يمكن تلخيص الدراسة الجديدة التي نشرت في 20 يناير على موقع BMJ كما يلي: لم يثبت أي فوائد إضافية عند إضافة مشتقات القنب «الحشيش» على شكل رذاذ يعطى عن طريق الفم مقارنةً بالدواء الوهمي في تخفيف آلام السرطان عند البالغين المصابين بمرض خبيث في مراحل متقدمة.

حللت الدراسة خمس تجارب عشوائية واسعة النطاق أجريت في المملكة المتحدة ودول أوروبية، وشملت ما مجموعه 1442 مريض سرطان، وخلص الباحثون اعتمادًا على نتائج هذه الدراسات إلى أنه من الخطأ أن يُوصى باستخدام الحشيش لعلاج الألم المرتبط بالسرطان. يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج ستُغير مفهومنا حول موضوع هام، إذ إن أكثر من 20% من مرضى السرطان المنتشر يتعاطون مشتقات القنب لتخفيف آلامهم (حسب ما أكده استطلاعان حديثان).

استخدام الحشيش لا يساعد في التغلب على آلام السرطان - إضافة مشتقات القنب «الحشيش» على شكل رذاذ يعطى عن طريق الفم - علاج الألم المرتبط بالسرطان

يذكر الدكتور جيسون بولاند من مركز أبحاث وولفسون للعناية التلطيفية: «ثمة اهتمام متزايد مؤخرًا بمشتقات القنب -بما فيها الحشيش- لألم السرطان، بالأخص بعد حدوث تغييرات تشريعية في العديد من بلدان العالم حول قانونية استخدام الحشيش؛ إذ يُعَد الاستخدام الطبي للقنب قانونيًا في 40 دولة حول العالم و29 ولاية أمريكية، ومن ناحية أخرى، ما يزال استخدامه لألم السرطان بحاجة إلى دراسات وأدلة داعمة».

ركزت الدراسات السابقة على الألم المزمن عند مرضى السرطان في مراحله المتقدمة، أما فيما يتعلق بالألم الحاد فلا يوجد أي دراسات تدعم استخدام مشتقات القنب كما يقول الدكتور بولاند.

كان العقار الذي استُخدم في الدراسات آنفة الذكر رذاذًا فمويًا من مركب رباعي الهيدروكانابينول المستخلص من القنب، وقد أشارت الدكتورة إريكا راين من مركز جامعة كولورادو للسرطان إلى أن منتجات الرذاذ الفموي هذه غير متوافرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت أن هناك مجموعة ضخمة من العقارات المستخلصة من القنب مع طرق استعمال متنوعة، مؤكدةً أن هذه الدراسات الجديدة لا يمكن الاعتماد عليها وتوسيع نتائجها لتشمل جميع مشتقات القنب؛ لأن هذه المشتقات ببساطة لم تُدرس بنفس الطريقة، ولا يمكن دراسة كل منتج متاح في السوق.

من الأسئلة الهامة التي طرحتها راين في تعليقها على نتائج الدراسة: يُعَد الألم الناجم عن السرطان ظاهرة معقدة كما يعرف الجميع، فهل كانت هناك مجموعات فرعية من المرضى استفادوا من استخدام المخدر المذكور؟ مؤكدةً أن هناك العديد من العوامل النفسية والروحية التي قد تلعب دورًا كبيرًا في آلام السرطان ، وقالت إنها ستهتم بمعرفة ما إذا كان هناك مجموعة فرعية معينة من المرضى استفادت أكثر من غيرها، على سبيل المثال: هل الأشخاص المصابون بالقلق أو الاكتئاب أو لديهم تاريخ من تعاطي القنب حققوا فوائد أكثر من استخدام المخدر مقارنةً بالمرضى الذين لا يملكون هذه العوامل الإضافية؟ وختمت الدكتورة إريكا راين بالقول: «لا تجيب الدراسات المنشورة على أسئلة دقيقة مثل هذه».

اقرأ أيضًا:

حقيقة أم خرافة؟ الحشيش يعالج السرطان

الخصائص المضادة للأورام الموجودة في الحشيش

إعداد: د. محمد الأبرص

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر