يشعر المصاب بحرقة الفؤاد بألم وحرقة في الصدر والحلق. يمكن أن يحفز تناول الكحول أو يفاقم الحالة عند بعض الأشخاص. تحدث حرقة الفؤاد عندما يرتجع حمض المعدة إلى المريء والبلعوم ما يسبب إحساسًا بعدم الراحة أو الألم. يمكن أن تحرض بعض الأطعمة والمشروبات حرقة الفؤاد، ويعد الكحول أحدها.

يبحث هذا المقال في علاقة الكحول بحرقة الفؤاد، بما فيها كيفية تحريضه لظهور الأعراض، وكيف يمكن تجنب هذه الحالة. يمكن العديد من العوامل أن تسبب أو تثير حرقة المعدة، قد يساهم فهم أسباب حرقة المعدة في فهم كيفية تأثير الكحول.

ينتقل الطعام والشراب بعد بلعه إلى المريء ومن ثم إلى المعدة حيث تقوم أحماض المعدة بتفكيكهما. تقاوم المعدة الأحماض التي تفرزها، في حين يتحسس البلعوم والمريء والأنسجة الأخرى منها، لذلك عندما يرتجع الحمض إلى البلعوم، يختبر الأفراد إحساسًا بعدم الراحة أو الألم.

تتضمن أسباب حرقة الفؤاد:

  1.  ارتخاء المصرة المريئية السفلية: يمكن أن يتسرب الحمض إلى المريء في حال ارتخاء المصرة الواصلة بين المعدة والمريء.
  2.  التهيج: يمكن للأدوية أو بعض الأطعمة أن تهيج المريء بشكل مباشر ما يسبب حرقة وتهيج النسج الحساسة في المريء.
  3.  بطء الإفراغ المعدي المعوي: يعاني بعض الأفراد من اضطراب يحول دون إفراغ المعدة للأطعمة بشكل سليم. قد يكون ذلك بسبب إصابة ما أو بسبب البدانة.

قد يشير تكرر الإصابة بحرقة الفؤاد إلى الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).

كيف يسبب الكحول حرقة الفؤاد؟

يختبر العديد من الأشخاص حرقة الفؤاد بعد تناول الكحول. قد يفاقم تناول الكحول في بعض الحالات من سوء الحالة، وقد يحرض بدوره الإصابة بـ (GERD).

وجدت مراجعة عام 2019 أن الأفراد الذين يتناولون كمية كبيرة من الكحول أو الذين تناولوا الكحول بشكل منتظم ومتكرر كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ (GERD). لا يعني ذلك أن تناول الكحول يسبب الإصابة بـ (GERD) لكنه يقترح وجود علاقة ما تربط بين الأمرين.

قد تكون هناك العديد من الطرق التي يؤدي فيها الكحول إلى ظهور أعراض حرقة الفؤاد:

  •  تهيج الحلق أو المعدة: قد يسبب الكحول تهيجًا مباشرًا لنسج المريء.
  •  ارتخاء العضلات المحيطة بالمعدة: وفقًا للجامعة الأمريكية لأمراض الهضم، يؤدي تناول الكحول إلى ارتخاء العضلات المحيطة بالمعدة ما يزيد احتمال تسرب محتويات المعدة وارتجاعها إلى المريء.
  •  التأثير على حموضة المعدة: قد يحفز الكحول زيادة إفراز الحمض في المعدة. بالإضافة إلى زيادة حساسية النسج للحمض ما يؤدي إلى الإصابة بحرقة الفؤاد.
  •  التأثير على اختيار الطعام: قد يُغيّب تناول الكحول الحكم السليم على اختيار الأطعمة، إذ قد يتناول الفرد طعامًا لا يناسبه أو يفرط في الأكل أو يتناول الطعام في وقت متأخر من الليل ما يزيد من احتمال الإصابة بحرقة الفؤاد.
  •  تناول المشروبات السكرية: قد تفاقم المشروبات السكرية من حالة حرقة الفؤاد.
  •  التدخين: يميل بعض الأشخاص إلى التدخين عند تناول الكحول أو يزداد معدل تدخينهم، الأمر الذي يشكل عامل خطورة عاليًا للإصابة بحرقة الفؤاد.

العلاج

يمكن تجنب الإصابة بحرقة الفؤاد بتناول الكحول باعتدال، على سبيل المثال، تناول كأس أو كأسين فقط، إلا أنه بالنسبة للبعض قد تتحرض الإصابة بحرقة الفؤاد حتى بتناول كميات قليلة من الكحول.

يمكن أن تخفف المباعدة بين النوم وتناول الكحول من احتمال الإصابة بحرقة الفؤاد؛ لأن الاستلقاء مع امتلاء المعدة بالكحول قد يؤدي إلى ارتخاء المصرة المعدية المريئية، ما يزيد من خطر حدوث حرقة.

في حال وجود سبب قابع وراء حرقة الفؤاد مثل الإصابة بـ (GERD) قد يحتاج المريض إلى استشارة طبية. قد يتضمن العلاج تناول بعض الأدوية إضافةً إلى تغيير نمط الحياة.

تتضمن الأدوية الموصوفة عند الإصابة بـ (GERD):

  •  مضادات الحموضة (مالوكس).
  •  مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، مثل أومبيرازول.
  •  مضادات حيوية بما فيها أريترومايسين.

قد يساعد تجنب الأطعمة والمشروبات المحرضة للحرقة، ومنها:

  •  القهوة (مع أو بدون كافيين).
  •  الفواكه أو العصائر الحمضية، مثل عصير البرتقال أو عصير الكريفون.
  •  المشروبات الباردة التي تسبب نفخة وضغطًا على عضلات المعدة.
  •  الشوكولا، التي تحوي مواد كيميائية تساهم في ارتخاء المصرة المعدية.
  •  يساهم النعناع والثوم والبصل أيضًا في ارتخاء المصرة.

    الأطعمة الدسمة أو المبهرة أو المقلية التي تساهم في تأخير الإفراغ المعدي المعوي.

ملخص

تتفاوت العوامل المحرضة لحرقة الفؤاد بين الأفراد، ويعد الكحول أحد هذه العوامل.

قد يساعد الاعتدال في تناول الكحول في تقليل خطورة الإصابة بحرقة الفؤاد عند الكثير، إضافةً إلى تجنب المشروبات السكرية.

اقرأ أيضًا:

هل يساعد خل التفاح على التخلص من ارتجاع الأحماض وحرقة المعدة ؟

سرطان المعدة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: مريم عيسى

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر