قد نستطيع منع الإصابة بمرض السكري بالحفاظ على الوزن المثالي لأجسامنا وقد نستطيع عكسها أيضًا إذا فقدنا الوزن الزائد، وذلك وفقًا لدراسة جديدة عرضت في الجمعية الأوروبية لأمراض القلب.

بلغ عدد المصابين بمرض السكري عام 2019 ما يقارب 463 مليون فرد حول العالم، وأغلبهم مصابون بالنمط الثاني من المرض. تُضاعف الإصابة بمرض السكري خطر الأمراض القلبية الإكليلية والسكتات التي قد تؤدي إلى الموت. تُعد البدانة من أسباب النمط الثاني من مرض السكري الرئيسية القابلة للتعديل، أما العوامل الوراثية فتحدد الأفراد المعرضين لخطر تطوير هذه الحالة أكثر من غيرهم.

يقول البروفيسور براين فيرينس من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة وجامعة ميلان في إيطاليا: «يمكن اكتشاف الذين تُحتمل إصابتهم بمرض السكري في مراحل مبكرة من حياتهم، وذلك اعتمادًا على جيناتهم. في البداية أجرينا دراسة لمعرفة: هل نستطيع تحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني بالاعتماد على العوامل الوراثية ومؤشر كتلة الجسم؟ ولاحقًا ستتركز الجهود على إمكانية الوقاية من تطور المرض».

تضمنت هذه الدراسة 445,765 مشاركًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. متوسط الأعمار للفئات المشاركة بالدراسة 57.2 سنة تقريبًا، وتشكل النساء 54% من إجمالي العدد، وقُيمت عوامل الخطر الوراثية عبر دراسة 6.9 مليون جين.

مؤشر كتلة الجسم عامل خطورة أكثر تأثيرًا من العامل الوراثي في الإصابة بمرض السكري - الحفاظ على الوزن المثالي - خسارة الوزن الزائد

قيست الأطوال والأوزان وحُسب مؤشّر كتلة الجسم للمشاركين، ثم قُسّم المشاركون إلى خمس مجموعات وفقًا للخطر الجيني للإصابة بمرض السكري، وقسموا إلى خمس مجموعات أخرى وفقًا لمؤشر كتلة الجسم.

تابع الباحثون المشاركين حتى بلغوا متوسط عمر 65.2 عامًا. في أثناء هذه الفترة، تطور مرض السكري من النمط الثاني عند 31,298 فردًا.

تبين أن الأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع (وسطيًا 34.5 كغ/سم2) معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري 11 مرة أكثر من المشاركين ذوي مؤشر كتلة الجسم المنخفض (وسطيًا 21.7 كغ/ سم2). الفئة ذات مؤشّر كتلة الجسم العالي لديها احتمال أكبر لتطوير مرض السكري بالمقارنة مع باقي الفئات، وذلك دون أخذ العامل الجيني بعين الاعتبار.

يقول البروفيسور فيرينس: «تشير النتائج إلى أن مؤشر كتلة الجسم عامل خطورة أكثر أهمية من العامل الوراثي».

استخدم الباحثون لاحقًا طرقًا إحصائية لمعرفة هل يزداد خطر الإصابة بمرض السكري عند الأفراد ذوي مؤشّر كتلة الجسم العالي إذا عانوا زيادة الوزن فترة طويلة من الزمن؟ لكنهم وجدوا أن قصر أو طول فترة ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ليس له تأثير في خطورة الإصابة بمرض السكري.

وأضاف البروفيسور فيرينس: «عند تجاوز الأفراد لعتبة معينة لمؤشر كتلة الجسم تزداد فرص إصابتهم بمرض السكري، ويبقون معرضين لنفس الدرجة من الخطورة بصرف النظر عن المدة التي ارتفع خلالها مؤشّر كتلة الجسم».

لاحظ الباحثون أن عتبة ارتفاع مؤشر كتلة الجسم تختلف بين الأفراد، وتعرف بأنها قيمة مؤشّر كتلة الجسم التي يبدأ عندها ارتفاع مستويات سكر الدم. يقول البروفيسور فيرينس: «تشير النتائج إلى إمكانية تجنب الإصابة بمرض السكري عند الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم تحت العتبة التي تحفز اضطراب مستويات السكر في الدم، لذا يجب تقييم مؤشّر كتلة الجسم ومستويات سكر الدم دوريًا.

الأفراد المعرضون لخطر الإصابة بمرض السكري عليهم خفض وزنهم إذا بدأت مستويات السكر عندهم بالارتفاع، وبالإمكان أيضًا عكس الإصابة بمرض السكري بخفض الوزن في المراحل المبكرة من المرض قبل حدوث الضرر الدائم غير القابل للتراجع».

اقرأ أيضًا:

قوة قبضة اليد تكشف احتمال إصابتك بداء السكري من النمط الثاني

هل يسمح لمرضى النمط الثاني من داء السكري تناول العسل؟

ترجمة: مريم عيسى

تدقيق: غزل الكردي

المصدر