يوجد النيكوتين في نبات التبغ، وهو مادة منبهة ومن أكثر العقاقير استخدامًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافةً إلى كونه مسببًا قويًا للإدمان مثل الكوكايين والهروين، وذلك وفقًا لوزير الصحة الأمريكي. تنظم إدارة الغذاء والدواء استخدام النيكوتين، إذ إنه مادة شرعية لكن لا يجوز بيعه للأشخاص دون 18 عامًا.

يُعَد تدخين السجائر المصدر الأساسي لاستهلاك النيكوتين، ويؤدي استهلاك علبة سجائر واحدة إلى تعرض الجسم لنحو 250 نوعًا من المواد المسببة للإدمان بشدة.

في الفترة الأخيرة، انخفض عدد المدخنين فوق سن 18 عن ذي قبل، ومع أن من السهل الامتناع عن التدخين وتجنب مخاطره فإنه يسبب وفاة 480 ألف شخصًا سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2018، قدَّرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها نسبة الأمريكيين المدخنين البالغين بنحو 13.7%.

منتجات النيكوتين:

السجائر والغليون والسيجار والتبغ الممضوغ والنرجيلة والسجائر الإلكترونية.

تصنيف النيكوتين:

يُعَد النيكوتين محفزًا (منبهًا) ومنشطًا.

أعراضه الجانبية الشائعة:

تحسن المزاج والذاكرة وزيادة الانتباه، وقد يسبب أيضًا فقدان الشهية وتسارع القلب وارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى الغثيان والإسهال.

تعرّف على النيكوتين:

نادرًا ما يباع النيكوتين وحده، إذ يوجد غالبًا ضمن منتجات التبغ مثل السجائر أو بدائل السجائر التي تساعد على الإقلاع، ومنها علكة النيكوتين واللصقات. يُباع النيكوتين أيضًا سائلًا ليُستعمل في السجائر الإلكترونية.

تفرض إدارة الغذاء والدواء وضع ملصقات تحذيرية على منتجات التبغ للتحذير من أنها تسبب الإدمان.

ما تأثيرات النيكوتين؟

عندما يستنشق الشخص دخان السجائر، يُمتص الدخان سريعًا إلى الدم ويؤثر في الدماغ خلال 10 ثوان. يحفز النيكوتين مجموعةً من التفاعلات الكيميائية التي تسبب شعورًا مؤقتًا بالسعادة والتركيز، لكن هذه الأحاسيس تختفي بعد دقائق قليلة. تسبِب هذه التفاعلات إطلاق هرمون الأدرينالين الذي يسبب تأثير (الكر والفر)، إذ يزيد ضربات القلب ويرفع ضغط الدم، ما يجعل المدخن يشعر بتسارع التنفس وضربات القلب، وإضافةً إلى ذلك يزيد الأدرينالين إفراز الغلوكوز. يُسبب النيكوتين فقدان الشهية ويساهم في إنقاص الوزن بطرق معقدة.

ماذا يقول الخبراء؟

يتساءل الباحثون: هل النيكوتين أشد ضررًا من جرعة الكافيين اليومية؟ أظهرت بعض الدراسات تأثيرات إيجابية للنيكوتين، مثل إنقاص التوتر وزيادة القدرة على التفكير إضافةً إلى تأثيره التحفيزي، إذ يمنع الركود الإدراكي الذي يتطور في مرض ألزهايمر، ويؤخر تفاقم مرض الشلل الرعاش (باركنسون)، وقد يُستخدم علاجًا لمتلازمة قصور الانتباه وفرط الحركة ومرض الفصام. ومع ذلك، يحذر الخبراء من مخاطر النيكوتين، خاصةً للمراهقين الذين لم يكتمل نمو أدمغتهم بعد (يصل الدماغ إلى النمو الكامل في سن 25). يؤثر النيكوتين أيضًا في مناطق الانتباه والذاكرة والتعلم ومرونة الدماغ.

مع أن عدد مدخني السجائر يقل، فإن استخدام النارجيلة الإلكترونية والسجائر الإلكترونية يزداد. تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من خطر زيادة استخدام الجيل الجديد للنارجيلة الإلكترونية، وتوصي برفع السن القانوني لشرائها إلى 21 عامًا.

الاستخدامات العلاجية للنيكوتين:

كانت إدارة الغذاء والدواء أول من اقترح العلاج ببدائل النيكوتين للإقلاع عن التدخين، إذ أظهرت الدراسات أن استخدام لاصقة النيكوتين الطبية يساعد على مضاعفة نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين، خاصةً مع وجود المتابعة الطبية.

توجد بدائل كثيرة للنيكوتين، منها اللاصقة والعلكة وبخاخ الأنف والنيكوتين المُستنشَق والحبوب المُحلاة.

التأثيرات الجانبية للنيكوتين:

  •  فقدان الشهية.
  •  تحسن المزاج.
  •  زيادة حركة الأمعاء.
  •  زيادة إفراز اللعاب والبلغم.
  •  تسارع القلب.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  التعرق.
  •  الغثيان.
  •  الإسهال.
  •  تحسن الذاكرة.
  •  زيادة الانتباه.

ما العلامات التي تدل على أن الشخص يستهلك النيكوتين؟

إذا كان أحد أحبائك يدخن السجائر فستستطيع غالبًا شم رائحة السجائر في ملابسه، لكن يصعب ذلك حال تدخينه النارجيلة الإلكترونية أو السجائر الإلكترونية. تتضمن العلامات الدالة على التدخين:

  •  قد تلاحظ وجود بعض الأجهزة معه: مثل علب السجائر الإلكترونية وأقلام التدخين التي تشبه الأقلام الجافة لكنها مفتوحة من الجهتين.
  •  الطبع الحاد: علامة مميزة للإقلاع عن التدخين.
  •  روائح حلوة: تُملأ أقلام التدخين عادةً بمحلول بطعم الفاكهة، وعندما تشم رائحة مثل الفاكهة أو العلكة تفوح من الشخص فقد يكون هذا إنذارًا على إدمانه التدخين.
  •  نزيف الأنف: قد يؤدي التدخين الإلكتروني إلى غلق مجرى الأنف وحدوث نزيف.
  •  شرب الكثير من السوائل: يحتوي سائل أقلام التدخين والسجائر الإلكترونية على مادة بروبيلين جليكول التي تسبب جفاف الفم.

تسمم النيكوتين

النيكوتين مادة سامة وله جرعة سمية لا يجب تجاوزها، مع أن التسمم بالنيكوتين غير شائع.

قد يحدث تسمم النيكوتين لدى الأطفال لظنهم أن علكة النيكوتين أو حبوب النيكوتين المُحلاة تشبه الحلوى. إذا لاحظت أعراض التسمم على شخص ما عليك الاتصال بالإسعاف فورًا، وتشمل أعراض التسمم:

  •  صعوبة التنفس.
  •  القيء.
  •  الإغماء.
  •  الصداع والوهن.
  •  اضطراب ضربات القلب.

تساؤلات شائعة:

يعتقد الكثيرون أن النيكوتين من مسببات السرطان، ولكن لا دليل على صحة ذلك. لا شك أن النيكوتين مادة ضارة ومسببة للإدمان، لكن القطران والمواد الأخرى الموجودة في السجائر هي التي تسبب السرطان. تقترح الأبحاث أن النيكوتين يؤدي إلى الإصابة بالسرطان بسبب تأثيره المخرب للحمض النووي، مع أن خطره يقل عند تعاطيه بتدخين السجائر.

الاستخدامات الطبية للنيكوتين: بين مخاطر الإدمان وفوائد العلاج - مادة منبهة ومن أكثر العقاقير استخدامًا في الولايات المتحدة الأمريكية

وجدت دراسة أجراها المعهد القومي للسرطان أن الأشخاص الذين يدخنون سيجارة بعد استيقاظهم بخمس دقائق أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الرئة.

تقول خرافة أخرى إن ملصقات النيكوتين وحبوب النيكوتين المُحلاة قد تسبب إدمان التدخين بدلًا من الإقلاع عنه. إذا كان هذا صحيحًا لما استطاع معظم المقلعين عن التدخين التوقف عن استهلاك النيكوتين الطبي بعد شهور من استعماله، إذ إن تلك البدائل تمد الجسم بالنيكوتين ببطء.

يعتقد المراهقون أن استعمال السجائر الإلكترونية آمن، لكنها تحوي مستويات عالية من النيكوتين.

الاعتياد والاعتماد والانسحاب:

النيكوتين مادة مسببة للإدمان بشدة، وعند استعمالها المتكرر يعتاد الجسم والذهن الحصول على جرعة يومية منها، وإذا لم يحصل عليها المدمن ستظهر عليه أعراض الانسحاب. يحدث اعتياد النيكوتين سريعًا، ويُقصد بالاعتياد أن الجسم سيحتاج إلى جرعة نيكوتين أكبر بعد فترة معينة حتى يصل للنتيجة المطلوبة. وهذا أحد الأسباب التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا.

كم يبقى النيكوتين داخل جسمك؟

يُمتص نيكوتين السجائر والغليون والسجائر الإلكترونية في الرئتين وأغشية الفم والحلق، ويُمتص أيضًا في الجهاز الهضمي عند تناول علكة النيكوتين أو التبغ الممضوغ أو حبوب النيكوتين المحلاة، وكذلك يمتصه الجلد حال تعاطيه على شكل ملصقات.

يُستقلب النيكوتين في الكبد وتطرحه الكليتان في البول، ويُطرح أيضًا في البراز. تعتمد مدة بقائه في الجسم على عدة عوامل، منها العمر والوزن والنوع وتكرر الاستخدام وكمية الماء التي يشربها الشخص والمجهود البدني الذي يبذله.

تُقدر مدة بقاء النيكوتين داخل الجسم وفقًا للتحليل:

  •  تحليل البول: يومان حتى 4 أيام.
  •  تحليل الدم: يومان حتى 4 أيام.
  •  تحليل اللُعاب: يوم حتى 4 أيام.
  •  تحليل بصيلات الشعر: حتى 90 يومًا.

الإدمان:

يُنشِّط النيكوتين مسارات المكافأة في الدماغ، ويشبه في ذلك الكوكايين والأمفيتامين لكن بدرجة أقل. توضح الدراسات أن النيكوتين يزيد معدل هرمون الدوبامين في الدماغ، وهو ناقل عصبي مسؤول عن الشعور بالتحسن والإحساس بالسعادة.

الانسحاب:

عندما يقل مستوى النيكوتين في الدم، يشعر الشخص بالتوتر والضيق، وهذا أول أعراض الانسحاب. يختفي التأثير الحاد للنيكوتين بعد بضع دقائق، لذلك يستمر المدخن في استهلاك منتجات النيكوتين كي يستمر التأثير على مدار اليوم ويجنبه أعراض الانسحاب. تشمل الأعراض الجسدية والنفسية ما يلي:

  •  الرغبة في التدخين.
  •  حدة الطبع.
  •  الأرق والإجهاد.
  •  العجز عن التركيز والصداع.
  •  السُعال.
  •  التهاب الحلق واللسان واللثة وجفاف الفم.
  •  سيلان الأنف.
  •  ضيق الصدر.
  •  اضطراب الجهاز الهضمي.

كيف تحصل على المساعدة للإقلاع عن التدخين؟

تُظهر الإحصائيات أن 7% تقريبًا ممن يقررون الإقلاع عن التدخين يُقلعون بالفعل في غضون عام تقريبًا. لكن من يحصلون على برامج الدعم يحققون نتائج أفضل بكثير، إذ يُعلّم البرنامج مضار إدمان النيكوتين ويوفر مجموعة أشخاص لتقديم الدعم المعنوي. سواءً كنت تُفضل الإقلاع عن التدخين وحدك أو بمساعدة البرنامج، عليك أن تعرف أن ذلك يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، ولا يحدث الإقلاع بين ليلة وضحاها، بل يتطلب التحلي بالعزيمة. تستطيع التحرر من إدمان النيكوتين، وسيفيد ذلك صحتك أكثر مما تتوقع.

اقرأ أيضًا:

تريد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إزالة النيكوتين من التبغ. كيف يمكن تطبيق ذلك؟

الاعتقاد بأن النيكوتين الموجود في السجائر قد يغير من نشاط الدماغ ورغباته

ترجمة: علي المغربي

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر