ربما يصنع نوع جديد من أدوية الشقيقة فرقًا كبيرًا لمن هم في حاجة ملحة للتخلص من الألم.

صدقت أخيرًا إدارة الدواء والغذاء الأمريكية على العقار يوبروجيبانت ubrogepant، بعد أن أشارت التجارب السريرية إلى عمل العقار بأمان على عكس علاجات أخرى.

وجد الباحثون أن العقار يوبروجيبانت يستطيع أن يُنهي نوبة شقيقة شديدة في غضون ساعتين من أخذ الدواء، وقد حقق نتائج أفضل من الدواء الوهمي (بلاسيبو Placebo) وسبب أعراضًا جانبية أقل من الأدوية الأخرى.

نجاح التجربة الدوائية لنوع جديد من أدوية الشقيقة - عقار يوبروجيبانت ubrogepant - إدارة الدواء والغذاء الأمريكية - نوبة شقيقة

قد يكون يوبروجيبانت هو الابتكار المناسب لعلاج مرض يتسبب في ضياع وقت ملايين البشر، كما يقول أحد أطباء الأمراض العصبية العاملين في شركة Allergan، شركة الأدوية المُموِلة للتجربة السريرية.

الشقيقة المُنهِكة هي أكثر من مجرد صداع شديد، ويصعب علاجه على الأطباء. يعاني أكثر من 38 مليون شخص في الولايات المتحدة هذا المرض، وتُظهر الدراسات أن أقل من ثلث هؤلاء راضون عن الرعاية الصحية التي يتلقونها.

يختلف كل مريض عن الآخر في استجابته للعلاج فيما يتعلق بالفعالية والأمان، وفي بعض الحالات الشديدة تكون الخيارات محدودة، بل إن العقاقير قد تزيد الأمور سوءًا.

منذ عام 1990 ظلت مجموعة الأدوية المسماة مجموعة التريبتانtriptans هي الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج الحالات التي لا تستجيب للأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.

تستطيع مجموعة التريبتان تقليل الألم والالتهاب، لكنها تُضيق الأوعية الدموية ما يجعلها غير آمنة للأشخاص المُعرضين للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، إضافةً إلى أن الكثيرين لا يستجيبون لهذا النوع من الأدوية.

مع ذلك لم تُطَور أدوية جديدة لعلاج الشقيقة الحادة منذ زمن طويل. لكن حديثًا أعطت إدارة الغذاء والدواء الضوء الأخضر لنوع جديد من الأدوية، وهي أجسام مضادة وحيدة النسيلة تستهدف الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، وتستعمل لمنع حدوث نوبات الشقيقة الحادة.

في حين تستهدف مجموعة التريبتان السيروتونين في الدماغ، تستهدف مجموعة الجيبانت gepants مستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP) ذي الدور المعروف في الشقيقة.

حتى الآن وافقت إدارة الغداء والدواء على 3 عقاقير مثبطة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، وجميعها أجسام مضادة وحيدة النسيلة تُعطى بواسطة الحقن. إضافةً إلى يوبروجيبانت، وهو أول عقار من مجموعة الجيبانت يُعطى من طريق الفم لمنع نوبات الشقيقة الحادة.

في تجربة منضبطة باستخدام البلاسيبو ومُعشاة ثنائيًّا من الطور الثالث، اختبر الباحثون جرعتين مختلفتين من عقار يوبروجيبانت على 1686 مريضًا يعانون 2-8 نوبات شهريًّا.

أُعطي كل مشارك حبة تحتوي إما 50 أو 25 مليغرام من يوبروجيبانت أو بلاسيبو، وطُلِب منهم أخذ حبة واحدة على الفور أو في غضون 4 ساعات من بدأ نوبة الشقيقة الشديدة أو المتوسطة.

وإذا لم تكف الجرعة الأولى لإيقاف الألم، بوسع المريض أخذ جرعة ثانية (عشوائيًّا، إذ قد تكون الجرعة الثانية هي يوبروجيبانت أو بلاسيبو) أما في حالة عدم الاستجابة لكلا الجرعتين يُعطى المريض أسيتامينوفين أو أحد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو الأدوية الأفيونية أو مضادات التقيؤ أو مجموعة التريبتان.

زال الألم لدى 20% ممن أخذوا أيًّا من جرعتي يوبروجيبانت في غضون ساعتين، في حين زال الألم لدى 14% فقط ممن أخذوا بلاسيبو.

نجاح التجربة الدوائية لنوع جديد من أدوية الشقيقة - عقار يوبروجيبانت ubrogepant - إدارة الدواء والغذاء الأمريكية - نوبة شقيقة

لكن التخلص من الأعراض الأشد كان أصعب قليلًا، ولم يتفوق يوبروجيبانت في ذلك على البلاسيبو إلا في المجموعة التي تناولت الجرعة الأعلى (50 مليغرام).

تشير النتائج الحالية إلى أن جرعة 50 مليغرام من يوبروجيبانت لها القدرة على علاج نوبات الشقيقة الحادة، ما قد يجعله خيارًا للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية المتوفرة حاليًا.

يظهر يوبروجيبانت نتائج واعدة، لكنه ليس عقارًا ساحرًا إذا ما قورن بمجموعة التريبتان، التي تظهر فعالية عند 70% من المرضى في غضون ساعتين، فقط ستظهر فوائد يوبروجيبانت عند المرضى الذين لا يستجيبون للتريبتان أو لا يتحملون آثاره الجانبية. أى أنه يعد بديلًا مناسبًا لكثير من الأدوية المتوفرة حاليًا.

الأخبار الجيدة أنه أصبح لدينا الآن أدوية جديدة لعلاج نوبات الشقيقة التي بدأت فعلًا وأخرى لمنع حدوث النوبات. إضافةً إلى ذلك تخطى العقار اختبارات الأمان على المدى البعيد، وقد صدرت موافقة إدارة الغذاء والدواء عليه حديثًا.

اقرأ أيضًا:

كل ما تريد أن تعرفه عن الشقيقة ، الصداع النصفي

هل اكتشف العلماء أخيرًا سبب الصداع النصفي (الشقيقة)؟

ترجمة: علاء رشيد

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر