إن مقدار الجنس الذي يمارسه الشخص يختلف من فترة إلى أخرى. لا يوجد «مقدار صحيح» لعدد المرات، وعدم ممارسة الجنس فترة طويلة يجب ألّا يسبب أي آثار سلبية.

يختلف مقدار الجنس الذي يمارسه الشخص من وقت إلى آخر بالاعتماد على العمر والتقلبات في الرغبة الجنسية وطبيعة العلاقة التي يمر بها الشخص. يوجد الكثير من الناس الذين يعيشون حياتهم بأكملها دون ممارسة الجنس.

أظهرت دراسة لبيانات تضمنت 17740 شخصًا من الولايات المتحدة أن 15.2% من الرجال و26.7% من النساء لم يمارسوا الجنس في العام الماضي، في حين قال 8.7% من الرجال و17.5% من النساء إنهم لم يمارسوا الجنس منذ 5 سنوات أو أكثر.

استنتج الباحثون أن: «الأمريكيين الذين لا يمارسون الجنس قد أبلغوا عن مستويات سعادة مشابهة لنظرائهم النشطين جنسيًا».

في هذه المقالة، سنتكلم عما قد يحدث جسديًا ونفسيًا عندما لا يمارس الشخص الجنس فترةً طويلة وكيف قد يؤثر هذا على علاقاته.

تأثير عدم ممارسة الجنس على الجسم

يسمي الناس عدم ممارسة الجنس فترة طويلة البتولية. لا تُرجح ملاحظة الشخص أي آثار جانبية سلبية على صحته إذا لم يمارس الجنس مدة أشهر أو سنوات.

تشير الدراسات إلى أن ممارسة الجنس بانتظام تجلب الكثير من الفوائد الصحية التي تتضمن تحسين عمل الجهاز المناعي وخفض ضغط الدم وخفض مستويات التوتر وتقليل خطر الإصابة بأحداث قلبية دموية.

قد يحصل الناس على بعض الفوائد النفسية للجنس، مثل تقليل التوتر، عن طريق الاستمناء.

عند الذكور، توجد فوائد متعلقة بصحة البروستات ترتبط بالقذف المتكرر. وجدت دراسة في عام 2016 أن الأشخاص الذين قذفوا 21 مرة على الأقل في الشهر قلت نسبة إصابتهم بسرطان البروستات مقارنة بأولئك الذين قذفوا 4-7 مرات في الشهر.

عند الإناث، من الممكن أن تقوي الفاعلية الجنسية، سواء كانت مع شخص آخر أو منفردة، من عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة، محسنةً من وظيفة المثانة ومقللةً من سلس البول والتسرب.

تأثيره على الصحة النفسية

توجد فكرة واسعة الانتشار مضمونها أن ممارسة الجنس بانتظام جزءٌ مهم من الصحة النفسية. في حين أن هذه الفكرة صحيحة لبعض الناس، فإنها ليست صحيحة للجميع.

عندما تكون البتولية لا إرادية، قد يشعر بعض الأشخاص بآثار سلبية على صحتهم النفسية. إن عدم ممارسة الجنس خلال العلاقة قد يؤدي إلى الشعور بالقلق وقلة الثقة بالنفس. ويُعتبَر التكلم مع الشريك أفضل حل للتخلص من المشاعر السلبية هذه.

أما بالنسبة للآخرين، تُعد البتولية أمرًا ضروريًا لصحتهم العقلية. قد يمتنع الناس عن ممارسة الجنس لأسباب كثيرة، على سبيل المثال: لأنهم لا يشعرون بالرغبة في ممارسة الجنس، لأنهم لا جنسيون، أو لأنهم اختاروا الامتناع عنه.

إن الفوائد المحتملة للبتولية التي تعتمد على الفرد نفسه، تتضمن:

  •  عدم وجود أي خطر للإصابة بالأمراض المنتقلة جنسيًا.
  •  تجنب أحد مصادر القلق.
  •  سيأخذون الوقت الكافي للتعامل مع المشاعر السلبية المرتبطة بالجنس.
  •  عيش حياة لا يخرقون فيها معتقداتهم الدينية.

أظهرت الدراسات أن الجنس يُعد طريقةً جيدة للتخفيف من التوتر، الذي قد يؤدي إلى تحسين الصحة العقلية. طبقًا لدراسة تابعت 10429 امرأة ممن يشعرن برغبة قليلة في ممارسة الجنس، قالت 27.5% منهن إن الجنس يسبب قلقًا أو إزعاجًا. أما بالنسبة للنساء اللاتي ارتبطن بشريك، كانت النسبة 81%.

يعد بعض الناس الاستمناء طريقة جيدة لتقليل التوتر والقلق لأنه يؤدي إلى إفراز هرمونات مرتبطة بتحسين المزاج.

تأثير عدم ممارسة الجنس على العلاقات

يوجد الكثير ممن يعيشون علاقات عاطفية مُرضية دون ممارسة الجنس باعتياد. بالنسبة للآخرين، قد يؤدي الجنس المنتظم إلى تحسين صحة علاقتهم.

وجدت دراسة في عام 2015 أن ممارسة الجنس باعتياد كانت مؤشرًا على الصحة الجيدة للأشخاص المرتبطين. ووجدوا أيضًا علاقةً بين ممارسة الجنس مرة في الأسبوع وارتفاع مستويات الرضى في العلاقة. لا يتأثر مقدار الرضى هذا عندما يزداد مقدار الجنس لأكثر من مرة في الأسبوع.

بالنسبة لبعض الناس، قد يحسن الجنس التواصل والحميمية بين الأفراد. قد يشعر الأشخاص الذين يعتقدون أنهم لا يمارسون الجنس بشكل كافٍ بالقلق من وجود خطأ ما في علاقتهم أو قد يعتقدون أن شريكهم لا ينجذب إليهم.

في هذه الحالات، من الأفضل أن يبحثوا عن طرائق أخرى لتحسين التواصل والحميمية بينهم وبين شركائهم. يمكن للتقبيل والأحضان والإيماءات العاطفية تحسين صحة العلاقة، بصرف النظر عن كونها تحتوي على نشاطات جنسية.

البتولية واللا جنسية

لا تُعتبَر البتولية واللا جنسية الشيء ذاته، على الرغم من أنهما مرتبطتان. لا يُعد جميع اللا جنسيين بتوليين، ولا يُعد كل البتوليين لا جنسيين.

تعني اللا جنسية أن الشخص لا يشعر بانجذاب جنسي وليست لديه الرغبة في ممارسة الجنس. أما البتولية فهي امتناع الشخص عن الجنس فترة معينة أو للأبد. من الممكن أن تكون البتولية خيارًا أو أمرًا حاصلًا نتيجة الظروف، في حين أن اللا جنسية ليست خيارًا.

اللا جنسية توجه جنسي. بعض الأشخاص اللا جنسيين لا يشعرون بالرغبة في ممارسة الجنس بالمرة، في حين أن الآخرين يشعرون ببعض الرغبة في بعض الأحيان. يمارس بعض الأشخاص الجنس فقط عندما يكونون في علاقة حب آمنة مريحة، يطلق على هؤلاء النصف جنسيون demisexuals.

يختبر بعض اللا جنسيين مشاعر عاطفية ورغبة في عيش علاقة عاطفية، في حين أن الآخرين لا يحسون بنفس الرغبة. يشير الخبراء إلى هولاء الذين لا يرغبون في علاقة عاطفية باللا رومنسيين aromantic.

يختار بعض الأشخاص اللاجنسيين ممارسة الجنس. يتخذ اللا جنسيون هذا القرار لإسعاد شركائهم أو ليتوافق مع المعايير المجتمعية أو لأنهم يخشون أن هويتهم الجنسية غير شرعية. لا يوجد أي دليل على أن الصدمة أو غيرها من مشاكل الصحة العقلية تسبب اللا جنسية. اللا جنسية هي توجه جنسي مشروع ولا يحتاج إلى علاج، ويجب على الناس ألّا يضغطوا على الآخرين أبدًا لممارسة الجنس.

اقرأ أيضًا:

كل ما تحتاج إلى معرفته عن العلاقات المفتوحة

اللاجنسيون: ليسوا مغايرين ولا مثليين بل لا يشعرون بالانجذاب الجنسي أصلاً

ما هو الجندر وما هي الهوية الجندرية؟

ترجمة: سنان حربة

تدقيق: عون حدّاد

المصدر