دفعت الحالة المتوترة والمتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور (1969-1890) إلى تقديم مقترح إلى مجلس النواب الأمريكي في جلسة مشتركة دعا فيها إلى سياسة أمريكية جديدة وأكثر فاعلية في المنطقة. وقد صوّرت عقيدة أيزنهاور -كما دُعِي المقترح لاحقًا- منطقة الشرق الأوسط ساحة صراع للحرب الباردة .(1991-1945)

معلومات وتفاصيل عن عقيدة أيزنهاور:

رأت الولايات المتحدة أن الوضع في الشرق الأوسط قد تدهور تدهورًا كبيرًا في عام 1956، وعدَّت القائد المصري جمال عبد الناصر مسؤولًا عن ذلك. استفادت أمريكا من نزعة عبد الناصر القومية المعادية للغرب وعلاقته المقربة مع الاتحاد السوفيتي، ورأتها تبريرًا كافيًا لتسحب دعمها لبناء سد أسوان على نهر النيل في يوليو عام 1956. في غضون شهر من ذلك، أحكم عبد الناصر سيطرته على قناة السويس، ما نتج عنه إطلاق جيوش بريطانيا وفرنسا وإسرائيل هجومًا منسقًا على مصر في أكتوبر عام 1956. وهكذا تبين على حين غرة أن الشرق الأوسط قد تدور فيه رحى حرب عالمية ثالثة.

عقيدة أيزنهاور المقترحة (يناير عام 1957):

وعلى ضوء المستجدات الراهنة، خاطب الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مجلس النواب في الخامس من يناير عام 1957، ودعا إلى اتخاذ «إجراء يشترك في تنفيذه مجلس النواب والسلطة التنفيذية» للتصدي لخطر الشيوعية العالمية المتزايد في الشرق الأوسط.

وتحديدًا طلب أيزنهاور تفويضًا للشروع في برامج جديدة عسكرية واقتصادية تتعاون فيها أمريكا والدول الصديقة في المنطقة. طلب أيزنهاور أيضًا تفويضًا يسمح له باستخدام قوات الولايات المتحدة «لتأمين أراضي تلك الدول الصديقة وحماية استقلالها«.

لم يطلب أيزنهاور -تحديدًا- تخصيص أموال لسياسته في ذلك الوقت، ولكنه أشار إلى أنه سيسعى إلى الحصول على مئتي مليون دولار للمساعدة الاقتصادية والعسكرية في عامي 1958 و1959، وأكد على أن إجراء كهذا هو الحل الوحيد الذي سيردع «الشيوعيين المتعطشين للسلطة» من التدخل في الشرق الأوسط.

في حين لم ترتح بعض الصحف والناقدين لسياسة اليد المفتوحة التي تتضلع بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فنرى صحيفة شيكاغو تريبيون تدعو سياسة أيزنهاور «بالسخيفة والغبية»، فإن مجلسي النواب والشيوخ قد أيدا بأغلبية ساحقة مقترح الرئيس الأمريكي.

عقيدة أيزنهاور ولبنان عام 1958:

كانت الحرب الأهلية في لبنان -التي اندلعت في صيف عام 1958- أول دعوة صريحة يوجهها الرئيس اللبناني ليطلب مساعدة الولايات المتحدة، وبذلك تكون النداء الأول لأيزنهاور وعقيدته. أرسلت الولايات المتحدة قرابة خمسة عشر ألف جندي إلى لبنان لإخماد القلاقل والاضطرابات هناك. وبهذا التدخل في لبنان الذي شكَّل أول إجراء عملي لأيزنهاور وسياسته، بيَّن الرئيس الأمريكي بوضوح وجلاء اهتمام الولايات المتحدة في التطورات التي تحدث في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا:

دوايت أيزنهاور: رئيس الولايات المتحدة

خليج الخنازير: غزو عسكري ودروس في التخطيط والإدارة

ترجمة: طارق العبد

تدقيق: إيناس خير الدين

مراجعة: حسين جرود

المصدر