الاستثمار هو أن تجعل مالك المدخر يعمل لصالحك في حين تنشغل بأمور حياتك لتجني ثمار عملك في المستقبل، يُعد الاستثمار وسيلةً لتحقيق نهاية أسعد. يصف المستثمر الأسطوري وارن بافيت الاستثمار فيقول: «عملية توظيف المال في الحاضر لجني المزيد من الأموال في المستقبل». يهدف الاستثمار إلى توظيف أموالك للعمل في نوع أو أكثر من وسائل الاستثمار، أملًا بنمو أموالك بمرور الوقت.

دعنا نفترض أنك جاهز لدخول عالم الاستثمار بمدخراتك التي تساوي 1000 دولار، أو ربما ترغب في الولوج إلى الاستثمار بمبلغ 10 دولارات إضافية فقط في الأسبوع. سنرشدك في هذا المقال لتبدأ بوصفك مستثمرًا، وسنعرض لك كيف تحصل على عائدات عُظمى بأقل التكاليف.

أي نوع من المستثمرين أنت؟

قبل إيداع أموالك تحتاج إلى الإجابة عن السؤال: «أي نوع من المستثمرين أنا؟»، عندما تفتح حساب وساطة سيسألك وسيط إلكتروني مثل تشارلز شواب أو فيدليتي عن أهداف الاستثمار ودرجات المخاطرة التي ترغب في تحملها.

يرغب بعض المستثمرين في أداء دور نشط في إدارة نمو أموالهم، في حين يفضل بعضهم الآخر وضعها بحوزة المستثمر وتناسيها. يسمح لك الوسطاء التقليديون على الإنترنت بالاستثمار في الأسهم والسندات والصناديق المتداولة في البورصة وصناديق المؤشرات والصناديق المشتركة.

الوسطاء عبر الانترنت

ينقسم الوسطاء إلى وسطاء خدمة شاملة ووسطاء عمولة مُقتطعة. يقدم وسطاء الخدمة الشاملة مجموعةً كاملةً من خدمات الوساطة التقليدية، متضمنةً تقديم النصائح المالية للتقاعد والرعاية الصحية وكل ما يتعلق بالمال. يتعامل وسطاء الخدمة الشاملة عادةً مع العملاء الذين يملكون صافي ثروات أعلى، ويمكنهم فرض عمولات كبيرة تتضمن نسبةً مئويةً من معاملاتك، ونسبةً مئويةً من أصولك التي يديرونها، وأحيانًا رسوم اشتراك سنوية. من الشائع أن ترى حدًا أدنى لحجم الحسابات يبلغ 25 ألف دولار فأكثر في شركات الوساطة كاملة الخدمات، ومع ذلك، فإن الوسطاء التقليديين يبررون رسومهم المرتفعة بتقديم نصائح مفصلة لاحتياجاتك.

اعتاد وسطاء العمولة المقتطعة أن يكونوا استثناءً، لكنهم الآن يمثلون القاعدة. يمنحك وسطاء العمولة المقتطعة عبر الإنترنت أدوات لتحديد معاملاتك الخاصة وتنفيذها، ويقدم العديد منهم خدمةً استشاريةً آليةً «أودعه وانسه». مع تقدم مساحة الخدمات المالية في القرن الحادي والعشرين، أضاف الوسطاء عبر الإنترنت المزيد من الميزات، متضمنةً المواد التعليمية على مواقعهم وتطبيقات الأجهزة المحمولة.

إضافةً إلى ذلك، مع وجود عدد من وسطاء العمولة المقتطعة من دون قيود للإيداع -أو بقيود منخفضة جدًا- فقد تواجه قيودًا أخرى، إذ تُفرَض رسوم معينة على الحسابات التي لا تملك حدًا أدنى للإيداع، وعلى المستثمر أن يأخذ ذلك في الحسبان إذا كان يريد الاستثمار في الأسهم.

دليل الاستثمار في الأسهم للمبتدئين - الاستثمار عملية توظيف المال في الحاضر لجني المزيد من الأموال في المستقبل - ما هو الاستثمار

المستشار الآلي

بعد الأزمة المالية عام 2008، ولدت سلالة جديدة من مستشاري الاستثمارات تمثلت بالمستشار الآلي. يعد جون ستاين وإيلي بروفرمان من شركة بيترمينت أول من ظهر في الفضاء الإلكتروني. اقتضت مهمة شركة بيترمينت توظيف التكنولوجيا لتخفيض التكاليف على المستثمرين وتسهيل وصول النصيحة الاستثمارية.

منذ إطلاق بيترمينت، تأسست شركات مستشار آلي عديدة، وأضاف وسطاء عبر الإنترنت مثل تشارلز شواب خدمات استشارية شبيهةً بالمستشارين الآليين. وفقًا لتقرير صادر عن تشارلز شواب، سيستخدم 58% من الأمريكيين نوعًا من النصائح الآلية بحلول عام 2025. إذا كنت تريد خوارزميةً تتخذ قرارات استثمارية نيابةً عنك متضمنةً حصاد الخسائر الضريبية وإعادة التوازن، فقد يكون المستشار الآلي مناسبًا لك، وإذا كنت تهدف إلى بناء الثروة على المدى الطويل، فقد يكون استثمارك أفضل مع المستشار الآلي.

الاستثمار عبر مُشغِلك الخاص

إذا كانت ميزانيتك محدودةً، حاول أن تستثمر 1% فقط من راتبك التقاعدي، فمن المحتمل ألا تفوت تلك المساهمة ولو كانت صغيرة.

يستند العمل على أساس خصم مساهماتك من راتبك التقاعدي قبل احتساب الضرائب، ما يجعل المساهمة أقل تأثيرًا. فور شعورك بالراحة مع المساهمة بنسبة 1% يمكنك زيادتها مع حصولك على زيادات سنوية، لن تفوت المساهمات الإضافية على الأرجح. إذا كنت تملك حسابًا تقاعديًا وفق خطة 401(k) في العمل، فربما تستثمر فعلًا في المستقبل بتخصيصات لصناديق الاستثمار المشتركة حتى أسهم شركتك.

الحد الأدنى لفتح حساب

تفرض مؤسسات تمويل عديدة حدًا أدنى للودائع. بتعبير آخر، لن تقبل طلب فتح حسابك إذا لم تودع مبلغًا معينًا من المال. ولن تسمح لك بعض الشركات بفتح حساب بمبلغ صغير مثل 1000 دولار.

من المفيد الاطلاع ومراجعة تقييمات الوسطاء قبل حسم قرارك بشأن مكان فتح الحساب. يندرج الحد الأدنى من الودائع غالبًا في الجزء العلوي من كل مراجعة، في حين أن بعض الشركات لا تتطلب حدًا أدنى من الودائع.

إذا كنت تملك رصيدًا أعلى من حد معين فقد تحصل على تخفيض للتكاليف غالبًا، مثل رسوم التداول ورسوم إدارة الحساب. ومع ذلك، قد تعطي بعض المؤسسات عددًا معينًا من الصفقات الخالية من العمولات لفتح حساب.

العمولات والرسوم

يتسابق الوسطاء حديثًا لتخفيض العمولات على التداول أو حتى إلغائها، وتقدم صناديق الاستثمار المتداولة استثمارًا في المؤشر لكل من يستطيع التداول باستخدام حساب وساطة مكشوف، ومع ذلك يكسب جميع الوسطاء المال من عملائهم بطريقة أو بأخرى، فوفقًا للاقتصاديين «لا يوجد غداء مجاني».

في معظم الحالات، سيفرض عليك وسيطك عمولةً على كل مرة تتداول فيها الأسهم، سواءً عبر البيع أو الشراء. تتراوح رسوم التداول من دولارين لعملية التداول الواحدة لتصل إلى 10 دولارات عند بعض وسطاء العمولة المُقتطعة. لا يفرض بعض الوسطاء عمولات على التداول مطلقًا، لكنهم يعوضونها بطرق أخرى، فلا وجود لمنظمات خيرية تقدم خدمات الوساطة.

اعتمادًا على عدد مرات التداول، قد تزداد هذه الرسوم لتؤثر في أرباحك. قد يكون الاستثمار في الأسهم مكلفًا جدًا إذا كنت تتردد بين المراكز، خاصةً مع كمية صغيرة من المال المتاح للاستثمار. تذكر أن التداول يمثل أمر شراء حصة من الأسهم أو بيعها في شركة واحدة، إذا كنت تريد شراء 5 أسهم مختلفة في الوقت ذاته، فسيُنظر إلى ذلك بوصفه 5 عمليات تداول منفصلة، وستدفع عن كل منها.

تخيل أنك قررت شراء أسهم هذه الشركات الخمس بمبلغ 1000 دولار. لفعل هذا عليك أن تدفع 50 دولارًا بوصفها تكاليف للتداول -بافتراض أن الرسوم 10 دولارات- أي ما يعادل 5% من الألف دولار. وإذا استثمرت 1000 دولار كاملةً فسيُخفض حسابك إلى 950 دولارًا بعد خصم تكاليف التداول، يمثل هذا خسارة 5% حتى قبل أن تحصل استثماراتك على فرصة للربح.

إذا بعت هذه الأسهم الخمسة، ستتحمل مرةً أخرى تكاليف التداولات التي ستمثل 50 دولارًا أخرى. إن رحلة الذهاب والإياب -البيع والشراء- في هذه الأسهم الخمسة سيكلفك 100 دولار، أو 10% من مبلغ إيداعك الأولي البالغ 1000 دولار. إن لم تكسب استثماراتك ما يكفي لتغطية ذلك، فستخسر المال فور دخول المركز والخروج منه.

إذا كنت تخطط للتداول تكرارًا، تحقق من قائمة الوسطاء للمتداولين المهتمين بالتكلفة.

رسوم صناديق الاستثمار

تعد الصناديق المشتركة مجمعات تُدار باحتراف من أموال المستثمرين التي تُستثمر بطريقة مركزة، مثل الأسهم الأمريكية ذات رؤوس الأموال الكبيرة. إلى جانب رسوم التداول لشراء صندوق مشترك، توجد تكلفة أخرى مرتبطة بهذا النوع من الاستثمار، إذ يتكبد المستثمر رسومًا عديدةً عند الاستثمار في الصناديق المشتركة، ومن أهم الرسوم التي تجب مراعاتها نسبة نفقات الإدارة التي يتقاضاها فريق الإدارة سنويًا، بناءً على عدد الأصول في الصندوق.

يتراوح مجال نسبة نفقات الإدارة من 0.05% إلى 0.7% سنويًا ويختلف تبعًا لنوع الصندوق. لكن كلما ارتفعت نسبة نفقات الإدارة زاد تأثيرها في العوائد الإجمالية للصندوق.

ربما ترى عددًا من رسوم المبيعات عند شرائك الصناديق المشتركة، تُسمى الأعباء، يمثل بعضها أعباءً مُقدمة، لكنك ستلاحظ أيضًا صناديق من دون أعباء أو بأعباء مُؤخَرة. قبل شراء الصندوق تحقق هل يحمل الصندوق عبء المبيعات أم لا؟ إذا كنت ترغب في تجنب هذه الرسوم الإضافية تحقق من قائمة وسيطك للصناديق التي من دون أعباء والصناديق التي لا تتضمن رسوم معاملات.

أما للمستثمر المبتدئ، فإن رسوم الصناديق المشتركة تملك الأفضلية للعمولات على الأسهم، لأن الرسوم هي نفسها بصرف النظر عن حجم الاستثمار.

لذلك، ما دمت تستوفي الحد الأدنى من المتطلبات لفتح حساب، يمكنك استثمار مبلغ صغير يصل إلى 50 أو 100 دولار شهريًا في صندوق مشترك. يُسمى هذا المصطلح توسيط التكلفة بالدولار، وقد يشكل طريقةً عظيمةً لبدء الاستثمار.

التنويع وتقليل المخاطر

يعد التنويع الغداء المجاني الوحيد في الاستثمار. باختصار، عندما تستثمر في مجموعة من الأصول فإنك تقلل من أخطار أداء أحد الاستثمارات، ما يضر بشدة بعائد استثمارك الإجمالي. يشبه الأمر المثل الشائع «لا تضع كل بيضك في سلة واحدة».

يأتي أكبر قدر من الصعوبة في التنويع من الاستثمار في الأسهم ، فقد تضر تكاليف الاستثمار في عدد كبير من أسهم المحفظة. مع إيداعك 1000 دولار تكاد تنعدم احتمالات حصولك على محفظة متنوعة جيدًا، لذلك اعلم أنك قد تحتاج إلى الاستثمار في شركة أو شركتين على الأكثر لتبدأ، ما سيزيد من المخاطرة.

هنا عليك التركيز على الفائدة الرئيسية لصناديق الاستثمار المشتركة أو الصناديق المتداولة في البورصة، إذ يميل كلا النوعين إلى امتلاك الأوراق المالية عددًا كبيرًا من الأسهم والاستثمارات الأخرى داخل الصندوق، ما يجعلها أكثر تنوعًا من الأسهم الفردية.

الخلاصة

تستطيع الاستثمار إذا بدأت للتو بمبلغ صغير من المال. الأمر أعقد من مجرد اختيار الاستثمار المناسب، فهو إنجاز صعب بما يكفي بحد ذاته، وعليك أن تكون على دراية بالقيود التي تواجهها بوصفك مستثمرًا جديدًا.

سيتعين عليك أداء واجبك للعثور على الحد الأدنى لمتطلبات الإيداع، ثم مقارنة العمولات بالوسطاء الآخرين. قد لا تستطيع شراء الأسهم الفردية بفعالية من حيث التكلفة، وستظل متنوعًا بمبلغ صغير من المال. ستحتاج أيضًا إلى تحديد الوسيط الذي ترغب في فتح حسابك معه.

اقرأ أيضًا:

المصرف الاستثماري: تعريف وحقائق

التحليل التقني للأسهم وتوجهات السوق

ترجمة: يحيى سليمان

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر