير الجراحي الفعّال للجيوب الأنفية FESS هو الإجراء الرئيسي المستخدم في المعالجة، لكن تكون الجراحات الأخرى ضرورية بسبب إصابة أجزاء أخرى من الأنف غالبًا.

يجب دومًا أن تكون الجراحة هي الحل الأخير الذي نلجأ إليه في التهاب الجيوب عند الأطفال، وينصح بالحصول على آراء أخرى قبل إجرائها.

قد يتطلب التأمين الصحي إدلاء المرضى بأدلة شاملة بكون الغرض من الجراحة هو علاج التهاب الجيوب الأنفية وليس جراحة تجميلية لتحسين مظهر الأنف.

 الوقاية من التهاب الجيوب

يمكن أن تساعد الأمور التالية في الوقاية من التهاب الجيوب:

  •  غسل اليدين جيدًا وجعلها عادةً.
  •  تجنب التدخين والتدخين السلبي.
  •  أخذ اللقاحات باستمرار.
  •  ابتعد عن الأشخاص المصابين بالزكام والإصابات التنفسية الأخرى.
  •  استخدام جهاز ترطيب في المنزل ليبقى الهواء رطبًا وحافظ على نظافته.
  •  صيانة وحدات التكييف لمنع تراكم الغبار والعفن.
  •  تجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان.

 العلاجات المنزلية

يمكن معالجة الحالات الأقل شدةً والأقل نكسًا من التهاب الجيوب في المنزل دون الحاجة لزيارة الطبيب.

يمكن لهذه العلاجات أن تخفف الألم وتفتح الجيوب لتسمح بالصرف الصحيح.

تتضمن العلاجات المنزلية لالتهاب الجيوب:

  •  غسل الأنف: الذي يعرف أيضًا بغسل أو شطف أو ترطيب الجيوب الأنفية، يتضمن هذا الإجراء المنزلي غسل وتفريغ الطرق الأنفية باستخدام ماء مملح أو محلول ملحي.
  •  الكمادات الدافئة: يمكن أن يخفف وضع كمادة دافئة بلطف على المناطق المصابة من الوجه بعض التورم والإزعاج.
  •  المسكنات: يمكن أن تخفف أعراض الألم والحمى.
  •  استنشاق البخار: يؤمن استنشاق الهواء الدافئ والرطب راحةً من الاحتقان. في المنزل، يساعد البخار المتصاعد من وعاء ماء ساخن مع بعض قطرات المينتول menthol العطري أو زيت الكينا في فتح الجيوب الأنفية، ولا يجب وضع الزيوت العطرية على الأنف مباشرة أو ابتلاعها.
  •  أقراص وبخاخات مزيلة للاحتقان: تساعد في تخفيف الوذمة وتسمح للجيوب الأنفية بالتصريف، ولا يجب على المرضى استخدام البخاخات لأكثر من 3 أيام.
  •  شرب المياه والراحة: يمكن أن يساعد شرب السوائل بانتظام وتجنب الجهد المفرط في زوال الأعراض.

يمكن أن يرشدك الطبيب أو الصيدلاني حول هذه الخيارات وكيفية استعمالها.

اقرأ أيضًا:

انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

التهاب الأنف غير التحسسي nonallergic rhinitis

البوليبات الأنفية Nasal polyps: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ميرا النحلاوي

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: آية فحماوي

المصدر