تُعَد العملة المشفرة تيزوس شبكةً مرتبطةً برمز رقمي مع سلسة الكتل (بلوكتشين)، ولا تعتمد على التعدين بل يُشارك حاملو رمزها المميز في نموذج إجماع قائم على إثبات الملكية، أو ما يُسمى إثبات الحصة.
عانت تيزوس العديد من التأخيرات والقضايا القانونية رغم بدايتها الواعدة والعرض الأولي الناجح للغاية، ونجت مع ذلك من هبوط سوق العملة المشفرة، وذلك لتميزها بآلية إثبات الحصة. بلغ سعر تيزوس مستويات قياسية بين أكتوبر 2019 وفبراير 2020، بارتفاعه 3 أضعاف، وعاد إلى جذب الانتباه مرةً أخرى منذ فبراير 2020.
فهم العملة المشفرة تيزوس
تقوم العملة المشفرة تيزوس بدور دفتر حسابات لا مركزي مثل عملات بيتكوين وإيثريوم، التي تستخدم تقنية بلوكتشين. صُممت تيزوس لنفس غاية إيثريوم، أي لإبرام العقود إلكترونيًّا. كلمة تيزوس مشتقة من مصطلح يوناني قديم معناه (العقد الذكي).
تتجاوز تيزوس العروض السابقة بأخذها مفهوم العقد الذكي خطوةً أبعد من ذلك، من طريق السماح للمشاركين بالتحكم المباشر في قواعد الشبكة.
تهدف تيزوس إلى أن تصبح شبكةً متطورةً بمرونتها التي تشكل جانبًا حاسمًا من جوانب النظام. أدى الافتقار إلى المرونة وإلى قابلية التوسع في بيتكوين إلى خلق صعوبات عديدة ومتاعب متزايدة، في حين نمت إيثريوم إلى حد كبير بسبب مرونتها، وتستمر تيزوس في هذا الاتجاه.
بم تتميز عملة تيزوس؟
تعدل تيزوس مجموعة القواعد الخاصة بها، ويُعَد ذلك أهم ما يميزها. تعتمد أغلب العملات التي طرحتها سلسلة الكتل سابقًا على فِرَق التطوير ومجتمعات التعدين لصياغة خيارات تصميم جديدة، في حين تحاول تيزوس بناء عملية صنع القرار في شبكة المستخدمين نفسها.
تتبع تيزوس نهجًا جوهريًّا مختلفًا، بالسماح للجهات الفاعلة من المستخدمين بالموافقة على ترقيات البروتوكولات التي تُنشر تلقائيًّا على الشبكة. يُرفِق المطور عندما يقترح ترقية بروتوكول فاتورةً تُدفَع إلى عنوانه عند الموافقة على الترقية وإدراجها.
تخلق تيزوس نتيجة بذلك حوافز لمشاركة المستخدمين في جوهر عملية التطوير، ما يضفي طابع الديمقراطية على التطوير ويُلغي مركزية الصياغة.
يدرك مطورو تيزوس أن بعض الخصائص الحرجة تحتاج إلى الدعم مع مرور الوقت، وتستخدم تيزوس البراهين الرياضية الرسمية للتحقق من المحافظة على هذه الخصائص.
في الواقع، تُعد تيزوس شبكةً لا مركزية على غرار شبكات بلوكتشين الأخرى، غير أنها تشمل أيضًا آلية تسمح باتخاذ القرار الجماعي، ويُسمح لحاملي رمز تيزوس بالتصويت على تطورات البروتوكولات المعلقة.
المخاوف المتعلقة بالعملة المشفرة تيزوس
لفتت تيزوس الانتباه على نطاق واسع في عرضها الأولي في يوليو 2017، وذلك لقوتها ومرونة تصميمها، ما أدى إلى كسب 232 مليون دولار، لتصبح إحدى أكبر عمليات الطرح الأولي للعملات على الإطلاق.
ثم وقع نزاع كبير بعد هذا النجاح بين رئيس تيزوس يوهان جيفرز وأصحاب حقوق الملكية الفكرية آرثر وكاثلين بريتمان.
تأجل إطلاق شبكة تيزوس إلى أجل غير مسمى نتيجةً لذلك النزاع. اقترحت كاثلين أن تُطلَق الشبكة بعد مؤتمر جامعة كاليفورنيا المنعقد في فبراير 2018، لكن الشبكة لم تُطلق حتى مارس.
واجهت تيزوس مشاكل قانونية، يُعد تأجيل الإطلاق أحد أسبابها. رفع المستثمرون سلسلة من الدعاوى القضائية مفادها أن أوراق تيزوس المالية غير مرخصة، وسعت تلك الدعاوى إلى أن يسترد المستثمرون مبالغهم التي دفعوها في العرض الأولي للعملة.
مهم: تحسنت توقعات تيزوس في أوائل 2020، لكن أسعار العملات المشفرة متقلبة ومتضاربة للغاية. يجب على المستثمرين المحتملين الحذر وتجنب المجازفة بما يفوق قدرتهم على تحمل الخسارة.
مستقبل العملة المشفرة تيزوس
أشرق مستقبل تيزوس من جديد في فبراير 2020. يدعو الارتفاع السريع في سعر تيزوس إلى توخي الحذر على المدى القصير، لكن الارتفاعات القياسية تحل بعض المشاكل. يستطيع من يريد استعادة أمواله أن يبيع ما لديه من العملة الرقمية سعيًا لتحقيق الربح.
أثبتت تيزوس قدرتها على الاستمرار بالبقاء في السوق المنهارة والوصول إلى مستويات جديدة من الارتفاع. يتوقف المصير النهائي لتيزوس على قيمة ابتكاراتها التكنولوجية وقدرتها على كسب الدعم، وتبدو مع ذلك أكثر ملاءمةً للمستقبل مما يعتقد الكثيرون.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: ميسم رجب
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: أكرم محيي الدين
