يملك الأصل الخالي من الخطر عائد مستقبلي معين. وتُعَد الأوراق المالية الخاصة بوزارة الخزانة الأمريكية -لا سيما أذونات الخزانة- خالية من الخطر بسبب دعم الحكومة الأمريكية لها. وبسبب مستوى الأمان المرتفع لهذه الأصول، نجد أن عائداتها قريبة جدًّا من سعر الفائدة الجاري.

يرى العديد من الأكاديميين أنه لا وجود لأصول خالية من الخطر، إذ لا بد للأصول المالية كافةً أن تحمل درجةً معينة منه. قد يبدو هذا صحيحًا تقنيًّا، لكن مستوى الخطر في أوراق الخزانة الأمريكية أو الأوراق المالية الحكومية للحكومات الغربية المستقرة عمومًا محدود حقًّا، إلى درجة كافية لجعل المستثمر المتوسط يعدها خالية من الخطر.

هل الأصل الخالي من الخطر مربح حقًا؟

مع إن العائد على الأصل الخالي من الخطر معلوم، فإن ذلك لا يضمن الحصول على مكسب فيما يتعلق بالقدرة الشرائية، إذ قد يسبب التضخم خسارة الأصل المالي لجزء من قدرته الشرائية اعتمادًا على طول المدة الزمنية لاستحقاق الدفع، وإن ارتفعت القيمة النقدية له.

ما المقصود بالخطر؟

عندما يشتري المستثمر أصلًا ماليًّا، فإنه يتوقع الحصول على عائد معين له، اعتمادًا على مدة احتفاظه بهذا الأصل. يتمثل الخطر في أن الفرق بين العائد الفعلي والعائد المُتوقَّع قد يرتفع بنسبة كبيرة. وبسبب صعوبة توقع تقلبات السوق، يُنظَر إلى العائد المستقبلي غير المعلوم باعتباره خطرًا. وعمومًا يدل ارتفاع مستوى الخطر على توقع تقلبات كبيرة في السوق، تُترجم بدورها إلى مكاسب أو خسائر كبيرة اعتمادًا على النتيجة النهائية.

الأصل الخالي من الخطر - الأوراق المالية الخاصة بوزارة الخزانة الأمريكية - الأوراق المالية الحكومية للحكومات الغربية المستقرة

تُعَد الأرباح التي تعود على الاستثمارات الخالية من الخطر مؤكدة وفق المستوى المتوقع لها، وبما أن هذه الأرباح معلومة تكون نسبة العائد غالبًا أدنى بكثير ما يعكس المقدار المنخفض من الخطر، إذ من المحتمل أن يتساوى فيها العائد المتوقع مع العائد الفعلي.

إعادة استثمار الخطر

كي يبقى الاستثمار طويل الأمد خاليًا من المخاطرة، فإن أي عملية إعادة استثمار ضرورية له مستقبلًا ينبغي أن تكون خالية من المخاطرة أيضًا، وقد يصعب توقع النسبة الدقيقة للعائد في دورة حياة كاملة للأصل المالي منذ البداية.

مثلًا إذا استثمر شخص في أذون خزانة بفترة استحقاق 6 أشهر، فإن نسبة العائد على أذون الخزانة المُشتراة ابتداءً قد لا تكون مساوية لنسبة العائد على الأذون التي ستُشترى فيما بعد جزءًا من عملية إعادة الاستثمار ذات الستة أشهر. ولهذا يوجد بعض المخاطرة على المدى البعيد، لأن النسب قد تتغير بين كل عملية إعادة استثمار وأخرى، لكن إمكانية تحقيق النسبة المحددة للعائد مدة 6 أشهر التي تغطي أذون خزانة معينة تبقى مضمونة.

اقرأ أيضًا:

التغيرات الموسمية

اتحاد العمال

ترجمة: حليم عبد الأمير

تدقيق: زيد الخطيب

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر