لقاح «بي سي جي»، أو «عُصية كالميت غيران» (bacille Calmette-Guerin) هو لقاح لداء السل. السل عدوى شديدة تصيب الرئتين وقد تصيب أعضاء أخرى كالدماغ فتسبب التهاب سحايا، أو قد تصيب المفاصل والعظام والكليتين. يُستخدم اللقاح في البلدان التي ينتشر فيها السل للوقاية من التهاب السحايا السلي عند الأطفال وداء السل الدخني.

لا يُعد لقاح بي سي جي أحد اللقاحات الروتينية في المملكة المتحدة، ولا يُنصح به عمومًا في الولايات المتحدة لعدة أسباب، إذ يوجد احتمال ضعيف أن يسبب اللقاح الإصابة بجرثومة المتفطرة السلية، وللاختلاف في فعالية اللقاح ضد السل الرئوي بين البالغين، ولاحتمالية أن يتداخل مع نتيجة اختبار السلين الجلدي. يُعطى اللقاح لحالات محددة تحقق مجموعة من المعايير، وبعد استشارة متخصص في مرض السل.

التوصيات:

الرضع

وفقًا لتعليمات الخدمة الوطنية للصحة في المملكة المتحدة، يُنصح بإعطاء لقاح بي سي جي للرضيع بعمر أقل من السنة في الحالات التالية:

  •  وُلد في منطقة حيث معدلات الإصابة بالسل مرتفعة.
  •  وُلد أحد والديه أو أجداده في دولة ذات معدل مرتفع للإصابة بالسل.
  •  حال كان يعيش على تواصل مستمر مع شخص مصاب بالعدوى.

حال أُوصي بإعطاء الرضيع لقاح بي سي جي، فهو يُعطى بعمر 28 يومًا، في المشفى أو أحد مراكز الرعاية الصحية.

الأطفال

يُعطى فقط للأطفال سلبيي اختبار السلين، والمعرضين دائمًا للاحتكاك مع البالغين الذين:

  •  يعانون إصابة بالسل غير معالجة علاجًا صحيحًا، حال عدم إمكانية إعطاء الطفل علاج السل طويل الأمد.
  •  المصابين بمتفطرة سلية من سلالة مقاومة لإيزونيازيد وريفامبين.

البالغين

نادرًا ما يُعطى لقاح بي سي جي لشخص يزيد عمره على 16 عامًا، إذ لم تثبت فعاليته لدى البالغين.

قد يُعطى اللقاح للبالغين بعمر 16 – 35 عامًا، المعرضين لخطر الإصابة بالسل نتيجة عملهم، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، والبيطريين العاملين في المسالخ.

العاملون في الرعاية الصحية

يُتخذ قرار إعطاء لقاح بي سي جي للعاملين في الرعاية الصحية حسب حالة كل فرد، وذلك في الحالات التالية:

  •  وجود نسبة عالية من المصابين بسلالات مقاومة لإيزونيازيد وريفامبين من المتفطرة السلية.
  •  انتقال سلالات المتفطرة السلية المقاومة إلى العاملين بالرعاية الصحية واحتمالية الإصابة بالعدوى.
  •  عدم نجاح الاحتياطات الشاملة لمكافحة عدوى السل.

يجب إخبار العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين سيتلقون لقاح بي سي جي بمخاطر وفوائد اللقاح وعلاج عدوى السل الكامنة.

موانع الاستعمال:

مثبَّطي المناعة: لا يُعطى لقاح بي سي جي لأشخاص مثبطي المناعة -مثل المصابين بفيروس الإيدز- أو المعرضين لأن يصبحوا مضعفي المناعة، مثل المرشحين لنقل الأعضاء.

الحمل: لا يُعطى لقاح بي سي جي في أثناء الحمل. لم يثبت وجود آثار ضارة للقاح بي سي جي على الجنين، لكنه ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد أمانه.

كيف يُعطى لقاح بي سي جي؟

يُعطى لقاح بي سي جي حقنةً أعلى الذراع الأيسر، وعادةً ما يترك مكانه ندبة صغيرة.

ما مدى فعالية اللقاح؟

  •  لقاح بي سي جي مصدره سلالة ضعيفة من المتفطرة السلية. تحفز البكتيريا الضعيفة الموجودة في اللقاح جهاز المناعة للحماية من العدوى، دون أن تؤدي إلى الإصابة بالسل.
  •  يوفر اللقاح حماية جيدة ضد أشد أنواع السل، مثل التهاب السحايا عند الأطفال.
  •  اللقاح أقل فاعلية في الوقاية من مرض السل الذي يصيب الرئتين لدى البالغين، إذ إن قدرته على وقف انتشار عدوى السل محدودة.

الآثار الجانبية للقاح بي سي جي

مثل جميع اللقاحات، قد يسبب لقاح بي سي جي آثارًا جانبية، لكنها غير شائعة وخفيفة عمومًا، قد تشمل:

  •  ألم أو إفرازات في مكان الحقن.
  •  حمى.
  •  صداع.
  •  انتفاخ الغدد تحت إبط الذراع موضع الحقن.

نادرًا ما تحدث مضاعفات أخطر، مثل الخراجات والتهاب العظام وانتشار السل.

يصاب معظم الأطفال بقرحة في موضع الحقن، وبعد أن تلتئم قد تترك ندبة صغيرة، وذلك أمر طبيعي.

الآثار الجانبية الخطيرة للقاح بي سي جي، مثل رد الفعل التحسسي الشديد، نادرة للغاية.

اختبارات الكشف عن الإصابة بالسل

يمكن إجراء اختبار السلين الجلدي، واختبارات الدم للكشف عن الإصابة بالسل لدى من تلقوا اللقاح.

اختبار السلين الجلدي:

قد يؤدي لقاح بي سي جي إلى الحصول على نتيجة إيجابية كاذبة لاختبار السلين، ما يعقد قرار تحديد العلاج المناسب.

لا يمكن –بواسطة نتيجة الاختبار- معرفة هل يقي اللقاح من الإصابة بالسل أم لا. ولا يعد حجم البقعة الناتجة عن الاختبار عاملًا لتحديد هل التفاعل ناتج من الإصابة بداء السل الكامن أم بسبب تلقي لقاح بي سي جي.

اختبار الدم للكشف عن السل

على عكس اختبار السلين الجلدي، لا تتأثر نتيجة اختبار الدم بتلقي اللقاح، وقليلًا ما يؤدي اللقاح إلى نتيجة إيجابية كاذبة في هذا الاختبار.

علاج داء السل الكامن لدى من تلقوا اللقاح:

يقلل علاج داء السل الكامن من خطر تطور عدوى السل. يجب تقييم الحالة بدقة لاستبعاد الإصابة النشطة بداء السل قبل بدء علاج داء السل الكامن. ويجب تفسير نتائج اختبار السلين الجلدي لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح بي سي جي باستخدام المعايير ذاتها لمن لم يتلقوا اللقاح.

فيما يلي قائمة بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، الذين يجب أن يتلقوا علاج داء السل الكامن حال كانت بقعة التصلب الناتجة عن اختبار السلين 5 مم على الأقل، أو في حال إيجابية اختبار الدم للكشف عن السل.

  •  المرضى المصابون بفيروس الإيدز.
  •  الأشخاص الذين تعرضوا لتماس مع مرضى السل مؤخرًا.
  •  الأشخاص الذين يبدون تغيرات تليفية في صورة الصدر الشعاعية متوافقة مع الإصابة بمرض سل قديم.
  •  المرضى الخاضعون لزراعة الأعضاء.
  •  الأشخاص مثبطو المناعة لأسباب أخرى، مثل الذين يتناولون أكثر من 15 مغ/يوميًا من البريدنيزون لشهر أو أكثر قليلًا، أو الذين يتناولون حاصرات العامل الورمي التنخري ألفا.

تجب معالجة كل من المجموعات التالية عالية الخطورة إذا كانت بقعة التصلب الناتجة عن اختبار السلين 10 مم على الأقل، أو أن اختبار الدم للكشف عن السل إيجابي:

  •  القادمون حديثًا –في غضون أقل من خمس سنوات- من بلدان ينتشر فيها السل.
  •  الأشخاص الذين يستخدمون الحقن الدوائية.
  •  المقيمون والموظفون في أماكن التجمعات عالية الخطورة، مثل المنشآت الإصلاحية ودور رعاية المسنين وملاجئ المشردين والمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى.
  •  العاملون في مخابر جراثيم المتفطرات.
  •  الأشخاص الذين يعانون حالات سريرية تعرضهم لمخاطر عالية للإصابة بمرض السل، مثل مرضى السكري.
  •  الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، أو الأطفال والمراهقين الذين على تماس مع الفئات المعرضة للخطر من البالغين

قد يؤخذ بعين الاعتبار علاج الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر معروفة للإصابة بمرض السل، إذا كانت بقعة التصلب الناتجة عن اختبار السلين لا تقل عن 15 ملم، أو كانت نتيجة اختبار الدم للكشف عن السل إيجابية. يجب إجراء اختبار الجلد للفئات المعرضة للخطر. يجب أن تكون جميع أنشطة الاختبار مرافقة لخطة متابعة الرعاية للأشخاص المصابين بعدوى السل.

اقرأ أيضًا:

السل الرئوي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

السل الدخني: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجوة: تيماء الخطيب

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصادر: 1 2