هل تعلم أن بذور عباد الشمس تدخل في صناعة الوجبات المغذية عالية الطاقة، والخبز المكون من عدة أنواع من الحبوب، إضافة إلى إمكانية تناولها مباشرة مثل وجبة خفيفة كونها غنية بالدهون الصحية ومكونات نباتية مفيدة أخرى والكثير من الفيتامينات والمعادن، ما يعطيها دورًا مهمًا في الحد من خطر الإصابة بالمشاكل الصحية الشائعة؛ مثل الأمراض القلبية والداء السكري من النمط الثاني.

تعريف ببذور عباد الشمس؟

تعَد البذور ثمار نبتة عباد الشمس، إذ تقطف البذور من الزهور الكبيرة للنبتة البالغ قطرها أكثر من 30 سم، وقد يصل عدد البذور في رأس عباد الشمس الواحد حتى 2000 بذرة.

يوجد نوعان رئيسيان من محاصيل نبات عباد الشمس؛ النوع الأول يُزرع لأخذ البذور التي نتناولها مباشرة بعد تحضيرها، والنوع الثاني يُزرع بشكل رئيسي بهدف استخلاص الزيت من بذوره.

تتغطى البذور التي نتناولها بأغلفة مخططة بالأبيض والأسود غير صالحة للأكل تُسمى القشور، أما المستخدمة لاستخلاص الزيت منها فقشورها سوداء صلبة.

تتميز بذور عباد الشمس بمذاق معتدل ونكهة مميزة، ولها بنية قاسية لكنها ناعمة الملمس، وغالبًا ما تُحمَّص لتحسين نكهتها.

ما فوائد بذور عباد الشمس وما مضارها؟ وهل تزيد الوزن؟ - صناعة الوجبات المغذية عالية الطاقة - وجبة خفيفة كونها غنية بالدهون الصحية ومكونات نباتية مفيدة

ما فوائد بذور عباد الشمس وما مضارها؟ وهل تزيد الوزن؟ – صناعة الوجبات المغذية عالية الطاقة – وجبة خفيفة كونها غنية بالدهون الصحية ومكونات نباتية مفيدة

يجمع عباد الشمس الكثير من العناصر الغذائية في بذوره الصغيرة، إذ إن كل 30 غرام (ربع كوب) من البذور المقشرة والمحمصة تحتوي على:

تحوي بذور عبّاد الشمس كميات عالية من فيتامين إي والسيلينيوم خصوصًا، إذ إن هذه العناصر مضادات أكسدة وظيفتها حماية خلايا الجسم من ضرر الجذور الحرة التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة.

إضافة إلى ذلك، تعد بذور عباد الشمس مصدرًا جيدًا للعناصر النباتية النافعة مثل الأحماض الفينولية والفلافونويدات وهي من مضادات الأكسدة أيضًا.
تزداد العناصر والمركبات النباتية لدى بذور دوار الشمس مع نمو النبات، وهذا النمو يقلل العوامل التي يمكنها التداخل مع امتصاص المعادن.

الفوائد الصحية

تحتوي البذور على فيتامين إي والمغنيسيوم والبروتين وأحماض اللينوليك الدسمة، والعديد من المركبات النباتية الأخرى.

قد تساعد بذور عباد الشمس على تخفيض مستويات ضغط الدم، وتقليل نسبة الكولسترول والسكر في الدم، وتربط الدراسات مؤخرًا بين بذور عبّاد الشمس والكثير من الفوائد الصحية الأخرى.

الحالات الالتهابية

تنجم الحالات الالتهابية قصيرة الأمد عن استجابة دفاعية طبيعية للجسم، وتعد الحالات الالتهابية المزمنة عاملًا من عوامل الخطر بالنسبة للعديد من الأمراض المزمنة.

مثلًا: يرتبط ارتفاع مستويات البروتين المتفاعل سي في الدم بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والداء السكري من النمط الثاني.

كان لدى الأشخاص الذين يتناولون بذور عبّاد الشمس وغيرها من البذور خمس مرات في الأسبوع على الأقل -في دراسة أجريت على أكثر من 6000 بالغ- مستويات منخفضة من البروتين المتفاعل سي بنسبة 32% أكثر مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا هذه البذور.

مع أن هذا النوع من الدراسات لا يستطيع إثبات السبب والتأثير، يظل من المعروف أن فيتامين إي الموجود بوفرة في بذور عباد الشمس يساعد على تقليل مستويات البروتين المتفاعل سي، إضافة إلى المركبات النباتية الأخرى والفلافونويدات التي لها أيضًا دور في تخفيف الالتهاب.

الأمراض القلبية

يعَد ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الرئيس للإصابة بأمراض القلب التي قد تؤدي إلى حدوث الأزمات القلبية، إذ تحوي بذور عباد الشمس مركبًا يعمل على منع تحرر أحد الإنزيمات المسببة لتقلص الأوعية الدموية وتضيُّقها، وهذا بدوره يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتمددها، ومن ثم خفض ضغط الدم، فمحتوى البذور من المغنيسيوم يخفض بدوره مستويات ضغط الدم أيضًا.

إضافة إلى ذلك، تتميز بذور عبّاد الشمس بأنها غنية جدًا بالأحماض الدسمة غير المشبعة، خاصةً حمض اللينوليك، الذي يستخدمه الجسم في صنع مركب شبيه بالهرمونات يعمل على استرخاء الأوعية الدموية، فيخفِّض ضغط الدم داخلها، إضافة إلى دور هذا الحمض الدسم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.

وجدت دراسة استمرت ثلاثة أسابيع أن مستويات ضغط الدم الانقباضي انخفضت بنسبة 5% لدى نساء مصابات بالنمط الثاني من الداء السكري حين تناولت كل منهن 30 غرامًا من بذور عباد الشمس يوميًا ضمن نظام غذائي متوازن.

لاحظ المشاركون في التجربة أيضًا انخفاضًا بنسبة 9% في مستويات الكوليسترول السيئ (الليبوبروتين منخفض الكثافة) وانخفاضًا بنسبة 12% في مستويات ثلاثي الغليسريد.

علاوة على ذلك، وجدت 13 مراجعة أن الأشخاص الذين يتناولون حمض اللينوليك بمستويات عالية، انخفضت لديهم خطورة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15% مثل النوبات القلبية، وقلت لديهم خطورة الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة 21%، مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من حمض اللينوليك الموجود في بذور عباد الشمس.

الداء السكري

كانت نتائج الاختبارات في بعض الدراسات حول تأثير بذور عبّاد الشمس على مستويات سكر الدم والنمط الثاني من الداء السكري واعدة، لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث حول ذلك، إذ بيَّنت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون 30 غرامًا من بذور عباد الشمس يوميًا ضمن نظام غذائي متوازن، انخفضت مستويات السكر الصيامي في الدم لديهم نحو 10% على مدى ستة أشهر مقارنةً بالنظام الغذائي الخالي من هذه البذور.

ويُتَوقع أن هذا التأثير على سكر الدم يعود إلى وجود المركب النباتي حمض الكلوروجينيك.

تبيَّن أن إضافة بذور عباد الشمس إلى الطعام أو الخبز قد يساعد على تقليل تأثير الكربوهيدرات على مستويات السكر في الدم، ووجود البروتين والدهون في هذه البذور يقلل سرعة التفريغ المعدي، ما يسمح بتحرر تدريجي للسكر من الكربوهيدرات إلى الدم.

النواحي السلبية:

تقابل فوائد بذور عبّاد الشمس العديد من السلبيات وهي:

السعرات الحرارية والصوديوم

هل تعلم أن بذور عباد الشمس غنية نسبيًا بالسعرات الحرارية؟

ومن ناحية أخرى، إذا كنت تراقب مدخول الملح اليومي لديك، تذكر أن كمية الملح الموجودة على القشور التي يمتصها الناس عادة قبل كسرها تتجاوز 2500 ملغرام من الصوديوم لكل 30 غرام (ربع كوب) من البذور أي 108% من الكمية الموصى بها يوميًا.

الكادميوم

يوجد معدن الكادميوم في بذور عباد الشمس وهو أحد الأسباب التي يُنصح من أجلها تناول البذور باعتدال دون كثرة، إذ إنه من المعادن الثقيلة ويؤذي الكلية إذا أُخذ بكميات كبيرة وعلى فترات طويلة.

تأخذ نباتات عباد الشمس الكادميوم من التربة وتخزنه في البذور، ولذلك تحوي كميات من الكادميوم أكبر من أغلب أنواع الأطعمة الأخرى.

تنصح منظمة الصحة العالمية البالغين بوزن 70 كيلو غرامًا بتناول 490 ميكروغرامًا من الكادميوم أسبوعيًا حدًّا أقصى.

فإذا تناول الشخص 255 غرامًا من بذور عباد الشمس أسبوعيًا مدة سنة واحدة، فإن متوسط كمية الكادميوم المأخوذة سيزداد من 65 ميكروغرامًا إلى 175 ميكروغرامًا في الأسبوع، ومع ذلك فإن هذه الكمية لن ترفع مستويات الكادميوم في الدم ولن تسبب أذية كلويَّة.

لذا لا تقلق إذا كنت تتناول كمية معقولة (نحو 30 جرامًا يوميًا) من البذور.

البذور النيئة المتبرعمة

تشيع طريقة البرعمة في تحضير بذور عباد الشمس، ولكن في بعض الأحيان تكون البذور ملوثة بالبكتيريا الضارة مثل: السالمونيلا التي تستطيع النمو في ظروف البرعمة الدافئة، إذ يعد هذا اعتبارًا مقلقًا عند تحضير بذور دوار الشمس النيئة التي قد لا تتعرض لحرارة أعلى من 48 درجة مئوية.

تقول دراسة إن تجفيف بذور عباد الشمس بدرجات حرارة تصل إلى 50 درجة وأكثر، يساعد على قتل الكثير من البكتيريا الضارة والتقليل من جراثيم السالمونيلا في تلك البذور.

يجب سحب المنتجات حال تلوثها بكتيريًا، ويطبق ذلك على بذور عباد الشمس النيئة المتبرعمة.

تنويه: لا تأكل المنتجات المسحوبة أبدًا.

تشكُّل سُدادة برازية

تناول كمية كبيرة من بذور عباد الشمس دفعة واحدة يسبب أحيانًا تشكُّل سدادة برازية لدى الأطفال والبالغين، وأيضًا تناول البذور مع القشور يزيد الفضلات ويراكم البراز، فقد تأكل قطعًا من قشور البذور غير القابلة للهضم عن طريق الخطأ.

هذا الإمساك المعوي قد يجعل أمعاءك غير قابلة للحركة، ما قد يستدعي إزالة السدادة البرازية جراحيًا بينما يكون المريض تحت حالة من التخدير العام. بالإضافة إلى حالة الإمساك قد يعاني الشخص ألمًا بطنيًّا وغثيانًا وأعراضًا أخرى.

رد الفعل التحسسي

سُجِّلت بعض حالات التحسس بسبب تناول بذور عباد الشمس برغم أن ردود الفعل التحسسية لهذه البذور غير شائعة نسبيًا، ومن هذه الأعراض: الربو، وتورم الفم وانتفاخه وحكته، وحمى القش، واحمرار الجلد وتأذيه، والإقياء، والصدمة تأقية.

العناصر المحرِّضة للحساسية هي عدة بروتينات موجودة في البذور، وتبين أن زبدة بذور عبّاد الشمس أو البذور المحمصة أو المطحونة يمكن أن تسبب حساسية مثل البذور الكاملة.

من غير المحتمل احتواء زيت بذور عباد الشمس النقي على البروتينات المسببة للحساسية، لكن في حالات نادرة أبدى بعض الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة أعراضًا تحسسية للكميات الضئيلة من البروتينات الموجودة في الزيت.

يشيع حدوث هذه الحساسية لدى الأشخاص المعرضين لنباتات عباد الشمس أو بذورها بشكل كبير لأنها جزء من عملهم اليومي في المزارع، أو لدى مربي الطيور.

ستتحرر هذه العوامل المثيرة للحساسية إلى الهواء عند إطعامك بذور عباد الشمس للطيور في منزلك، ثم إلى جهازك التنفسي عبر هواء الشهيق.

قد تحدث حساسية بذور عباد الشمس لدى الأطفال الصغار حين يتعرضون لبروتينات البذور عبر الجلد المجروح والمتضرر.

أبدى بعض الأشخاص حساسية عند لمس بذور عباد الشمس، إضافة إلى التحسس من أكلها طعامًا، فمثلاً: عند تحضير خميرة الخبز الحاوية على البذور، قد يحدث رد فعل تحسسي جلدي مثل الحكة والتهاب الجلد.

طرق تحضير بذور عباد الشمس وتناولها

تُباع بذور عباد الشمس إما مقشرة أو بقشورها، إذ يمكنك تناول البذور ذات القشور عبر كسرها بأسنانك والتخلص من قشورها غير الصالحة للأكل.

وتُعد هذه البذور وجبة خفيفة شائعة في أثناء مشاهدة مباريات الكرة والعديد من الألعاب الرياضية الأخرى.

أما بذور عباد الشمس المقشرة فلها طرق عديدة متنوعة لتناولها، إليك بعضها:

  •  مضافة إلى الوجبات المحضرة عالية الطاقة.
  •  مضافة إلى الغرانولا منزلية الصنع المكونة من المكسرات والفواكه المجففة والشوفان.
  •  مرشوشة فوق حلوى البارفيه المكونة من الفواكه أو اللبن الرائب.
  •  مضافة إلى السلطات الخضراء.
  •  مضافة إلى أطباق البقوليات الساخنة والباردة.
  •  مضافة إلى الطعام المقلي.
  •  مضافة إلى سلطة التونة أو الدجاج.
  •  مضافة إلى الخضراوات المحضرة بطريقة القلي.
  •  مضافة إلى صوص البيستو بدلًا من الصنوبر.
  •  مستخدمة لتزيين الأطباق المختلفة.
  •  مطحونة لاستخدامها بتغليف الأسماك عند قليها.
  •  مدخلة في المخبوزات مثل الخبز والفطائر المختلفة.
  •  مضافة زبدتُها إلى الفواكه مثل التفاح والموز.

تتلون بذور عباد الشمس باللون الأخضر المزرق عند خبزها بسبب التفاعل غير الضار الحاصل بين مادة الكلوروجينيك الموجودة في البذور ومادة بيكربونات الصوديوم المستخدمة في المخبوزات، لكن يمكن تقليل كمية بيكربونات الصوديوم للحد من حدوث هذا التفاعل.

بسبب محتواها العالي من الدهون فهي عرضة للتعفن بشكل كبير، لذا يجب تخزينها في الثلاجة ضمن أوعية محكمة الإغلاق لحمايتها.

تضيف بذور عباد الشمس نكهة مميزة للكثير من الأطعمة، وتعتبر من الوجبات المقرمشة اللذيذة، ولكن تمهل! إنها غنية بالسعرات الحرارية ويمكنها أن تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة إذا أكثرت من تناولها!

اقرأ أيضًا:

الدهون الغذائية

أخيرا حدد العلماء سبب حركة زهور عباد الشمس

ترجمة: منى قرقوط

تدقيق: محمد نجيب العباسي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر