ماهي الوجودية؟

الوجودية بالمعنى الشامل هي فلسفة القرن العشرين، التي تتمحور حول تحليل الوجود، والطريقة التي يجد بها البشر أنفسهم في العالم، إذ يوجد الإنسان أولاً ثم يقضي كل فرد حياته في تغيير جوهره أو طبيعته.

بعبارات أبسط، فإن الوجودية فلسفة تهتم بإيجاد الذات ومعنى الحياة، من طريق الإرادة الحرة والاختيار والمسؤولية الشخصية، وأن الناس يبحثون عن هويتهم وماهيتهم طوال حياتهم، ويتخذون خياراتهم على أساس تجاربهم ومعتقداتهم ونظرتهم إلى الأمور، ومن ثم تصبح الخيارات الشخصية فريدة من نوعها، دون الحاجة إلى شكل موضوعي من أشكال الحقيقة، إذ يعتقد الوجودي أنه يجب على الإنسان أن يختار وأن يتحمل المسؤولية، دون الاستناد إلى قوانين أو قوميات أو تقاليد.

تحليل الوجود، والطريقة التي يجد بها البشر أنفسهم في العالم - الفلسفة الوجودية - إيجاد الذات ومعنى الحياة - حرية الارادة البشرية

الوجودية ، ما تتضمنه وما لا تتضمنه

تتضمن الوجودية مفاهيم أساسية، منها:

  1.  حرية الارادة البشرية.
  2.  أن طبيعتنا البشرية تُحدَّد من طريق خياراتنا في الحياة.
  3.  أن الشخص الجيد هو الذي يكافح ضد الطبيعة الشخصية ويقاتل من أجل الحياة.
  4.  أن القرارات لا تخلو من الضغوط والعواقب.
  5.  توجد أشياء غير عقلانية.
  6.  حتمية الانضباط والمسؤولية الشخصية.
  7.  أن المجتمع غير طبيعي، وأن قواعده سواء الدينية أو العلمانية تعسفية وتقليدية.

تُعرَّف الوجودية تعريفًا شاملًا بمجموعة متنوعة من المفاهيم، ومن الصعب تحديد ما هيتها في عبارة محددة، لكنها لا تتضمن أيًا مما يلي:

  1.  أن الثروة أو المتعة أو التكريم تحقق الحياة الرغيدة.
  2.  أن القيم الاجتماعية وهياكلها هي من تتحكم في الفرد.
  3.  القبول بما هو كافٍ للحياة.
  4.  أنه يمكن تحقيق حياة أفضل من طريق العلم.
  5. أن الناس في الأساس طيبون، لكن المجتمع وعوامله الخارجية أفسدتهم.
  6.  عقلية: (أريد طريقي حالًا) أو (إنها ليست غلطتي)!

تحليل الوجود، والطريقة التي يجد بها البشر أنفسهم في العالم - الفلسفة الوجودية - إيجاد الذات ومعنى الحياة - حرية الارادة البشرية

توجد مجموعة واسعة من الأيديولوجيات الفلسفية والدينية والسياسية التي تشكل الوجودية، وعلى هذا فلا يوجد اتفاق شامل بين مجموعة غير متجانسة من المثل والمعتقدات، فالسياسات تتباين، لكن يسعى كل منها إلى تحقيق أكبر قدر من الحرية الفردية للناس داخل المجتمع.

الوجودية وأثرها في المجتمع

نشأت الافكار الوجودية في زمن ساد فيه شعور عميق باليأس بعد الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، لتمثل روحًا من التفاؤل في مجتمع دمرته الحرب العالمية الأولى ومصائب أواسط القرن. عبر الفلاسفة الوجوديون عن هذا اليأس في فترة سبعينيات القرن العشرين، وما زال هذا اليأس مستمرًا حتى يومنا هذا بوصفه منهجية للتفكير (مع حرية اختيار نظام العقيدة الأخلاقية المفضلة ونمط الحياة).

قد تكون الوجودية دينية أخلاقية، أو لا أدرية نسبية، أو ملحدة لا أخلاقية. ويرجع ذلك إلى كيركجارد الفيلسوف المتدين، ونيتشه المُعادي للمسيحية، وسارتر وكامو الملحدَيْن، في أعمالهم وكتاباتهم عن الوجودية. ويُعَد سارتر أكثر من جذب الاهتمام إلى الوجودية في القرن العشرين.

يتفق كل هؤلاء أساسًا على أن حياة الانسان ليست كاملة، بسبب الألم والخسائر المرتبطة بافتقار المرء إلى الكمال والقوة والسيطرة على حياته. ومع الاتفاق على أن الحياة ليست مُرضية تمامًا، فهي تتضمن مغزىً ما، لذلك فإن دور الوجودية هو البحث عن الذات وعن المعنى الشخصي الحقيقي للحياة.

يعتقد الوجودي أنه إذا حاول شخص أو مجتمع ما فرض قبول معتقداته أو قيمه أو قواعده وطاعتها، فإن هذا يدمر الذاتية ويجرد الشخص من إنسانيته ويحوله إلى شيء لا قيمة له، وتؤكد الوجودية أن تحكم المرء في ذاته هو العامل الأهم في تحديد ما يجب عليه أن يصدقه، وليس القيم العالمية سواءً الدينية أو حتى العلمانية.

اقرأ أيضًا:

رمسيس الثاني

الأساطير وعلم الفلك: من مظاهر الحضارة اليونانية القديمة

ترجمة: فارس علام

تدقيق: رزوق النجار

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر