قد يشعر الناس أحيانًا بالحاجة إلى التغوط مباشرة بعد تناول الطعام، حينها قد يشعر الشخص وكأن الطعام يمر من خلاله مباشرة. لكن الأمر ليس كذلك.

في الواقع، يمكن أن يستغرق الأمر من يوم إلى يومين قبل أن ينهي الطعام رحلته عبر الجهاز الهضمي للإنسان، ولهذا من المحتمل أن من يتغوط بعد فترة وجيزة من تناول الطعام يتبرز ما أكله قبل يوم أو يومين.

السبب الأكثر احتمالًا للحاجة إلى التغوط مباشرة بعد تناول الطعام هو المنعكس المعدي القولوني. هذه الاستجابة هي رد فعل طبيعي لا إرادي لدخول الطعام للمعدة. ومع ذلك، قد تختلف شدة المنعكس المعدي القولوني من شخص لآخر.

سنوجز في هذا المقال ما يحدث خلال المنعكس المعدي القولوني ونناقش الحالات التي يمكن أن تزيد من شدته. ونوضح أيضًا العوامل الغذائية ونمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة في التغوط مباشرة بعد تناول الطعام.

لماذا يحدث هذا وهل هو طبيعي؟

المنعكس المعدي القولوني هو رد فعل طبيعي لا إرادي للأغذية التي تدخل المعدة.

لماذا أتغوط بعد تناول الطعام مباشرة؟ هل هناك مشكلة صحية - التغوط مباشرة بعد تناول الطعام - المنعكس المعدي القولوني - مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي

عندما يدخل الطعام إلى هذا العضو، يطلق الجسم هرمونًا يسبّب انقباض القولون. تعمل هذه الانقباضات على تحريك الطعام المتناول مسبقًا من خلال الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى الرغبة في قضاء الحاجة.

عند بعض الناس، يكون المنعكس المعدي القولوني خفيفًا ولا يسبب أي أعراض. لكنه في حالات أخرى يكون قويًا للغاية، وقد تكون الرغبة في التغوط شديدة خاصة بعد تناول الطعام.

الحالات التي يمكن أن تؤثر على المنعكس المعدي القولوني

يمكن أن تؤثر بعض الحالات الصحية على المنعكس المعدي القولوني. على سبيل المثال، يمكن أن تتسبب متلازمة القولون العصبي (IBS) في نقل الطّعام بشكل أسرع عبر الجهاز الهضمي.

تشمل الحالات الأخرى المسبّبة لقضاء الحاجة بسرعة أكبر من المتوسط:

  •  الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام.
  •  القلق.
  •  التهاب المعدة.
  •  الداء البطني.
  •  داء الأمعاء الالتهابي.
  •  داء كرون.

كل الحالات المذكورة أعلاه قد تزيد من شدة المنعكس المعدي القولوني، مما يسبّب الرغبة في التغوط بعد تناول الطّعام بوقت قصير. وقد تؤدي أيضًا إلى ظهور أعراض هضمية إضافية، مثل:

  •  الانتفاخ الذي يهدأ بعد إطلاق الريح أو قضاء الحاجة.
  •  الحاجة المتكررة لإطلاق الريح.
  •  ألم بطني أو عدم ارتياح.
  • مخاط في البراز.
  •  الإسهال.
  •  الإمساك.
  •  الإسهال والإمساك بالتناوب.

المنعكس المعدي القولوني مقابل سلس البراز

سبب آخر محتمل للشعور بالحاجة إلى التغوط هو سلس البراز. وتتراوح الحالة في شدتها بين المعتدلة والفقدان الكامل للسيطرة على الأمعاء.

من السهل نسبيًا تمييز سلس البراز عن تأثيرات المنعكس المعدي القولوني الشديدة للطعام. على وجه التحديد، يمكن أن يحدث سلس البراز في أي وقت. وليس فقط بعد تناول الطعام.

قد يصاب الشخص بسلس البراز لأسباب مختلفة، منها:

  •  الإسهال.
  •  تلف الأعصاب في المستقيم.
  • العضلات المتضررة في المستقيم.
  •  تلف جدران المستقيم.
  •  القيلة المستقيمية.
  •  هبوط المستقيم.

يتوجّب على الأشخاص الذين يشعرون بالقلق من احتمالية معاناتهم من سلس البراز زيارة طبيبهم للتشخيص. يمكن للطبيب شرح العديد من الطرق المختلفة لعلاج سلس البراز والتحكم به.

المنعكس المعدي القولوني مقابل الإسهال بعد تناول الطعام

من غير المحتمل أن تكون نوبة الإسهال التي تعقب تناول الوجبة مرتبطة بالمنعكس المعدي القولوني.

الإسهال هو حالة شائعة تستمر عادة لمدة يوم أو يومين فقط. ومع ذلك، يمكن أن يشير الإسهال الذي يستمر لمدة أسبوع أو أكثر إلى مشكلة صحية كامنة.

تشمل بعض الأسباب الشائعة للإسهال المستمر ما يلي:

  •  الاستهلاك المفرط للمحليات الاصطناعية والملينات الأخرى.
  •  البكتيريا والطفيليات المنقولة عبر الغذاء.
  •  عدم تحمل الطعام.
  •  حساسية الطعام.
  •  اضطرابات هضمية.
  •  عدوى فيروسية.
  •  جراحة البطن السابقة، مثل إزالة المرارة.

متى يجب مراجعة الطبيب

المنعكس المعدي القولوني هو رد فعل طبيعي للأغذية التي تدخل المعدة. في معظم الحالات، لا يتطلب الأمر زيارة الطبيب.

ومع ذلك، يجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا واجه ما يلي:

  •  استجابات معديّة شديدة ومتكررة للطعام.
  •  إسهال يدوم أكثر من يومين.
  •  أعراض معديَّة أخرى.

يمكن أن تشير الأعراض المذكورة أعلاه إلى مشكلة صحية كامنة محتملة.

العلاج والوقاية

بما أن المنعكس المعدي القولوني هو رد فعل جسدي طبيعي، فإنه لا يتطلب علاجًا فعليًا. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها للمساعدة في تقليل شدة المنعكس المعدي القولوني والحاجة المصاحبة للتغوط.

اطلب العلاج لحالات الجهاز الهضمي الكامنة

يجب زيارة الطبيب إذا كانت هناك أعراض معديّة أخرى ترافق الرغبة في التغوط بعد تناول الطعام. اعتمادًا على مدة وشدة هذه الأعراض، قد يجري الطبيب فحوصات لتشخيص أي حالات صحية كامنة. وفي حالة وجود مشكلة كامنة، قد يساعد علاجها في تقليل شدة المنعكس المعدي القولوني.

تغيير النظام الغذائي

من المحتمل أن تتسبب بعض الأطعمة في استجابة معدية قولونية قوية أكثر من غيرها، وتشمل:

  •  الأطعمة الدهنية.
  •  منتجات الألبان.
  •  الأطعمة الغنية بالألياف.

يمكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكرات الطعام على تحديد الأطعمة التي قد تكثف الاستجابة المعدية القولونية. يجب أن تحتوي اليوميات على سجل للأطعمة التي يتم تناولها، بالإضافة إلى الاستجابة الهضمية للأطعمة. بمجرد تحديد نوع الطعام الذي قد يكون مسببا لذلك، يجب تجنبه مؤقتًا لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تتحسن.

معالجة الضغط / التوتر

بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يزيد الضغط من شدة المنعكس المعدي القولوني. قد يستفيدون من الأنشطة المساعدة على تقليل التوتر مثل التمارين الرّياضيّة والتأمل.

ملخص

عادة ما يكون قضاء الحاجة بعد الوجبة مباشرة نتيجة المنعكس المعدي القولوني، وهو رد فعل جسدي طبيعي للأطعمة التي تدخل المعدة.

سيعاني الجميع تقريبًا من تأثيرات المنعكس المعدي القولوني من وقت لآخر. ومع ذلك، يمكن أن تختلف شدته بين الأفراد. يمكن أن تساعد بعض أساليب نمط الحياة على تقليل الرغبة في التغوط بعد تناول الوجبة.

يجب زيارة الطبيب في حالة وجود من إسهال أو أعراض معدية أخرى بعد تناول الوجبة. يمكن أن تشير هذه الأعراض إلى مشكلة صحية كامنة تتطلب عناية طبية.

اقرأ أيضًا:

السلس البرازي

متلازمة القولون المتهيج: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ماريانا عادل

تدقيق: سميّة بن لكحل

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر