وفقًا لبحث جديد أُجري في الجامعة الوطنية الأسترالية ANU ومعهد ميردوخ لبحوث الأطفال MCRI، أظهر أطفال المدارس الذين يتعرضون للتمييز العنصري علامات خطورة مرتفعة لحدوث بعض الأمراض القلبية الأيضية cardiometabolic disease في وقت لاحق من حياتهم، مثل داء السكري أو أمراض القلب والأوعية أو السكتة الدماغية.

هذه الدراسة الأولى من نوعها التي بحثت في العلاقة بين تعرض طلاب المدارس الابتدائية في أستراليا للتمييز العنصري ، وظهور مجموعة من علامات الخطورة التي تدل على حدوث الأمراض القلبية الأيضية، مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم والالتهاب، وأظهرت النتائج صحة هذه الدراسة ووجود علاقة فعلًا بين الأمرين.

التمييز العنصري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية - علامات خطورة مرتفعة لحدوث بعض الأمراض القلبية الأيضية

قالت نعومي بريست Naomi Priest، الباحثة الرئيسة وأستاذة مساعدة في الجامعة الوطنية الأسترالية ومعهد ميردوخ لبحوث الأطفال: «إن الأمراض القلبية الأيضية هي السبب الأساسي للمرضى والوفيات عند البالغين على مستوى العالم، لكن دراسة الروابط بين تجارب الأطفال في موضوع تعرضهم للتمييز العنصري وخطر إصابتهم مستقبلًا بالأمراض القلبية الأيضية هي مجال مهم لم يُستكشف بعد».

يوميًا يتعرض العديد من الأطفال والشباب الأستراليين -سواء من السكان الأصليين أو الأقليات العرقية- إلى التمييز العنصري.

أكثر من 120 طالبًا من فيكتوريا شاركوا في هذه الدراسة، إذ أُجريت لهم مجموعة من الفحوصات التي تبحث عن علامات الخطورة للأمراض القلبية الأيضية، مثل قياس مؤشر كتلة الجسم BMI، وقياس محيط الخصر، ونسبة الوزن إلى الطول، وقياس ضغط الدم، ومجموعة من العلامات الالتهابية.

أُبلغ أن نحو 47% من الأطفال من السكان الأصليين والأقليات العرقية (بما في ذلك سكان جزر المحيط الهادئ، والماوري، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا) قد تعرضوا للتمييز العنصري في حادثتين أو أكثر، ووُجد لاحقًا أنهم عانوا زيادة مؤشر كتلة الجسيم، ومحيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وظهرت عندهم بعض العلامات الالتهابية.

يجب أن تُعزز هذه الموجودات مدى الحاجة المستمرة للتصدي للتمييز العنصري، واعتباره مؤشرًا هامًا لخطر حدوث الأمراض المزمنة لاحقًا، ويجب أن تُعزز ضرورة معالجة النتائج الناجمة عن هذه الأمراض وحلّ الأعباء الظالمة التي فُرضت بسببها ومعالجتها، خاصةً عند السكان الأصليين والأقليات العرقية.

معالجة العنصرية و التمييز العنصري تُعد أولوية حاسمة لضمان وجود مجتمع عادل ومنصف للجميع، ويجب أيضًا الانتباه إلى موضوع صحة السكان وتفاوت الرعاية الصحية بينهم.

اقرأ أيضًا:

التجارب العنصرية المتكررة تعد الأكثر ضررا على الصحة العقلية

هل السمنة وأمراض القلب والداء السكري معدية؟

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر