تمكنت منظومة التلسكوبات الكبيرة جدًّا VLT التابعة للمركز الأوروبي لأبحاث الفضاء ESO من التقاط صور للإعتام غير المسبوق لنجم منكب الجوزاء Betelgeuse، وهو عملاق أحمر ضمن كوكبة الجبار constellation Orion. لم تُظهر الصور الجديدة المذهلة لسطح النجم أن ضوءه قد خفت فحسب، لكنها أظهرت تغيرًا في شكله الظاهري أيضًا.

النجم العملاق الأحمر منكب الجوزاء Betelgeuse، في كوكبة أوريون، يعاني إعتامًا غير مسبوق. هذه الصورة المذهلة لسطح النجم، المُلتقَطة باستخدام أداة SPHERE على التلسكوب الكبير ESO أواخر العام الماضي، هي من بين أولى الملاحظات التي أنتجتها حملة مراقبة تحاول فهم سبب خفوت النجم. عند مقارنتها بالصورة المُلتقَطة في يناير 2019، فإنها توضح مقدار خفوت النجم وكيف تغير شكله الظاهري

النجم العملاق الأحمر منكب الجوزاء Betelgeuse، في كوكبة أوريون، يعاني إعتامًا غير مسبوق. هذه الصورة المذهلة لسطح النجم، المُلتقَطة باستخدام أداة SPHERE على التلسكوب الكبير ESO أواخر العام الماضي، هي من بين أولى الملاحظات التي أنتجتها حملة مراقبة تحاول فهم سبب خفوت النجم. عند مقارنتها بالصورة المُلتقَطة في يناير 2019، فإنها توضح مقدار خفوت النجم وكيف تغير شكله الظاهري

طالما كان منكب الجوزاء منارةً السماء المظلمة بالنسبة لراصدي النجوم، لكن ضوءه بدأ يخفت منذ العام الماضي. انخفض سطوع النجم إلى 35% من سطوعه الطبيعي، وهو تغير يمكن ملاحظته حتى بالعين المجردة.

يتطلع العلماء وهواة الفضاء إلى معرفة المزيد عن هذا الإعتام غير المسبوق للنجم.

كان فريق من علماء الفلك بقيادة ميغيل مونتارجيس Miguel Montargès من جامعة لوفان KU Leuven في بلجيكا قد رصد النجم باستخدام تلسكوبات VLT منذ ديسمبر، بقصد معرفة سبب خفوت سطوعه.

كانت الصور المذهلة لسطح هذا النجم إحدى نتائج الرصد الأول لهذه الحملة، وقد التُقطَت باستخدام SPHERE instrument، وهو نظام بصري صُمِّمَ لاكتشاف الكواكب الخارجية ودراستها.

كلن الفريق قد رصد النجم باستخدام SPHERE instrument في يناير 2019، قبل أن يخفت سطوعه، ما يوفر لنا صورًا قبل الخفوت وبعده.

أظهرت الصور المُلتقَطة بالضوء المرئي التغيرات الحاصلة للنجم في لمعانه وشكله الظاهري.

يتساءل هواة الفضاء عما إذا كان النجم موشكًا على الانفجار، إذ من المُتوقع أن النجم -مثل غيره من العمالقة الحُمر- سيتحول إلى مستعر أعظم supernova.

لكن يرى العلماء أن ذلك لن يحدث الآن، وبدلًا من ذلك، وضعوا فرضيةً أخرى لتفسير التغير في سطوع النجم وفي شكله الظاهري.

قال مونتارجيس: «لدينا سيناريوهان مُحتملان، الأول هو احتمالية برودة السطح نتيجة نشاط استثنائي للنجم، والثاني هو انبعاث غبار من النجم تجاهنا. ما زالت معرفتنا حول النجوم الحمراء العملاقة غير مكتملة، ونحن نعمل على معرفة المزيد عنها، لذا نتوقع المزيد من المفاجآت».

شاهد الفيديو

احتاج مونتارجيس وفريقه إلى استخدام منظومة التلسكوبات الكبيرة VLT المُثبَّتة فوق جبل بارانال في تشيلي، لدراسة النجم الذي يبعد 700 سنة ضوئية عنا، وجمع الأدلة عن سبب إعتامه.

قال مونتارجيس: «يُعَد مرصد بارانال أحد بضعة مراصد في العالم يمكنها رصد سطح منكب الجوزاء ، إذ تسمح الأدوات المستعملة في تلسكوبات VLT بالرصد في مجال الضوء المرئي، وأيضًا في مجال الأشعة تحت الحمراء المتوسطة Mid IR Region، ما يعني أن الراصد سيتمكن من مشاهدة سطح النجم والمواد المحيطة به، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها معرفة ما حدث للنجم».

أظهرت صورة أخرى التقطت بواسطة أداة VISIR في تلسكوبات VLT في ديسمبر 2019، الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الغبار المحيط بمنكب الجوزاء.

رصد فريق من الباحثين هذه المشاهدات بقيادة بيير كارفيلا Pierre Kervella في مرصد باريس الفضائي في فرنسا، وقد أظهرت أن الطول الموجي لهذه الصورة مشابه للطول الموجي للصور المُلتقَطة بواسطة الكاميرات الحرارية.

تتشكل غيوم الغبار التي تبدو مثل اللهب عند التقاط صورها بواسطة VISIR بسبب نثر النجم مواده تجاه الفضاء.

قالت ايميلي كانون Emily Cannon الباحثة في جامعة لوفان في بلجيكا: «تتردد كثيرًا عبارة (تكونت أجسامنا جميعًا من غبار نجمي)، وهي شائعة في الأوساط الفلكية، لكن من أين أتى هذا الغبار بالضبط؟ تتكون النجوم الحمراء فائقة الضخامة مثل نجم منكب الجوزاء ، وتطلق كميات هائلة من المواد قبل أن تنفجر لتصبح مستعرات عظمى. سمحت لنا التكنولوجيا الحديثة بدراسة هذه الأجسام التي تبعد مئات السنين الضوئية عنا بتفاصيل غير مسبوقة، ما يعطينا فرصةً لكشف اللغز الذي يدفعها لفقد كتلتها».

اقرأ أيضًا:

النجوم – كيف تشكلت وكيف ستموت

النجم الأحمر العملاق: مستقبل الشمس

ترجمة: رياض شهاب

تدقيق: رزوق النجار

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر