بعد أكثر من 30 عامًا أصبح موقع كارثة تشرنوبل النووية لعام 1986 آمنًا كفاية لزيارة البشر من جديد وإن كان لفترة وجيزة، لكن حريقًا في إحدى الغابات المجاورة تسبب في ارتفاع مستوى الإشعاع إلى 16 مرة، وهذا ضعف المستويات النموذجية في المنطقة.

المشكلة هنا أن هذه الحرائق تحرر الإشعاع المدفون سلفًا في تربة الغابات وأوراقها وخشبها حول منطقة تشرنوبل المحظورة، والتي يبلغ طولها 30 كيلومترًا، فقد أصبح التجول حول هذه الغابات لفترات قصيرة مرة أخرى آمنا نسبيًا، إلا أن ذلك تغير بشكل كبير عندما بدأ الحريق.

ارتفاع مستوى الإشعاع إلى ستة عشر ضعفا حول تشرنوبل بسبب حرائق الغابات المجاورة - ارتفاع نسبة الإشعاع إلى 16 مرة في تشيرنوبل

وفقًا لتقرير من وكالة أسوشييتد بريس اندلع حريق بالقرب من قرية فولدميريفكا يوم السبت 4 نيسان/ أبريل، وانتشر في النهاية ليغطي أكثر من 100 هكتار، والأسوأ من ذلك على ما يبدو أن الحريق متعمد.

وما يزال حريقان منفصلان مستمرين حتى يوم الاثنين 6 نيسان/ أبريل رغم استدعاء أكثر من 100 رجل إطفاء إلى الموقع، وقد استدعيت طائرات ومروحيات لتوفير الماء.

وأظهرت قراءات مستوى الإشعاع بالقرب من مركز الحريق 2.3 ميكروسيفرت في الساعة، ما يعتبر أعلى بكثير من الحد المتوقع في المنطقة عادةً وهو 0.14، بينما أقصى مستوى آمن للبشر هو 0.5.

كان الدمار واسع النطاق، وانطلقت العديد من النظائر المشعة، ومع ذلك حرصت السلطات الأوكرانية على أن تكون الأحياء المجاورة البعيدة عن النار آمنة.

ووفقًا لما ذكره رئيس خدمة التفتيش البيئي في أوكرانيا إيجور فيرسوف فإنه من الآمن الخروج وفتح النوافذ في العاصمة كييف على بعد حوالي 100 كيلومتر من موقع محطة الطاقة الأصلي.

وقد حذر الخبراء من مخاطر حرائق الغابات حول تشيرنوبيل لعدة سنوات، ويدعو المسؤولون إلى فرض قيود أقوى للوصول إلى المنطقة وغرامات أشد لمن يحاول إشعال حريق عمدًا. لكن حرائق كهذه كانت شائعة دائمًا في المنطقة التي تحيط بموقع الكارثة السابق بمساعدة بشرية مباشرة أو من غيرها.

درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ تعني أن الغطاء النباتي يجف في وقت تنخفض فيه معدلات التحلل أيضًا، وربما يكون ذلك بسبب الإشعاع الذي يقتل الحشرات والكائنات الدقيقة التي من شأنها أن تساعد عادةً في انهيار المواد العضوية القديمة وتحللها.

لا تتأثر الحياة النباتية التي تنمو في جميع أنحاء منطقة الحظر بالإشعاع بالطريقة نفسها التي تتأثر بها الحيوانات، وذلك بفضل هيكلها البيولوجي المختلف والأكثر قابلية للتكيف، فيمكن للنباتات أن تستبدل الخلايا والأنسجة الميتة بسهولة أكبر من الحيوانات.

اقرأ أيضًا:

كارثة فوكوشيما النووية

كيف تنشأ حرائق الغابات؟

ترجمة: أسامة ونوس

تدقيق: عبد الله كريم

المصدر