ما هي العلاقة المفتوحة بالضبط؟ يعتمد الأمر على من يجيب عن هذا السؤال، فللعلاقة المفتوحة تعريفان مختلفان. يقول التعريف الأول إن العلاقة المفتوحة مصطلح يشمل كل العلاقات غير الأحادية، مثل شبه الأحادية، أو علاقات الأشخاص المتفقين على ألا تكون علاقتهم حصرية، ومتعددي الأحباء، إذ تعني العلاقة الأحادية علاقةً مُغلقة، وكل ما سوى ذلك يُعَد علاقات مفتوحة.

التعريف الثاني (الأكثر شيوعًا)، يقول إن العلاقات المفتوحة هي نوع من العلاقات غير الأحادية، وتندرج تحت المظلة الأخلاقية للعلاقات غير الأحادية.

المُعتاد أن العلاقات المفتوحة تحدث بين شخصين تربطهما علاقة بالأساس، ثم اتفقا على الانفتاح جنسيًا بعلاقتهما، لكن دون ارتباط عاطفي.

لذلك يعني مصطلح (العلاقة المفتوحة) عادةً أن العلاقة خارج إطار فكرة (شخص واحد يعني لي كل شيء)، أو العلاقة الأحادية، لكن قد يختلف التعريف بين شخص وآخر.

كل ما تحتاج إلى معرفته عن العلاقات المفتوحة - الرغبة في وجود علاقة حب أو علاقة حميمة مع أكثر من شخص في الوقت ذاته، برضا كل الأطراف

هل العلاقة المفتوحة هي نفسها العلاقة المتعددة؟

وفقًا لليز باول، الطبيبة النفسية والمرشدة الجنسية، فإن تعريف العلاقة المتعددة هو: ممارسة علاقة، أو الرغبة في وجود علاقة حب أو علاقة حميمة مع أكثر من شخص في الوقت ذاته، برضا كل الأطراف.

لذلك تختلف العلاقة التعددية عن العلاقة المفتوحة، لأن الحب أو العلاقات العاطفية مع أكثر من شخص أمر مسموح في العلاقة التعددية، لكن ذلك ليس شرطًا في العلاقات المفتوحة.

توضح المرشدة الجنسية دافيا فروست أن الأشخاص متعددي الأحبة غالبًا ما يعدون الأمر جزءًا لا يتجزأ من هويتهم، مثلما يعد بعض الأشخاص المثلية أو اللاجنسية جزءًا من هويتهم، في حين لا يشعر الأشخاص في العلاقات المفتوحة أن كونهم في علاقة غير أحادية هو جزء من هويتهم.

العلاقة المفتوحة ليست كالخيانة!

إن ممارسة الجنس أو العلاقات العاطفية مع أشخاص آخرين في العلاقات المفتوحة أمر مُتفق عليه، وفي حين تعد الخيانة أمرًا لا أخلاقي، فإن العلاقات المفتوحة -في شكلها الصحيح- تُعَد أخلاقية.

ما الدافع لوجود مثل هذه العلاقة؟

يدخل الأشخاص في علاقة مفتوحة، لأنهم يظنون أنها ستجلب لهم المزيد من السعادة أو الفرح أو الحب أو الرضا أو النشوة أو الحماس، أو كل ما سبق.

بعض الأسباب التي قد تدفعك للدخول في علاقة مفتوحة:

  •  لديك وشريكك قدر كبير من الحب لتقديمه، وتعتقدون أنه بإمكانكما حب أكثر من شخص في آن واحد.
  •  تريد اكتشاف توجهك الجنسي أو تجربة علاقة جنسية مع شخص من جندر مختلف.
  •  لديك وشريكك تباين في مقدار الرغبة الجنسية.
  •  أحد الشريكين لا جنسي أو غير مهتم بالجنس، والآخر يرغب في ممارسة الجنس.
  •  لدى أحد الشريكين تخيل معين يرغب في استكشافه، ليس لدى الطرف الآخر أي اهتمام به.
  •  معرفة أن شريكك يمارس الجنس مع شخص آخر تثيرك.

كيف تعرف إذا كان ذلك مناسبًا لك؟

لسوء الحظ فإن معرفة هل العلاقة المفتوحة مناسبة لك ليس بسهولة إجراء اختبار عبر الإنترنت واكتشاف النتيجة ببساطة.

  •  ابدأ بتحديد سبب العلاقة الأحادية التي تعيشها وما يعنيه ذلك لك، وما الرسائل حول العلاقة الأحادية التي تلقيتها في أثناء نشأتك؟
  •  حدد مدى اهتمامك بفتح علاقتك وسبب هذا الاهتمام. هل لأنك طورت مشاعر تجاه شخص آخر وترغب في التصرف حيالها، أم أن لديك الكثير من الاحتياجات التي قد تتطلب أكثر من شخص لتلبيتها؟
  •  اسمح لنفسك أن تتخيل كيف ستبدو حياتك إن كنت في علاقة مفتوحة، غُص في التفاصيل، أين ستعيش؟ هل ترغب في إنجاب أطفال؟ هل سيكون لشريكك أيضًا شركاء آخرون؟ ما أنواع الجنس والحب التي سوف تستكشفها؟ كيف يجعلك هذا التخيل تشعر؟
  •  تعرف بعد ذلك على المزيد حول العلاقات غير الأحادية الأخلاقية، اقرأ عن العلاقات المفتوحة وأدب متعددي الأحباء، اذهب إلى مجموعات متعددي الأحباء، وتابع الأشخاص الذين يمارسون العلاقات غير الأحادية الأخلاقية أو العلاقة التعددية على إنستغرام وتويتر.

هل للعلاقة المفتوحة أي مزايا؟

نعم، فهي تعني عادةً المزيد من الجنس!

تشرح الدكتورة دانا ماكنيل الطبيبة والمعالجة الأسرية في سان دييجو- كاليفورنيا، أنه حتى إذا عدت بعد ذلك إلى العلاقة الأحادية، فإن ممارسة العلاقة غير الأحادية الأخلاقية فترةً يساعد الأفراد على صقل مهاراتهم في حل المشكلات والتواصل ورسم الحدود.

تقول ماكنيل: «يساعد هذا النوع من العلاقات الناس على تحديد رغباتهم واكتشاف احتياجاتهم الحقيقية».

هل من مساوئ لنأخذها بعين الاعتبار؟

لا توجد مساوئ للعلاقات المفتوحة في حد ذاتها، لكن وجود دوافع خاطئة قد يؤدي إلى حدوث تلك المساوئ.

تقول باول: «قد تساهم العلاقة غير الأحادية في تفاقم المشاكل الشخصية الموجودة سلفًا، ومشاكل العلاقة نفسها. إذا كنت سيئًا في التواصل مع شريكك، فإن الاضطرار إلى التواصل بعمق مع المزيد من الأشخاص حول المزيد من المواضيع سيزيد من العواقب السيئة المترتبة على سوء التواصل مع عدة شركاء».

وكذلك إذا كنت تميل إلى أن تكون غير أمين أو متلاعب أو غيور أو أناني، فبدلًا من أن يعاني شخص واحد فقط عواقب هذا السلوك، سيتأثر العديد من الأشخاص.

تضيف باول: «لن تُصلح العلاقة غير الأحادية علاقتك إذا كان الأساس غير مستقر». لذا إن كان سبب اتجاهك إلى العلاقة المفتوحة هو وجود مشاكل في العلاقة من الأساس، فمن المحتمل أن يؤدي الأمر إلى الانفصال.

كيف يمكنك طرح الموضوع مع شريكك الحالي؟

لا تحاول (إقناع) شريكك بالدخول في علاقة مفتوحة، بل ابدأ بالتعبير عن نفسك ورغباتك، مثلًا: «كنت أقرأ عن العلاقات المفتوحة، وأعتقد أنني قد أرغب في تجربتها، هل تمانع إجراء محادثة حول فتح علاقتنا؟»، أو: «كنت أفكر في مسألة ممارسة الجنس مع أشخاص آخرين، وأعتقد أنني أرغب في استكشاف ذلك. هل فكرت يومًا في ممارسة علاقة مفتوحة؟».

إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون علاقتكما مفتوحة ولم يرتح شريكك للفكرة تمامًا، فقد يكون ذلك نوع من عدم التوافق بينكما يصعب التغلب عليه.

كيف يمكنك معرفة المزيد عن الموضوع؟

إذا كان لديك أصدقاء يمارسون علاقة غير أحادية، فقد يكون من المفيد التحدث معهم حول ما تبدو عليه العلاقة، وكيف وضعوا حدودهم الخاصة، وكيف يتعاملون مع مسألة الغيرة.

اقرأ أيضًا:

كيف تتخطى العلاقات الأسرية المكسورة

طريقة جديدة لحل مشاكلك العاطفية: بحث يظهر أهمية الذاكرة الجيدة في تحسين العلاقات العاطفية

ترجمة: شهد نداف

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر