مع بداية سنة 2020 انتشر عدد من الشائعات الغريبة، من ضمنها شائعة أثارت الكثير من الأخبار والنقاشات حول نية شركة أبل Apple لتصنيع جهاز ماك مُصمَّم خصيصًا للألعاب بقيمة خيالية تصل إلى 5000 دولار.

ظهرت الشائعة أولًا على موقع Economic Daily، الذي نشر أن شركة أبل تنوي دخول سوق الألعاب الإلكترونية المربحة بجهاز ماك جديد باهظ الثمن جدًّا.

وفقًا للموقع، أكدت مصادر من الموردين عمل أبل على جهاز كهذا بالفعل، وسيكون إما مدمجًا في شاشة كبيرة (مثل iMac)، أو جهاز كمبيوتر محمول كبير مخصص للألعاب مشابه لسلسلة MacBook الـ16 بوصة.

وفقًا لهذه الشائعة ستعلن أبل عن جهازها الجديد في مؤتمرها للتطوير العالمي المقرر في يونيو 2020.

لكن هل ستفعلها أبل حقًا؟

تُعَد فكرة اقتحام أبل مجال ألعاب الكمبيوتر مثيرةً للاهتمام حقًا، وإن كنا نرى صدور جهاز iMac أو MacBook للألعاب مُستبعدًا، للأسباب التالية:

أولًا، يُعَد نظام الألعاب في أجهزة ماك ساذجًا مقارنةً بالأجهزة العاملة بنظام ويندوز. تُلعَب أفضل ألعاب الكمبيوتر فقط على ويندوز 10، في حين يعمل القليل منها على MacOS.

طرح بعض المطورين نسخًا من ألعابهم على أجهزة ماك، لكن الأكثرية لا تأبه لذلك، نظرًا لارتفاع عدد مستخدمي ويندوز مقارنةً بالماك، ما يعني أن طرح الألعاب على نظام ماك سيؤدي إلى فقد أكثر الألعاب القوية، أو استخدام برامج محاكاة، وذلك على حساب الأداء، إذ لا تمنح المحاكاة نفس تجربة النظام الفعلي.

هل تعمل أبل على جهاز ماك للألعاب قيمته 5000 دولار؟ - تصنيع جهاز ماك مُصمَّم خصيصًا للألعاب بقيمة خيالية تصل إلى 5000 دولار

ثانيًا، إن خيارات كروت الشاشة لدى شركة إنفيديا Nvidia محدودة، ولا يمكن الحصول على بطاقة شاشة خاصة بالمستهلك من إنفيديا في منتجات أبل. إضافةً إلى توتر العلاقة بين الشركتين بعدما أوقفت إنفيديا دعم نظام CUDA عن نظام MacOS. لهذا ستواجه أبل عراقيل جمة لإقناع محبي ألعاب الفيديو باستبدال نظام ماك بالويندوز، فهم ببساطة لا يستخدمون الماك.

شيء آخر يجعل الشائعة عسيرة التصديق هو السعر، إذا صممت أبل بالفعل جهازًا للألعاب بسعر 5000 دولار فسيكون أغلى جهاز ألعاب إلكترونية على الإطلاق، حتى أفضل أجهزة الحاسوب المحمولة والهواتف الشخصية باهظة الثمن لا تبلغ هذا السعر. إذا كان السعر دقيقًا (وقد لا يكون كذلك)، فالمفترض أن يكون الجهاز فريدًا من نوعه وقويًّا جدًا لتبرير ذلك الثمن الباهظ.

يقودنا هذا إلى جانب آخر من الشائعة يتعلق بالرياضات الإلكترونية Esports. تُعَد الرياضة الإلكترونية اليوم مجال عمل ضخم دون شك، لذلك ليس طموح أبل للحصول على قطعة من هذه الكعكة المربحة مُستبعدًا.

لكن أكثر ألعاب الرياضات الإلكترونية شعبيةً لا تتطلب دقة عالية في الرسوم تحتاج إلى جهاز قوي لتشغيلها، يريد لاعبو الرياضات الإلكترونية معدلات تحديث Refresh Rates ومعدلات إطار Frame Rates أكبر ولا يهتمون بتطور الرسوم. إن جهاز ماك بسعر 5000 دولار لن يمثل إغراءً للاعبي فورتنايت Fortnite أو دوتا Dota 2.

الحقيقة

تُضعف الأسباب السابقة احتمال وجود نية لدى أبل لصنع جهاز للألعاب بقيمة 5000 دولار. لكن هل للشائعة أساس من الصحة؟ إن أبل مهتمة حاليًا بعالم الألعاب، ويتجلى ذلك في التطبيق الجديد Apple Arcade، وهي الخدمة التي تنافس تطبيق ميكروسوفت Xbox Game Pass (الذي يسمح لك بتحميل أكثر من 200 لعبة على الكمبيوتر وجهاز Xbox One). لكن تطبيق أبل يشمل ألعاب الموبايل العاملة بنظام iOS مثل الآيفون iPhone، لا الألعاب الضخمة.

إذن ليس مُستبعدًا أن تفكر أبل في صنع جهاز ألعاب إلكترونية لتشغيل ألعاب أركاد الخاصة بها، لكن بدلًا من إطلاق جهاز Mac أو MacBook باهظ الثمن، قد تميل الشركة إلى إصدار جهاز أصغر وأسهل للاقتناء مخصص للألعاب مثل جهاز Mac Mini أو Apple TV، لمنافسة الأجهزة الجديدة مثل سوني Playstation 5 وميكروسوفت Xbox Series X، خاصةً إن ألعاب Apple Arcade متطابقة مع أجهزة تحكم الأجهزة المذكورة.

سيتضح ما تنتوي أبل تحقيقه في مجال ألعاب الفيديو لاحقًا هذا العام، وإن كنا نرى إصدارهم جهاز ماك خاص بالألعاب أمرًا مُستبعدًا، لكن ربما خابت توقعاتنا، حينها سيكون على أبل بذل جهود كبيرة لاجتذاب اللاعبين لشراء هذا الجهاز.

اقرأ أيضًا:

حقيقة ام خيال: ألعاب الفيديو هي مستقبل التعليم

ست فوائد علمية لألعاب الفيديو

إعداد : وليد سايس

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر