يُعدّ ألم الظهر مشكلة إنسانية عالمية عاناها الكثيرون في وقت ما من حياتهم. توجد عوامل خطورة وأسباب عديدة معروفة لآلام الظهر، لكننا سنعرض في هذه المقالة أسبابًا غريبة وغير متوقعة!

1- الأرق:

ربما عانيت ألمًا في الظهر أبقاك مستيقظًا طوال الليل، إذ يمكن لمشكلات النوم أن تؤدي إلى حدوث آلام الظهر أو تزيد شدتها. من ناحية أخرى، وجدت أيضًا إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون الأرق أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر، وبالتالي قد يجدون صعوبة في النوم ليلًا. لم يتأكد الباحثون من السبب تمامًا، لكن الأرق يجعل الشخص أكثر حساسية لآلام الظهر، وقد يلعب الإجهاد دورًا في حدوث هذا الألم أيضًا. حاول تحسين عادات نومك، وتعلّم أساليب الاسترخاء، واطلب العناية الطبية إن لزم الأمر.

2- طريقة المشي:

قد تؤدي آلام القدم -وغيرها من مشكلات القدم، مثل القدم المسطحة- إلى ظهور ألم الظهر أو تعب أجزاء أخرى من الجسم وإجهادها. يحدث ألم الظهر في هذه الحالات عند الوقوف أو المشي، ولا بد من مراجعة طبيب متخصص بأمراض القدمين لتحديد سبب المشكلة الأساسية: هل هو من القدمين أم لا؟

أسباب غريبة وغير متوقعة لآلام الظهر، منها التدخين - علاقة آلام الظهر بمشكلات النوم - تأثير الولادة القيصرية على ألم الظهر

3- ألعاب الفيديو:

يقضي العديد من اللاعبين أوقاتًا كثيرة جالسين أمام ألعاب الفيديو ومتخذين بذلك وضعيات خاطئة، كأن تكون رؤوسهم مائلة إلى الأمام وأكتافهم منحنية، ما يؤدي -في حال البقاء لساعات طويلة- إلى إجهاد العضلات وتيبّسها. يجب على اللاعبين اتخاذ وقت للراحة مدته بين 20-30 دقيقة، إذ يجب استغلال هذه المدة في الوقوف والمشي أو الجلوس على الكرات العلاجية بدلًا من الاسترخاء على الأريكة.

4- الأعصاب المتندبة:

سيتشكل نسيج ندبي عند تعرض أعصاب منطقة الظهر لأذية ما أو عند إجراء عمل جراحي بالقرب منها، إذ سيُساعد هذا النسيج القاسي السميك الأعصاب المتضررة على الشفاء. لكنه من ناحية أخرى، قد يمنع تدفق الدم عبر الوعاء المغذي للعصب، وقد يتسبب عند تحرك المريض في شد المنطقة التي تشكل حولها، وقد ينتج عن كلا الأمرين ألمٌ في الظهر. قد يلجأ الطبيب إلى النبضات الكهربائية التي تخفف من إشارات الألم، وقد يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عمل جراحي.

5- الولادة القيصرية:

وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي لجأن إلى الولادة القيصرية -بعد إجراء تخدير فوق الجافية- كُنّ أكثر عرضة لحدوث آلام أسفل الظهر لاحقًا. قد يتسبب المخاض في الولادة الطبيعية بوضع جسم الحامل بوضعيات متعبة ومؤلمة لها، لذا قد تلجأ -تجنبًا للألم- للولادة القيصرية التي يُعد استخدام التخدير فوق الجافية من إحدى طرائقها في التخدير، وفيه تستلقي الحامل لفترة طويلة بوضعية غير ملائمة وغير صحيحة لا تشعر بها، الأمر الذي قد يتعب ظهرها ويتسبب بشعورها بالألم في وقت لاحق. لذلك، يجب على الحامل الحد من الحركة والنشاط بعد العملية القيصرية لمدة محددة من الوقت، وقد ينتج عن ذلك أيضًا ضعف في عضلات بطنها يؤدي بدوره إلى ألم في الظهر وهو سبب آخر لألم الظهر.

6- التدخين:

المدخنون أكثر عرضة لحدوث آلام أسفل الظهر بثلاث مرات تقريبًا مقارنة مع غير المدخنين. إذ إن التبغ يُبطئ حركة الدم إلى الأنسجة والعظام، ما قد يؤدي إلى انفتاق مؤلم في أقراص العمود الفقري. من المعروف أيضًا أن التدخين يؤخر عملية الشفاء، لذلك قد يستمر ألم أسفل الظهر عند المدخنين لفترات طويلة. لا بد من الإقلاع عن التدخين، وتجب استشارة الطبيب في حال عدم القدرة على ذلك.

7- الطول:

وجدت إحدى الدراسات ارتباطًا وثيقًا بين الطول ومشكلات الظهر، إذ ذكرت أن النساء اللاتي لا يقل طولهن عن 5 أقدام و7 إنشات كُنّ أكثر عرضة لألم أسفل الظهر بنسبة 20% مقارنة مع النساء القصيرات. هذا الارتباط بين الطول وألم الظهر أشيع عند النساء، لكنه ينطبق أيضًا على الرجال، خاصة الذين يزيد طولهم عن 6 أقدام و1 إنش. ربما يعود السبب في ذلك إلى الهرمونات أو الطريقة التي يتحرك بها الجسم الطويل. يظهر الألم عند الشخص طويل القامة عند اتخاذه لبعض الوضعيات، مثل الانحناء عند ركوب السيارة أو عند التحدث مع شخص أقصر منه.

8- السراويل الضيقة:

هي شائعة كثيرًا في هذه الأيام، لكنها قد تكون مؤذية للظهر. إذ أظهرت دراسة أُجريت على بعض الرجال ممّن ارتدوا في البداية سراويل مريحة ثم ارتدوا بعد ذلك سراويل ضيقة وذات مقاسات صغيرة، أن السراويل المريحة غيّرت من حركاتهم ووضعياتهم وجعلتها مناسبة لهم، أما السراويل الضيقة جعلت حركات أسفل العمود الفقري والحوض لديهم غير ملائمة، وعندما جلسوا كانت أجسامهم منحنية. تُضعف هذه الأمور عضلات العمود الفقري التي تحافظ عليه مستقيمًا.

9- أخماج المجاري البولية:

تحدث أخماج المجاري البولية بسبب دخول الجراثيم القادمة من المستقيم أو الجلد المجاور إلى مجرى البول. أكثرها شيوعًا أخماج المثانة، أما أخماج الكلى تُعدّ نادرةً ولكنها أكثر خطورة.

تسبب هذه الأخماج أعراضًا مختلفة، مثل:

  •  ألم الظهر.
  •  الحمى.
  •  القشعريرة.
  •  الغثيان.

تحدث أخماج المجاري البولية عند النساء أكثر من الرجال، ويصف الأطباء في علاجها المضادات الحيوية المختلفة.

10- المحفظة الضخمة:

عندما تجلس وفي جيبك الخلفي محفظة ضخمة مليئة بالنقود والأوراق وبطاقات الائتمان، ستتوتر عضلات أردافك وتضعف، وكذلك العصب الوركي. قد يؤدي ذلك إلى حدوث آلام أسفل الظهر، ويمكن تجنب هذه المشكلة بوضع محفظة خفيفة ومريحة في الجيب الأمامي.

11- الأحذية ذات الأقدام المكشوفة:

يفضل جميعنا هذه الأنواع من الأحذية، لكن معظمنا يجهل مساوئها. إذ عندما تتجول بهذه الأحذية ستضرب قدماك الأرض بشكل مسطح، وهي -أي الأحذية- غير مصممة لامتصاص الصدمات، وبالتالي قد تؤدي إلى أذية القدمين. بالإضافة إلى ذلك، قد ينتقل الإجهاد والألم الذي يصيب القدمين إلى الساقين والفخذين وصولًا إلى أسفل الظهر. لتجنب حدوث ذلك، يجب ارتداء الأحذية المريحة التي تدعم القدمين وتحميهما من الصدمات المتكررة.

اقرأ أيضًا:

ألم الظهر: الأسباب والعلاج

ما أسباب ألم القدم؟ وما علاجه؟

ألم الورك: الأسباب والعلاج

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر