بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول فيروس SARS-CoV-2 إلى جائحة، ينتشر الفيروس حاليًا في أغلب بقاع الأرض ليؤثر حتى على مشروعٍ بحثي يُجرى تنفيذه في القطب الشمالي. تصعب السيطرة على هذا المرض شديد العدوى لأن الأعراض قد لا تظهر لخمسة أيام في المتوسط بعد الإصابة؛ ما يعني أن الأفراد المصابين سيستمرون في ممارسة حياتهم اليومية دون معرفة أنهم يحملون الفيروس وقد ينقلون العدوى إلى غيرهم.

بفرضه مرضًا يصيب الجهاز التنفسي، يشابه مرض COVID-19 الذي يسببه فيروس SARS-CoV-2 أعراض الإنفلونزا وفيروس رينو المعروف عند العامة بالزكام (نزلة البرد). تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا السعال المستمر وارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس، وتكون خفيفة عند أغلب المصابين.

يُشكِّل نقص أدوات الاختبار مصدر قلقٍ في جميع أنحاء العالم، لذا فإن بعض الدول ﻻ تفحص إلا المرضى الذين تستدعي حالتهم دخول المستشفى. يعني هذا أن المرضى الذين يعانون من توعُّكٍ خفيف لن يعرفوا إن كانوا مصابين بفيروس كورونا أو بنوع آخر من أمراض الجهاز التنفسي. تنتشر الأمراض الشائعة مثل نزلات البرد في هذا الوقت من العام، فكيف يمكنك تحديد ما إذا كنت مصابًا بفيروس كورونا أو الإنفلونزا أو نزلة البرد؟

كوفيد-19 أم إنفلونزا أم زكام: كيف تميز بين الأعراض؟ - إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول فيروس SARS-CoV-2 إلى جائحة - فيروس كورونا

أعراض فيروس كورونا

وفقًا لما نعلمه حاليًا (حتى وقت كتابة هذا التقرير)، فإن أشيع أعراض فيروس كورونا في المرحلة المبكرة هو السعال الشديد والمستمر والحمى. الحمى هي درجة الحرارة الأعلى من المعدل الطبيعي 36-37 درجة مئوية للجسم وتقاس باستخدام مقياس حرارة.

لا يُعتقد أن فيروس كورونا يسبب انسدادًا أو سيلانًا للأنف، لذلك إذا كنت تعاني من أعراض خفيفة وأنف مسدود فمن المرجح أنك مصاب بنزلة برد عادية. مع ذلك، تتضمن الإرشادات الحالية العزلة الذاتية إذا كنت تعاني من سعال جاف أو مستمر أو حمى؛ أي عليك تجنب مغادرة المنزل إن أحسست بهذه الأعراض.

لا يوجد حاليًا لقاح أو علاج لـفيروس COVID-19، ويُستحسن علاج الأعراض الخفيفة في المنزل باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول (مع تجنب الإيبوبروفين) لتخفيف الأعراض. قد تسبب الحالات الأكثر تقدمًا إصابة شديدة في الرئة ما يستدعي علاج المرضى في المستشفى لدعم نظامهم الرئوي خلال أسوأ مراحل المرض.

أعراض الإنفلونزا

الإنفلونزا مرض تنفسي معدٍ يسبب العديد من الوفيات كل سنة. يقتل هذا المرض نحو 0.1% من الحالات، وهو رقمٌ منخفضٌ نسبيًا مقارنة بفيروس كورونا (تصل نسبة الوفاة إلى 2-3% من الإصابات)، لكن الاختبارات غير الكافية في بعض البلدان مثل أمريكا قد تُحرِّفُ هذا الرقم ليكون أعلى مما هو عليه في الواقع.

تشكل الإنفلونزا لغزًا وبائيًا كل عام، فهي تتحول باستمرار؛ ما يعني أن اللقاحات ضد سلالات الإنفلونزا السابقة غير فعالة ضد السلالات الجديدة من المرض. لا يوجد علاج للإنفلونزا لكن قد تمنع اللقاحات العدوى، وقد يساعد عقار تاميفلو على عرقلة بعض السلالات مثل H1N1.

أكثر أعراض الإنفلونزا شيوعًا:

  •  الحمى.
  •  السُّعال.
  •  التهاب الحلق.
  •  سيلان أو انسداد الأنف.
  •  آلام في الجسم.
  •  الصداع والتعب.
  •  القيء والإسهال في بعض الحالات.

عادةً ما تكون الإنفلونزا مرضًا جديًا يمنع الأشخاص من الذهاب إلى العمل، لذلك إذا كنت ما تزال قادرًا على ممارسة روتينك اليومي المعتاد فمن المرجح أنك تعاني من الزكام أو التهاب الحلق.

أعراض الزكام

نزلات البرد هي مرض يتطور تدريجيًا، تتمثل أبرز أعراضه في انسداد أو سيلان الأنف وقد يؤدي إلى فقدان حاسة الشم والذوق مؤقتًا. ويسبب أيضًا مجموعة من الأعراض:

  •  التهاب الحلق.
  •  الصداع.
  •  آلام العضلات.
  •  السعال.
  •  العطاس.
  •  ارتفاع درجة الحرارة.
  •  زيادة الضغط في الأذنين والوجه نتيجة انسداد قنوات استاكيوس eustachian tubes.

تتراوح نزلات البرد في شدتها وتستمر لبعض الوقت. ولحسن الحظ تخف الأعراض بالراحة في المنزل وتناول بعض المشروبات الدافئة.

إذا كنت قلقًا من أنك قد تكون مصابًا بفيروس كورونا وتعاني من أعراضه، فمن الأفضل الاتصال بخدمات الصحة المحلية عبر الهاتف أولًا. لا تدخل إلى عيادة الطبيب أو المستشفى ولا تستقل سيارة أجرة أو وسائل النقل العام.

من المرجح أن يصاب الكثير من الأشخاص في البلدان التي سجلت حالات إصابة، لذلك فإن إبطاء معدل الانتشار مهم جدًا لدعم الخدمات الصحية المنهكة بالفعل خلال الأزمة المستمرة. يعتقد الكثيرون أن فيروس كورونا ﻻ يختلف عن الإنفلونزا الموسمية لكن هذا خاطئ تمامًا.

تعاني المناطق المتضررة كثيرًا، مثل لومباردي في إيطاليا من نفاذ أَسرَّة العناية المركزة، ويتعين على الاختصاصيين في هذه الظروف اتخاذ قرارات صعبة للغاية لتحديد المرضى الذين يجب علاجهم. حتى لو كنت شابًا ولا تعاني من أي حالة مرضية فإن دورك مهم جدًا لحماية الأفراد الأضعف.

اقرأ أيضًا:

إجراءات مكافحة فيروس كورونا لها ما يبررها: إبطاء الجائحة قد يُنقذ ملايين الأرواح

آخر الأخبار حول تطوير لقاح فيروس كورونا

ترجمة: حمزة جبار

تدقيق: غزل الكردي

المصدر