ما الذي نعنيه باليوروبوند؟

اليوروبوند هو أداة دين مقوّمة بعملة أجنبية غير عملة البلد أو السوق الذي صدرت عنه. وتُسمى سندات اليوروبوند غالبًا باسم العملة التي تصدر بها، مثل سندات اليورو دولار واليورو ين، وتُسمى هذه السندات غالبًا السندات الخارجية لأنها تصدر بعملة خارجية.

تعود أهميتها إلى كونها تساعد المنظمات في الحصول على رأس المال بالنظر إلى مرونة إصدارها بعملة أخرى. تصدر سندات اليوروبوند عادة عن طريق نقابة دولية تتألف من مؤسسات مالية تنوب عن المقترض، إذ تضمن إحدى هذه المؤسسات السند بما يؤمّن عملية شراء الإصدار بكامله.

ماهية اليوروبوند

يعود انتشار استخدام سندات اليوروبوند بوصفها أداةً للتمويل إلى الدرجة العالية من المرونة التي تمتعت بها، وتمكينها المصدّرين لها من اختيار بلد الإصدار بناءً على المنظور التنظيمي وأسعار الفائدة وعمق السوق. تجذب هذه السندات المستثمرين بسبب انخفاض قيمها الاسمية، وبذلك فهي تمثل استثمارات منخفضة الكلفة. تتمتع سندات اليوروبوند أيضًا بسيولة عالية، أي يمكن بيعها وشراؤها بسهولة.

سندات اليوروبوند Eurobond - أداة دين مقوّمة بعملة أجنبية غير عملة البلد أو السوق الذي صدرت عنه - الحصول على رأس المال بالنظر إلى مرونة إصدارها بعملة أخرى

لا تعني تسمية «اليوروبوند» أنها صدرت داخل أوروبا؛ بل هي تسمية تُطلق على أي سندات تصدر بعملة أجنبية. على سبيل المثال، يمكن لشركة يابانية إصدار سندات يوروبوند مقومة بالدولار الأمريكي.

خلفية تاريخية

أصدرت شركة أوتوستريد Autostrade في عام 1963 أول سند يوروبوند، وهي الشركة التي أدارت السكك الحديد الوطنية في إيطاليا. بلغت قيمة ذلك السند 15 مليون دولار، وصممه مصرفيون في لندن، وصدر في مطار شيفول في أمستردام، وسُدّد في لوكسمبورغ بهدف تقليل الضرائب. منح هذا النوع من السندات المستثمرين الأوروبيين استثمارًا آمنًا مقومًا بالدولار.

تصدر هذه السندات عن طريق الشركات متعددة الجنسيات والحكومات والمنظمات العابرة للحدود، وقد يتجاوز حجم الإصدار المنفرد منها مليار دولار، بينما تتراوح فترات الاستحقاق بين 5 أعوام و30 عامًا، وتشكل السندات التي تقل فترة استحقاقها عن 10 سنوات النسبة الأكبر منها. تجذب سندات اليوروبوند على نحو خاص مصدّري السندات في البلدان التي لا تمتلك سوقًا كبيرةً لرأس المال، وتوفر فرصًا جيدة للتنويع بالنسبة للمستثمرين.

طريقة تسليم اليوروبوند

كانت سندات اليوروبوند في بواكير نشأتها تُسلّم يدويًا للمستثمرين، أما الآن، فهي تصدر إلكترونيًا عن طريق خدمات عدة، بما فيها الشركة الائتمانية للودائع في الولايات المتحدة (DTC)، وشركة (CREST) في المملكة المتحدة.

تصدر اليوروبوند على شكل سندات لحاملها bearer form، ما يسهل على المستثمرين الإفلات من قيود القوانين والضرائب، ونعني بذلك أن السند لا يُسجل ومن ثم لا يوجد سجل للملكية؛ أي إن الحيازة المادية للسند هي الدليل الوحيد على ملكيته.

حجم السوق

يبلغ إجمالي قيمة سوق السندات العالمي ما يزيد عن 100 ترليون دولار. ولا يمكن الحصول على رقم نهائي ودقيق في ما يتعلق بإحصاءات سندات اليوروبوند لأن الكثير منها غير مسجل، ولكن يمكن التخمين أنها تشكل 30% من إجمالي الدين العالمي تقريبًا. تأتي هذه النسبة المتزايدة لسندات اليوروبوند من دول الأسواق الناشئة، إذ تبحث الحكومات والشركات في تلك الدول عن أسواق مال أعمق وأكثر تقدمًا لتأمين مصادر للاقتراض.

اقرأ أيضًا:

مبدأ (أكبر من أن يفشل)

السندات الحكومية

ترجمة: حليم عبد الأمير

تدقيق: عون حداد

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصدر