ماهي دولة الرفاه؟

يشير مصطلح دولة الرفاه إلى نوع الإدارة الذي تلعب فيه الحكومة الوطنية دورًا رئيسيًا في حماية وتأسيس الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها، يرتكز مفهوم دولة الرفاه على مبادئ تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروات والمسؤولية العامة المتعلقة بالأشخاص العاجزين عن الانتفاع الذاتي بأبسط مقومات العيش، يعد الأمن الاجتماعي وبرامج التأمين الفيدرالية ضد البطالة ودفعات الرعاية للأشخاص العاجزين عن العمل أمثلة على دولة الرفاهية.

تطبق معظم الدول الحديثة بعض عناصر دولة الرفاه، ومع ذلك فإن مصطلح دولة الرفاه كثيرًا ما يستعمل بازدراء لوصف إدارة الشؤون الداخلية من طرف الحكومة بأنها لا عقلانية. إذ تؤسس الحكومة لنظام حوافز جائر يتقاضى فيه العاطلون أجورًا أعلى من العاملين الكادحين. لذلك عادةً ما تنتقد دول الرفاه لكونها دول رعاية يعامل البالغون فيها كأطفال بسبب تدليلهم المفرط.

مفهوم دولة الرفاه

أصبح مفهوم دولة الرفاه مع الوقت هدفًا وموضعًا للسخرية، لأنه وتبعًا لهذا النظام تقع مسؤولية رفاه السكان على عاتق الدولة بمفهومها السياسي والاقتصادي، إذ تقدم الحكومات في بعض الدول مساعدات ومستويات أساسية من مدفوعات الرعاية الاجتماعية للعاطلين عن العمل وتقدم بعض الدول الأخرى ما يعرف بالرعاية الصحية الشاملة والجامعات المجانية وما شابه، وبالرغم من وقوع معظم الدول ضمن سلسلة أنشطة دول الرعاية الإجتماعية مع وجود بعض معاقلها في الدول الأكثر تقدمًا، تنشأ بعض الاصطلاحات البلاغية عند مناقشة مفاهيم دول الرفاه النظرية، فيعود سبب هذا الاختلاف لتاريخ نشأة دول الرفاه.

دولة الرفاه - ماذا تسمى الدولة التي همها وأساسها الأول هو توفير الراحة والرفاهية لمواطنيها - الدول التي تقدم المعاملة العادلة لمواطنيها

تاريخ دولة الرفاه

على الرغم من رجوع تاريخ نشأة الدول التي تقدم المعاملة العادلة لمواطنيها والحكومات التي تقدم معايير العيش الأساسية للفقراء لما قبل الإمبراطورية الرومانية، تعد كلٌّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أبرز الأمثلة المعاصرة التي تمثل الصعود والهبوط التاريخي لدولة الرفاه الممتدة من أربعينيات حتى سبعينيات القرن الماضي، إذ أنه بناءً على تقرير بيفريدج رسخ مبدأ دولة الرفاه في المملكة المتحدة الذي أدى بدوره لنمو الحكومة الذي استبدل الخدمات التي قدمتها الجمعيات الخيرية ونقابات العمال والكنائس، أما في الولايات المتحدة الأمريكية نشأ الأساس لمفهوم دولة الرفاه في فترة الكساد الكبير التي صاحبت الأسعار الباهظة، فاضطر الفقراء والعاطلين عن العمل لدفعها في تلك الفترة.

تابع هذا النظام النمو في المملكة المتحدة بالرغم من المعارضة الشديدة من مارغريت تاتشر في الثمانينيات واستمر في النمو حتى الوقت الحالي بالرغم من حاجته المستمرة لإعادة الهيكلة وإضافة بعض التعديلات حتى لا يصبح غير قابل للتطبيق، أما الولايات المتحدة الأمريكية لم تتبن مفهوم دولة الرفاه بمعايير المملكة المتحدة ناهيك عن بعض الدول مثل الدنمارك وألمانيا، إضافةً لذلك تمكن رونالد ريغن من النجاح في تصغير الحكومة أكثر من مارغريت تاتشر، لذلك راقب الكثير من الناس في تلك الفترة معدلات النمو الاقتصادي المختلفة لكل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ضمن الفترات التي ازدهرت وتعثرت فيها للتمكن من تقديم الاستنتاجات حول جدوى تطبيق هذا المفهوم ككل.

معايير خاصة

بالرغم من صحة فكرة أن الحكومات نادرًا ما تكون الوكيل الأكثر فاعلية من حيث الكلفة لتسليم برنامج ما، فإن من الصواب اعتبار الحكومات الوطنية المنظمات الوحيدة المحتمل أن تتمكن من رعاية كافة مواطنيها بمساواة دون أن تكون مدفوعةً لذلك كجزء من أجندة معينة؛ لذلك تعد إدارة دولة الرفاه محفوفة بالصعوبات، لكن من الصعب أيضًا إدارة الأمم المتضمنة أعدادًا كبيرة من السكان الذين يعانون للحصول على الغذاء والتعليم والرعاية لتحسين أحوالهم المعيشية.

اقرأ أيضًا:

الركود الكبير

كيف حدث التضخم الكبير في سبعينيات القرن الماضي؟

ترجمة: لميس عبد الصمد

تدقيق: إدريس زويتن

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر