الحياة سهلة إذا حسبت أنّ نيّات معظم الأشخاص جيدة، سواء أكانت كذلك أم لم تكن، لا جدال في أن الكثير من الناس دفعوا ثمنًا غاليًا بسبب منح شخصٍ ما ثقتهم الكاملة. لكن الحذر مما يلي قد يساعد على تجنب الخيبة:

1. لا تنخدع بالمظاهر أو الغزل أو الجنس:

أغلب الذين يمتلكون المظهر الجميل والكاريزما والجاذبية الجنسية يستخدمونها لتحقيق أهداف شريرة. في الواقع قد يمثل هؤلاء الأشخاص مشكلة أكثر مما يبدو عليهم.

سواءً أكان بالعمل أم بالعلاقات الشخصية، هم يستغلون مظهرهم أو ابتسامتهم أو نشاطهم الجنسي في خداع الناس ربما لتكلفة باهظة. مثلًا، دفع الجواسيس الأشخاص للتضحية بأمن الدولة فقط مقابل منحهم ليلة من الجنس.

لا توجد ضمانات، لكن أفضل ما يمكنك فعله هو مراقبة الشخص جيدًا وسلوكه العام من أجل أمنك.

2. يتصرف بعض الأشخاص بطيبة لأنهم غالبًا بحاجة إلى شيء ما:

نعم، بعضهم يشعرون بالسعادة لكونهم لطفاء مع أنفسهم أو لأنهم يحبونك ويريدون فعلًا فعل شيء لطيف من أجلك. لكن يستخدم أشخاص آخرون اللطف سلاحًا لانتزاع التزام ما، ليتمكنوا لاحقًا من جني فوائد أنانية تتجاوز بكثير اللطف الذي قدموه. لذا عندما يسألك شخص ما «باهتمام» عن حالك أو يعطيك هدية صغيرة أو اثنتين، لا تتسرع في الاستنتاج أن هذه خدعة، لكن انتبه: هل يبدو الشخص لطيفًا عمومًا، أو على الأقل متوازنًا؟ أم أنه يبدو مصطنعًا؟ أي يفعل شيئًا لطيفًا فجأة، وبعدها وبخلاف ذلك ترى أنه يركز على أن تكون له الأولوية في الحصول على الاهتمام.

ستة تحذيرات للأشخاص الذين يثقون كثيرًا - الانخداع بالمظاهر أو الغزل أو الجنس - التصرف بطيبة لكسب مصلحة من الآخرين - كثرة الثقة

3. كُن حذرًا من أم يمدحك الأشخاص الذين تشترك لديهم بواسطة مدفوعات دورية مثل المستشارين والمدرسين والمدربين، إلخ:

سواء أكان ذلك صحيحًا أم لم يكن، فإن قول أشياء لطيفة عنك أو عن عملك سيزيد من فرصتهم في الحفاظ على أموالك المتدفقة والحصول على تقييمات أفضل منك، أما لو كانوا ينتقدونك، تقل الفرصة كثيرًا. من المؤكد أن بعض الأشخاص ينتقدون بإفراط وأسلوب غير ملائم، لذا لا تمنح ثقة كبيرة لشخص ينتقد كثيرًا ويبعث على التشاؤم، فنقده لا يُعد بهذه الحالة مُحبّذًا.

4. كُن حذرًا من العرض السخي:

أجل، قد يُقدّم خصمك المفاوض عرضًا سخيًّا لك لأنه ببساطة لا يحب التفاوض، أو أنه معجب بك.

لكن في بعض الأحيان، ما يبدو لك عرضًا سخيًّا يُخفي خلفه عرضًا آخر أفضل كان بوسعك أن تحصل عليه، أو أن يكون المنتج أو الخدمة المطلوبة أسوأ مما توقعت أو ليست كما عُرضت عليك، أو أن الشخص سيكون كريمًا هذه المرة لكنه يتطلع لطلب خدمة كبيرة منك بخصوص شيء آخر.

مثلًا، يعرف شريكك أنك تحب السفر على عكسه هو، فيقترح بكلّ مرحٍ الذهاب في رحلة معًا، احذر! فقد تكون وراء هذا الاقتراح لعبة كبيرة قد خُطط لها. مثلًا يريد الزواج منك وأنت لست متيقنًا بعد من هذا القرار، فستكون هذه الرحلة وسيلة لتليين قلبك وانتهاز الفرصة المناسبة وطرح «السؤال» في اللحظة التي تكون فيها على قمة التقدير والسعادة بهذه الرحلة، ربما في لحظة مثالية في أثناء عشاء رومانسي بعد كأسين من النبيذ. وها هو قطار الزواج يغادر المحطة، والشريك يخبر الجميع أنه من الصعب حقًا إيقافه.

5. احذر متصنعي الغضب أو الدموع:

الغضب والدموع من أصدق الانفعالات، لكن بعض الناس لديهم موهبة التلاعب بهذا الوتر وتمثيل الغضب أو البكاء لتحقيق غاياتهم. مثلًا ينفجر خصمك في أثناء التفاوض صارخًا: «عرضك شائن!» قد لا يكون هذا رأيه الحقيقي لكنه يعلم أن لحظة الانفجار المصطنع قد تجعلك تتخذ وضع الدفاع، وقد يدفعك تليين قلبك وانخداعك بتمثيله إلى التخلي عن العرض دون تفكير. القول أسهل من الفعل، ولكن حاول اتخاذ قراراتك متأثرًا بجدارة المنتج أو الخدمة، لا بالتمثيلات الدرامية العاطفية.

6. احذر من كشف نقاط ضعفك أو أخطاء الماضي.

نعم، في بعض الأحيان، مشاركتك لعلةٍ ما فيك مع شخص غريب قد يوطد العلاقة ويجعلها أعمق. لكن في أوقات أخرى، اعترافك هذا قد يُستخدم ضدك. مثلًا، لنفترض أنك تعترف بأنك لا تثق تمامًا بذكائك. في جدالات لاحقة، يمكن الشخص الآخر الاستفادة من ذلك، فيقول مثلًا: «أنت اعترفت بنفسك سابقًا أنك تشكك في ذكائك»، ويتخذ ذلك وسيلةً لإضعاف موقفك وقدرتك على الدفاع عن نفسك.

كذلك احذر من التكتيك التالي المستخدم لاستدراجك إلى الاعتراف بضعف أو فشل سابق: يكشف الشخص ضعفًا بسيطًا جدًا أو فشلًا في ماضيه، ليس بهدف تعميق العلاقة وإنما لتشعر بالأمان وتتشجع على الاعتراف بفشل أخطر قد يستخدمه ضدك فيما بعد.

الخلاصة:

ربما يكون من الحكمة افتراض الخير في الناس بعقلانية، ولكن -خاصةً إذا كنت شخصًا ناجحًا- كُن منفتحًا على الاحتمالات الأخرى دائمًا وخُذ مسافة أمان كافية.

اقرأ أيضًا:

هل يحدد وجه الإنسان ما إذا كان جديرا بثقة الآخرين؟

الأكثر ثقةً في المسائل السياسية هم الأقل فهمًا لها طبقًا لدراسةٍ جديدة

ترجمة: روان العلي

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر