أشارت أبحاث جديدة إلى أن أحد الأدوية المستخدمة في علاج السكري قد يقلل خطر الإصابة بمرض باركنسون ، ما يؤدي إلى إتاحة مجموعة من الخيارات المحتملة لعلاج اضطراب الدماغ التنكسي وتدبيره.

بالنظر إلى سجلات 100288 مريضًا بالنمط الثاني من داء السكري، وجد العلماء أنه رغم أن خطر إصابتهم بمرض باركنسون أعلى من المعدل الطبيعي، يبدو أن بعض أدوية السكري الشائعة تحد من هذا الخطر.

تبين أن من يتناولون نوعين من أدوية السكري -ناهضات مستقبلات GLP-1 ومثبطات DPP4- كانوا أقل عرضةً لتشخيص إصابتهم بمرض باركنسون لاحقًا، مقارنةً بمن يخضعون لعلاجات أخرى. تنخفض احتمالية الإصابة إلى 60% في حالة تعاطي ناهضات مستقبلات GLP-1.

قال عالم الأعصاب توم فولتيني من كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة: «ساهمت دراستنا في دعم الأدلة على وجود صلة بين النمط الثاني من داء السكري ومرض باركنسون، مع أنه ما زال واضحًا أن أكثر المصابين بمرض السكري لم يتطور لديهم مرض باركنسون».

دواء لداء السكري قد يؤخر الإصابة بمرض باركنسون - الأدوية المستخدمة في علاج السكري قد يقلل خطر الإصابة بمرض باركنسون - اضطراب الدماغ التنكسي - أدوية السكري

يتابع البحث دراسة أُجريت سنة 2018، شملت نحو مليوني شخص مصاب بالنمط الثاني من داء السكري، وأثبتت أنه مع أن احتمال الإصابة بمرض باركنسون ما زال منخفضًا، زادت الإصابة بالسكري هذا الاحتمال بنحو الثلث، بيد أن السبب غير واضح تمامًا حتى الآن.

يعكف العلماء على دراسة فعالية دواء إكسيناتيد، الناهض لمستقبلات GLP-1، في الحد من بعض التأثيرات التنكسية لمرض باركنسون.

جمعت الدراسة الجديدة سجلات المرضى على مدار 3 أعوام وسطيًا، ولوحظت إصابة 329 شخصًا من بين 100288 بمرض باركنسون في تلك الأثناء. لم يكُن ذلك بالعدد الكبير، لكنه كان كافيًا للكشف عن شريحة صغيرة من الأشخاص الذين يتعاطون مثبطات DPP4 وناهضات مستقبلات GLP-1، وتطور لديهم مرض باركنسون، مقارنةً بمن يتعاطون عقارًا آخر لخفض سكر الدم، أو من لا يتناولون أدويةً على الإطلاق.

أشار عالم وبائيات الدواء من كلية لندن الجامعية لي وي إلى أنه: «قد يكون النظر في عوامل الخطر الأخرى لمرض باركنسون مجديًا للأطباء عند وصف أدوية النمط الثاني من داء السكري، لكن الأمر سيتطلب المزيد من الأبحاث للتحقق من المضاعفات السريرية».

ترتبط ناهضات مستقبلاتGLP-1 بمستقبلات البروتينات الموجودة في البنكرياس والخلايا العصبية وتنشطها، فتحفز إفراز الإنسولين، ما يؤدي إلى خفض مستويات سكر الدم. أشارت الدراسات الحيوانية إلى أن هذا قد يكون سببًا في حماية الأعصاب من الضرر، وتدعم البحوث الجديدة هذه الدراسة.

يبدو الأمر واعدًا، لكن ما زال الطريق طويلًا أمام تحقيق ذلك، فالفريق المسؤول عن هذه الدراسة على وشك تعيين متطوعين للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية، لدراسة التأثيرات المحتملة لدواء إكسيناتيد في اضطرابات الدماغ.

مع تزايد أعداد المصابين بمرض باركنسون حول العالم، وتوقع استمرار ارتفاع العدد، سيتطلب الأمر إيجاد سبل جديدة لمعالجة هذه الحالة وغيرها من أمراض الدماغ عاجلًا، وقد يكون إكسيناتيد أحد سبل تحقيق ذلك.

يقول فولتيني: «أضفنا إلى الأدلة أن دواء إكسيناتيد قد يساعد على الوقاية من مرض باركنسون أو علاجه، على أمل أن يؤثر ذلك في مسار المرض وليس فقط الحد من الأعراض، لكننا نحتاج إلى إحراز تقدم في تجربتنا السريرية قبل تقديم أي توصيات».

اقرأ أيضًا:

ضبط مرض السكري بواسطة هاتفك قد يكون ممكنًا يومًا ما!

كل ما تحتاج معرفته عن مرض باركنسون: أعراضه وأسبابه وعلاجه

ترجمة: لارا الطراونة

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر