إن حماية بياناتك الشخصيّة أمرٌ مهم جدًا لضمان عدم الوصول إليها من أطراف ثالثة قد تستخدمها استخدامًا خاطئًا. تمتلك الهواتف المحمولة الكثير من نقاط الضعف تجاه الفيروسات والبرمجيّات الخبيثة لكنها تبقى أكثر أمانًا من الحواسيب.

اجتاحت الحواسيب حياتنا بكل مفاصلها وأصبحت موجودة في كل مكان تقريبًا؛ فهي تُستخدم في وسائل الإعلام والدوائر الحكومية وأنظمة التعليم والكثير من مجالات الحياة الأخرى. في البداية، استخدمت الشركات الكبرى حواسيب بحجم غرفة كاملة، لكن مع التطور الكبير تقلّص هذا الحجم حتى أصبح مناسبًا لجيوبنا!

أيضًا حمل هذا التطور معه مخاطر عظيمة بسبب تمكُّن بعض الأطراف من زرع برمجيات خبيثة تؤدي إلى فوضى ومشاكل للمستخدم خاصة أن أكثر الناس تعتمد على أتمتة مهامها رقميًا ابتداءً من أكبر المتطلبات وانتهاءً بأدقها. لقد تزامن ظهور هذه البرامج الضارة مع بدء ظهور الحواسيب الشخصية، لكن هل الهواتف الذكية آمنة من هذه الفيروسات؟

هل تصاب الهواتف الذكية بالفيروسات؟ - زرع برمجيات خبيثة تؤدي إلى فوضى ومشاكل للمستخدم - الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل - منصة آندرويد - نظام آندرويد

ما هو فيروس الكمبيوتر؟

اشتُق اسم فيروس الكمبيوتر من الفيروسات الطفيلية الموجودة في الطبيعة لأنه يشبه في خصائصه الفيروسات الطبيعية؛ إذ ينسخ نفسه أو يُعدِّل برامج معينة في جهاز الضحيّة. تنشأ الفيروسات من طريق الهندسة العكسية للثغرات الأمنية الموجودة في أنظمة التشغيل ثم خداع الشخص لتثبيتها.

يختلف مدى الضرر الذي يمكن للفيروسات إلحاقه بجهاز الضحية من ضرر خفيف إلى أضرار جسيمة وكارثية؛ فقد يجعل مفتاحًا ما على لوحة المفاتيح غير قابل للعمل وهو أمرٌ مُحبط لكنه لا يؤدي إلى فقدان معلومات هامّة. في المقابل تستطيع الفيروسات إلحاق أضرار كبيرة جدًا، مثل منع تثبيت تطبيقات جديدة أو منع التطبيقات الحالية من العمل أو حذف بيانات المستخدم بالكامل بما في ذلك النسخ الاحتياطية ومحركات الأقراص الثابتة ويمكنها اختراق كافة المعلومات الشخصية والمالية.

تاريخيًّا يُعتبر نظام ويندوز المستهدف الأول من قبل الفيروسات بحكم انتشاره الواسع، ومؤخرًا واجه نظام أبل تحديات مماثلة؛ فالمخترقون يواصلون ابتكار أساليب جديدة لاختراق أنظمة التشغيل ما يتسبب بأضرار وخسائر مالية فادحة سواء للأفراد أو الشركات.

كيف تؤثر الفيروسات على الحواسيب؟

في ظل التطور العلمي الكبير وتحديث أنظمة الحماية أصبح من الصعب على المخترقين أو الهاكرز استغلال الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل والتلاعب بها، وأصبح العائق الوحيد أمامهم هو تثبيت الفيروسات في جهاز الضحية؛ لذلك يعملون بِمكرٍ وبأساليب مبتكرة لخداع المتلقي كإرسال رسالة بالبريد الإلكتروني تحتوي على رابط لربح جائزة قيّمة أو رابط تحميل لبرنامج مجاني كان يبحث عنه المستخدم أو قد تكون إضافة لبرنامج معروف وآمن وعند الضغط على هذه الروابط يتمكن الهاكرز من اختراق نظام التشغيل والوصول إلى المعلومات.

بعد تثبيت الفيروسات على جهاز الضحية تعمل مثل أدوات الوصول عن بعد (RAT: Remote Access Tools) التي توفر إمكانية الوصول إلى جميع وظائف النظام، يبدو هذا كارثيًّا إذ يسمح لهم بالوصول لكافة المعلومات الشخصية والبيانات الخاصة بالمستخدم بالإضافة إلى الوصول لكاميرا المستخدم وتصوير البيئة المحيطة ثم ابتزازه للحصول على المال أو بيع هذه المعلومات في أماكن مختلفة.

إن الهواتف الذكيّة كما اتضح لاحقًا لا تتأثر بالفيروسات التقليدية التي تصيب أجهزة الكمبيوتر، لكن توجد فيروسات تتمكن من إلحاق الضرر بنظام التشغيل الخاص بالهاتف المحمول وتوجد طرائق متعددة لاختراقه.

كيف تؤثر الفيروسات على الهواتف الذكيّة؟

يُعتبر تثبيت التطبيقات على الهاتف المحمول أكثر أمانًا من تثبيتها على جهاز الكمبيوتر؛ ويعود ذلك إلى أن منصة آندرويد (متجر جوجل بلاي) ومنصة أبل (متجر آبس) تفحصان التطبيقات قبل السماح بنشرها وتفرض على جميع مطوري البرامج اتباع إرشادات أساسيّة من أجل سلامة الاستخدام، وهذا ما يُميز الهواتف الذكية ويجعلها آمنة بالنسبة للحواسيب.

بالمقارنة بين نظاميّ التشغيل آندرويد وأبل يظهر أن نظام آندرويد أضعف في مجال الحماية لأنه نظام مفتوح المصدر يُتيح لأي شخص الاطلاع على الشيفرة المصدرية أو كود المصدر وتحديد نقطة هجوم خبيث مُحتمل، لكن شركة آبل لا تسمح لأحد بمعرفة كود المصدر الخاص بأنظتها.
بعكس نظام أبل، يسمح نظام آندرويد للمستخدم بتثبيت تطبيقات من جهات غير معروفة -من خارج متجر جوجل- وعلى الرغم من أنه ليس إعدادًا افتراضيّا فإنه يمكن للمستخدم تغييره، ما يفتح الباب لتطبيقات وبرمجيات خبيثة قد تصل إلى جميع بيانات المستخدم.

في الوقت الحالي، تُستخدم الطريقة الشائعة بالنسبة لاختراق الحواسيب في اختراق الهواتف الذكيّة؛ وهي إرسال روابط تحتوي على برمجيّات خبيثة تفتح قناة اتصال بين المُخترق والضحيّة ومن طريق هذا الاتصال يُمكن للمخترق إيجاد طريقة لاختراق الجهاز، ويُعتبر تحميل المحتوى من الإنترنت سببًا في إصابة الهواتف بالفيروسات أيضًا.

نصائح للحفاظ على هاتفك آمنًا

أصبحت الهواتف جزءًا لا يتجزأ من حياتنا ومن طريقها تجري الكثير من التحويلات المالية وعمليات تخزين البيانات الخاصة والسريّة، لذلك من المهم جدًا الحفاظ على هاتفك آمنًا بما يكفي من أي محاولة اختراق أو تخريب.

أولًا، وقبل كل شيء، لا تثبت تطبيقات من جهات غير معروفة وإذا اضطُررت إلى ذلك انظر إلى مطور التطبيق وابحث عن برامج مشابهة أنشأها وتحقق من كونها برامج مشبوهة أو في موضع شك، وإذا كنت تستخدم نظام آندرويد لا تعبث أو تُغيِّر الأشياء التي لا تفهمها؛ إذ يتيح هذا النظام للمستخدم وصولًا كاملًا للإعدادات؛ ما يُعرضه للخطر أكثر.

لا تفتح الرسائل أو الروابط المشبوهة لأنها قد تحمل خطرًا كبيرًا على جهازك، ولا تحمل محتوًى من مواقع إنترنت غير آمنة، وتصفح المواقع المعروفة والآمنة فقط. بالإضافة إلى ذلك، لا توصل هاتفك المحمول بأجهزة أخرى غير آمنة قد تنقل إليك برمجيات ضارّة، وتأكد من تثبيت برنامج مكافحة الفيروسات أيضًا!

اقرأ أيضًا:

البينتاغون يدعو قراصنة الإنترنت “الهاكرز” إلى مهاجمة مواقعه!

كيف تقلص حجم الحواسيب من حجم غرفة إلى حواسيب بحجم ظفر الأصبع

ترجمة: بيان علي عيزوقي

تدقيق: عون حدّاد

المصادر: 1 2 3 4 5