تتنافس شركتا جوجل وأبل على محاور عدة، مثل أنظمة التشغيل والبريد الإلكتروني ومتاجر التطبيقات والحوسبة السحابية وتطبيقات الصور. تتصدر شركة جوجل الحصة السوقية لنظام تشغيل الهاتف الخاص بها، ومن ناحية آخرى تتباهى شركة أبل بمجموعة جذابة من الأجهزة والعتاد التكنولوجي. لكنهما يظلان شركاء في مجال رئيسي واحد، وإن كان محل أزمة في الوقت الراهن.

تدفع جوجل لأبل مقابل أن يكون محرك بحثها هو الاختيار الافتراضي على أجهزة أيفون، وتدفع الشركة الأم ألفابيت لشركة تصنيع أيفون 20 مليار دولار سنويًا جزءًا من الصفقة. ذكرت تقارير عام 2016 أن أبل تلقت عرضًا بقيمة مليار دولار من شركة مايكروسوفت لاستبدال جوجل بمحرك البحث بينغ في هواتفها. لكن أبل لم تعره اهتمامًا، نظرًا إلى أن جوجل تستحوذ على أكثر من 80٪ من سوق محركات البحث، قد يكون ذلك نوعًا من الولاء لجوجل، أو أنها ترى أن الشراكة بينهما خيار جيد.

رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد جوجل تتهمها فيها بالاحتكار والقضاء على المنافسة، بإبرامها صفقات مع شركات التكنولوجيا الكبرى ليستخدموا محرك بحث جوجل في أجهزتهم، ما يمكنها من الحفاظ على احتكارها، في صفعة قوية تلقتها جوجل حاليًا، وألقت بها في قلب العاصفة.

تركز الدعوى القضائية بصورة رئيسية على الصفقة بين أبل وجوجل، ومع أنه لم يُوجه أي اتهام لأبل، فقد استُدعي مديروها التنفيذيون للإدلاء بشهاداتهم.

ذكرت صحيفة ذا إنفورميشن أنه اتضح خلال جلسات المحاكمة أن جوجل كانت قلقة من فقدان احتكارها لصالح سبوتلايت، وهو محرك بحث داخلي من إنتاج أبل. أظهرت وقائع المحاكمة أنه في عام 2014 ناقش الفريق في جوجل تأثيرات نظام التشغيل iOS 8، في عرض تقديمي داخلي في الشركة.

كشفت مجموعة شرائح من العرض التقديمي بعنوان «خلاصة القول: إنه أمر سيئ» أن جوجل كانت قلقة من أن أبل أدمجت في نظام التشغيل iOS 8 خدمة اقتراحات سبوتلايت في محرك البحث سفاري، ما قد يؤدي بدوره إلى التضييق في استخدام محرك بحث جوجل، وسيؤدي ذلك إلى خسائر، من ثم عدلت وزارة العدل مقدار الإيرادات التي توقعت جوجل خسارتها.

هل العلاقة بين جوجل وأبل أبدية؟

وفقا لمجلة ذا إنفورميشين، وقعت الشركتان عام 2016 اتفاقًا ستحتفظ فيه أبل بمنتج البحث الخاص بها بشكل مماثل لما كان عليه في سبتمبر 2016. ذكرت وكالة بلومبرج أن أحد المسؤولين التنفيذيين في أبل كشف في أثناء المحاكمة أنه قد أضيف بند آخر ينص على أن الشركتين سوف «تدعمان وتدافعان» عن الصفقة ضد أي تحقيق حكومي، وفقًا لما ذُكر في عقدهم عام 2016.

تُعد تلك الصفقة مربحة لكل من جوجل وأبل، وتحقق الأخيرة ما يربو على 8 مليارات دولار سنويًا من إيرادات الإعلانات على شبكة البحث. كتب مارك جورمان في مقال على بلومبرج: «ماذا لو تمكنت أبل من الحصول على حصة أكبر من الأرباح؟ إذا وصلت تكنولوجيا البحث الداخلي للشركة المصنعة لأيفون إلى ذروتها، فبوسع أبل نظريًا أن تقدم لعملائها حلًا أكثر تكاملًا وخصوصية مقارنةً بجوجل».

وفقًا للتقرير، يقوم جون جياناندريا -المشرف على الذكاء الاصطناعي في شركة أبل، والمدير التنفيذي السابق في جوجل- بدمج محرك بحث أبل دمجًا أعمق في iOS وmacOS وقد يزود محرك البحث قريبًا بأدوات الذكاء الاصطناعي مسبق التدريب.

ستسرع أبل من وتيرة دمج محرك بحث داخلي لها، إذا انتهت قضية مكافحة الاحتكار لجوجل بإلغاء صفقتها الرابحة مع أبل.

في حين يواجه منشئ أكبر محرك بحث في العالم قضية مكافحة الاحتكار، هل ستنهار العلاقة الودية بين أبل وجوجل إذا ساءت الأمور بالنسبة للأخيرة؟

اقرأ أيضًا:

جوجل تدق ناقوس الخطر بعد النجاح الكبير لمحرك بحث بينج المدعوم بالذكاء الاصطناعي

خمسة وعشرون عامًا على إطلاق محرك بحث غوغل، هل سيصمد أمام الذكاء الاصطناعي؟

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: باسل حميدي

المصدر