التهاب العضل المعظم أو التعظمي هو حالة مرضية تحدث عندما ينمو نسيج عظمي في أماكن لا ينبغي أن ينمو فيها، مثل العضلات أو الأنسجة الرخوة غالبًا. يُصاب أغلب المرضى بهذا المرض بعد حادثة إصابة أو اصطدام، وقد يكون وراثيًا في حالات نادرة.

في معظم الأحيان تُعالج الحالات الناتجة عن إصابة بإجراءات غير جراحية.

ما التهاب العضل المعظم؟

هو تشكل عظمي داخل العضلات أو الأنسجة اللينة يظهر عادةً بعد الإصابات، يصيب العضلات الكبيرة غالبًا مثل عضلات الذراعين أو الساقين.

ينتج عن نمو العظم في غير أماكن نموه نتوءات هشة مؤلمة، والتهاب العضل المعظم الناتج عن الإصابات هو النوع الأكثر شيوعًا من بين التعظمات غير المتجانسة.

المعرضون للإصابة بالتهاب العضل المعظم:

يصنف الأطباء التهاب العضل المعظم في نوعين:

  •  التهاب العضل المعظم غير الوراثي: هو النوع الأكثر شيوعًا وهو ما يقصده الناس عادةً بقولهم التهاب العضل المعظم، يظهر عادةً بعد إصابة في عضلات الفخذين أو الذراعين.
  •  التهاب العضل المعظم التقدمي: يُستخدم اسمه عادةً للإشارة إلى خلل التنسج الليفي المعظم المترقي (FOP)، يظهر بسبب طفرة جينية.

ما أسباب التهاب العضل المعظم؟

يبدأ الجسم بعد الإصابة بإعادة تصنيع خلايا جديدة من تلقاء نفسه، يظهر التهاب العضل المعظم غير الوراثي عندما يصنّع الجسم خلايا عظمية جديدة عوضًا عن صنع خلايا عضلية (أرومات ليفية)، أي أنه لا يصنّع الخلايا الصحيحة في أثناء عملية الشفاء.

أما التهاب العضل المعظم التقدمي فهو ناتج عن طفرة جينية، قد تكون موروثة من الأب أو الأم أو قد تظهر عفويًا دون سبب واضح.

ما أعراض التهاب العضل المعظم؟

النتوءات الكبيرة تحت الجلد هي من إحدى أشيع أعراض التهاب العضل المعظم، تتشكل تلك النتوءات عند أربعة من كل خمسة مصابين وتظهر في عضلات يديهم أو ساقيهم، المصابون بالشلل النصفي هم أكثر عرضةً لأن تظهر نتوءات عند منطقة الوركين أو الركبتين.

قد تكون النتوءات:

  •  سريعة النمو.
  •  مؤلمة.
  •  منتفخة.
  •  ليّنة.
  •  دافئة الملمس.

قد تضعف القدرة على الحركة مع ازدياد حجم النتوءات، يكون ذلك الضعف شديدًا إن كانت النتوءات متشكلةً في منطقة قريبة من أحد المفاصل.

التشخيص والاختبارات:

يُجري مقدم الرعاية الصحية بعض الفحوصات ويطرح عدة أسئلة لتشخيص التهاب العضل المعظم، قد يتضمن ذلك لمس الكتلة العظمية لتحديد ما إن كانت دافئةً أو لا.

وقد تُجرى فحوصات تصوير مقطعي مثل:

  •  التصوير بالأشعة المقطعية.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي.
  •  المسح المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
  •  التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  •  التصوير بالأشعة السينية.

قد يأخذ مقدم الرعاية الصحية خزعةً صغيرة من النسيج المتنامي، يُفحص النسيج في مختبر للكشف عن علامات التهاب العضل المعظم أو أي مرض آخر ذي أعراض مشابهة.

علاج التهاب العضل المعظم:

غالبًا ما يُشفى التهاب العضل المعظم بعلاجه في المنزل، يمكن البدء ببعض الإجراءات غير الجراحية لعلاج نوعَي التهاب العضل المعظم، من هذه الإجراءات:

  •  تبريد النتوءات بوضع الثلج عليها.
  •  تقليل النشاط لإراحة المنطقة.
  •  التمدد بلطف.
  •  تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
  •  استخدام ضمادة مرنة لتقليل التورم.

كما قد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الفيزيائي الذي يساعد في زيادة القوة والمرونة ومجال الحركة.

قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل لإزالة التنامي العظمي في بعض الحالات الخطرة، لكنها غالبًا غير لازمة إلّا عند وجود الألم الشديد أو الحركة المحدودة المترافقين مع عدم التحسن باتباع الإجراءات غير الجراحية.

الوقاية:

لا توجد طريقة مضمونة لمنع حدوث التهاب العضل المعظم، من الممكن الوقاية من تطورات التهاب العضل المعظم غير الوراثي عبر علاج الإصابات جيدًا وخاصةً إن كانت مترافقةً مع تورم أو ألم شديد.

يجب تطبيق الخطوات التالية على مكان الإصابة بعد الإصابة مباشرة:

  •  الراحة.
  •  وضع الثلج.
  •  الضغط.

تقليل احتمال الإصابات يقلل من خطر التهاب العضل المعظم، ومن ثم فإن الظروف الجيدة والتمدد والراحة الكافية جميعهم أمور أساسية للوقاية من المرض.

التوقعات:

يُشفى التهاب العضل المعظم دون تدخل جراحي إن كان ناتجًا عن إصابة، قد يعاني المريض من الحركة المحدودة أو التصلب المستمر لعدة أشهر بعد الشفاء.

لا يوجد علاج لالتهاب العضل المعظم التقدمي، يسبب هذا المرض الخطير أعراضًا تتفاقم مع التقدم بالعمر وقد يؤدي إلى وفاة مبكرة.

ما الحالات الطبية المشابهة لالتهابات العضل المعظم؟

قد تسبب بعض الأمراض الأخرى نتوءات مؤلمة في النسيج الرخو، يُجري الطبيب فحوصات أثناء التشخيص لاستبعاد احتمال الإصابة بتلك الأمراض ذات الأعراض المشابهة مثل التهاب اللفافة العقدي والساركوما العظمية.

اقرأ أيضًا:

مرض تتحول فيه العضلات إلى عظام: خلل التنسج الليفي المعظم المترقي

التهاب العضلات المشتمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر