عندما نسمع كلمة «متسلّط» تتبادر إلى أذهاننا صورة طالب متنمر في باحة المدرسة، أو شخص يلقي أوامره بعنف على الآخرين لينفذوا له ما يريد. إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون السلوك المُتسلط بهذا الوضوح، فهناك صفات للتسلط قد لا تخطر على بالنا، ولا يقتصر التسلط على العلاقات العاطفية، فقد يكون الشخص المتسلط زميلًا في العمل أو مديرًا أو فردًا من العائلة أو صديقًا أو شخصًا غريبًا حتى.

لو شعرتَ بالإهانة أو الدونية أو الحرج في كل مرة تتعامل فيها مع شخص ما، ينبغي لك أن تبتعد عنه وأن تراجع نوعية الأشخاص الذين تتعامل معهم في حياتك.

إليك اثنتا عشرة صفة للشخص المتسلط:

1. يلقي اللوم على الآخرين:

يأخذ الشخص المتسلط دور الضحية دومًا، فيلومك على أتفه الأشياء التي لا علاقة لك بها أصلًا. وعند حدوث مشكلة ما يجعلك تصدق أنك المسؤول، وقد تسمع في حديثك معه عبارات من قبيل «هذا خطؤك» أو «ما كان ينبغي لك أن تفعل هذا».

2. ينتقدك باستمرار:

يحاول الشخص المُتَسلط أن يضعف ثقتك بنفسك بتوجيه النقد الدائم لك على انفراد أو أمام الآخرين، فمثلًا:

  •  يُضخّم حجم أخطائك في العمل (كأن يتعمّد البحث عن أخطائك الطباعية في رسائلك الإلكترونية).
  •  لا يذكر لك أبدًا الأشياء الجيدة التي تفعلها.
  •  يغضب دون مبرر إن لم تُجِب فورًا على مكالماته الهاتفية.
  • يسخر منك سخرية مؤلمة أمام الآخرين.
  •  ينتقد مظهرك وثيابك وطريقة كلامك.

صفات الشخصية المتسلطة - الشعور بالإهانة أو الدونية أو الحرج في كل مرة تتعامل فيها مع شخص ما - الكلام الجارح - يأخذ الشخص المتسلط دور الضحية

3. يكره رؤيتَك مع من تحب:

يحاول الشخص المتسلط أن يجعلك تهتم به وحده طوال الوقت، بأن يبعدك تدريجيًا عن أصدقائك وعائلتك. ستجده يشكو دومًا أنك تقضي وقتًا طويلًا مع أصدقائك أو أفراد عائلتك في محاولة للاحتفاظ بك لنفسه. لا يكون سلوكه دومًا بهذا الوضوح فقد يكتفي بالنظر إليك غاضبًا لو رآك تتكلم في الهاتف مع شخص تحبه أو بالتأفف عند ذهابك لقضاء الوقت مع عائلتك.

4. يمنُّ عليك دومًا:

يتوقع الشخص المتسلط شيئًا مقابل أي معروف يصنعه لك، ويجعلك تشعر بالذنب إن لم تنفذ له ما يريد فهو يحتفظ بسجل لكل معروف صغير يؤديه. لو دعاك إلى العشاء مرة أو سمح لك أن تنام في بيته مثلًا، سيذكِّرك بهذا باستمرار. وقد يحاول المبالغة في الكرم لجعلك تشعر أنك مدين له طوال الوقت.

5. يجعلك تشكّ في نفسك:

ينتقص الشخص المتسلط من مشاعرك بالكذب أو اتهامك بالحساسية المفرطة، فعندما تلومه على شيء قاله منذ أسبوع مثلًا سينكره ويحاول إقناعك أنه محض تخيلات. وهذا سيجعلك تشك في نفسك طوال الوقت.

لنفرض مثلًا أنك تظن أن أحد أصدقائك المُقربين يقول أخبارًا كاذبة عنك، فتصارحه بشكوكك، فيقول لك إنك تتخيل هذا أو يلقي باللوم على شخص آخر، رغم أنك قد تملك دليلًا على اتهامك له.

6. يختلق المشكلات:

عندما تحاول الحديث عن نجاح حققتَه في العمل سيغيّر الشخص المتسلط الموضوع، فيتحدث عن شيء أزعجه في ذلك اليوم في محاولة لاستعادة انتباهك. قد يحاول أيضًا تخريب علاقاتك مع الآخرين كأن يأخذ صورًا لمحادثاتك معهم من دون إذنك ويرسلها إلى أشخاص آخرين.

7. يخيفك:

يتصرف الشخص المتسلط بفوقية طوال الوقت، ومن أمثلة ذلك في العمل أن يقاطعك زميلك في أثناء الاجتماعات لإعطاء رأيه، أو أن يعاملك مديرك في العمل بازدراء أمام زملائك، أو يرسل إليك تهديدات خفية فيقول مازحًا: «إن لم تسلّمني التقرير غدًا اعتبر نفسك مفصولًا».

8. المزاجية:

تظهر على الشخص المتسلط تغيرات شديدة في المزاج، فهو في لحظة يشتري لك الهدايا ويغرقك بالمديح، وفي اللحظة التي تليها يعاملك بتنمر. ينتهي بك الأمر إلى التعامل معه بحذر شديد فأنت لا تعرف كيف سيكون مزاجه. والشخص المتسلط لا يعترف بخطئه أبدًا ولا يعتذر عن إزعاج الآخرين أو الإساءة إليهم.

9. لا يتقبّل الرفض:

لا يتقبّل الشخص المتسلط الحدود الطبيعية بين العلاقات الإنسانية، ويرفض كلمة «لا» فيحاول إقناعك والضغط عليك لتغيير رأيك. فلو قلت إنك لن تستطيع مقابلته في وقت معين ستجده في بيتك دون أن تدعوه، ولن يسمح لك بالمغادرة من حفلة مثلًا حتى لو أخبرته أنك مُتعب ولا تستطيع البقاء.

10. يعاني الغيرة غير المنطقية:

يريد المتسلط أن يستحوذ دومًا على كامل اهتمامك، وينزعج كثيرًا عندما تنوي قضاء الوقت مع غيره، فيحاول أن:

  •  يتحدث بالسوء عنك وعن أصدقائك، ويلقي بتعليقات سلبية.
  •  يستجوبك ويسألك أين ذهبت؟ ومن قابلت؟
  •  يتذمر في كل مرة تخطّط فيها للخروج مع شخص جديد.

11. يحاول تغييرك:

يحاول الشخص المتسلط وضعك في إطار يناسب اهتماماته بالضغط عليك لتغيير مظهرك أو طريقة ملبسك، كأن يحاول رمي ثيابك المفضلة في غيابك أو أن يرفض الخروج معك إن لم تلبس ثيابًا بعينها.

12. قد يتصرف تصرفات عنيفة أو مُسيئة:

لو ذكّرَتك بعض الصفات السابقة بسلوك شخص ما معك، فكن صادقًا مع نفسك وقيّم هذه التصرفات. اسأل نفسك، هل يتحكم هذا الشخص في حريتك واستقلاليتك؟ هل تشعر أنك مُحَاصر وتحت السيطرة وخائف طوال الوقت؟ هل تخاف على سلامتك الشخصية؟

إن كانت الإجابة «نعم» فأنت ضحية للسيطرة القسرية، وهذا شكل من أشكال العنف المنزلي.

من الضروري أن تشعر أنك على سجيّتك لأن هذا أهم جانب من جوانب هويتك. لا ينبغي أن تُشعِرك أي علاقة بالدونية أو الخوف، سواء كانت علاقة عاطفية أو علاقة عمل أو صداقة.

تذكَّر دومًا أنك غير مسؤول عن الكلام الجارح الذي يُقال لك وأنك تستحق أن تعيش حياة أفضل.

اقرأ أيضًا:

الأخطاء العشرة الأكثر شيوعًا في تربية الأطفال

وفقًا لتقريرٍ جديدٍ، هذه هي معظم الوظائف التي تسبب الضغوط والإجهاد

ترجمة: رسل وليد

تدقيق: وئام سليمان

مراجعة: رزان حميدة

المصدر