يعتقد البعض أن السخرية من مايكروسوفت شيء ممتع، يتهكمون أن نظام تشغيلها أصبح قديم الطراز وبطيء السرعة، إلى أن وصل إلى درجةٍ من الانحدار، وتوقف معظم مستخدميه عن تحميل آخر التحديثات واتجهوا إلى البحث عن بديل. هذا النظام الذي سيطر ذات يوم على 95٪؜ من السوق العالمية لم يظل الأفضل في أي من الدول. حتى هواتفه المحمولة لم تكن قادرة على الصمود أمام العملاقين أبل وأندرويد.

مايكروسوفت تنضج أعمالها

الكثير منا، أو البعض يتذكر بداية شركة مايكروسوفت عندما كان مؤسسوها شبانًا بثقافة غير تقليدية محلقة في وجه عالم الأعمال الذي لم يكن ذا معرفة باستخدام الحواسيب آنذاك.

في وقتنا الحالي، تعتبر شركة مايكروسوفت في أعلى المراتب على مؤشر داو DOW ما يعطيها ظهورًا جيدًا في العالم. فكان البديل على مؤشر داو هو البرامج السريعة المبتكرة التي تؤدي الى نتيجة إيجابية، ولكن أقل فاعلية.

كيف تحصل شركة مايكروسوفت على المال؟

هناك بعض الأشياء المهمة التي يجب أن تعرفها:

  1.  تعتبر شركة مايكروسوفت أكبر مُصنّع لأنظمة التشغيل في العالم.
  2.  يستفيد الجميع حاليًا بوضوح من أنظمة التشغيل التي تمتلك مكانة مهمة في العالم.
  3.  لم تبقَ شركة مايكروسوفت مقتصرةً على أنظمة التشغيل فقط.

شركة مايكروسوفت تحت إدارة ساتيا نادالا

استلمَ ساتيا نادالا إدارة مايكروسوفت في عام 2014 ووجه الشركة مباشرةً إلى الخدمات والحوسبة السحابية. إذ تحوز خدمة مايكروسوفت أزور AZURE على حصة جيدة من السوق العالمية فتعتبر الثانية بعد خدمات أمازون ويب AWS، وتدر هذه الخدمة لوحدها ثلث إيرادات مايكروسوفت. ففي السنة الماضية وصلت إيرادات شركة مايكروسوفت إلى 125 مليار دولار بالمجمل، بأرباح صافية وصلت إلى 42 مليار دولار أي 29٪؜، ما يزيد عن محصلة أرباح شركتي أبل وألفابت معًا وما زال يعتقد البعض أن هاتين الشركتين قد أخذتا مكان مايكروسوفت في السوق.

قوي البنية وواسع الانتشار

في كثير من الأحيان يشتق الرأي العام من افتراضات خاطئة أن خطًا جديدًا من المنتجات مع تحديثات متكررة هو السبيل الأكيد للنجاح في قطاع التكنولوجيا. هذا خطأ.

فلنأخذ على سبيل المثال الجهاز اللوحي سيرفس Surface الذي كان رد مايكروسوفت على جهاز آيباد من أبل، فهذا المنتج ليس من النوع الذي يصنع شركة بقوة وعظمة مايكروسوفت أو يكسرها ولكن وجوده يساعدها على البقاء في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، فهدف منتج سيرفس هو تحقيق ما يكفي من الأرباح لتبرير النفقات. ولكن بضعة ملايين لا تؤثر على ملاك الشركة وتأثيرها ضئيل على أرباح مايكروسوفت الصافية. وينطبق الشيء نفسه على جهاز Xbox في حين أن أهميته على الصورة العامة التي يقدمها للشركة أكثر من المردود المالي.

كيف تحصل شركة مايكروسوفت على المال؟ - سر نجاح شركة مايكروسوفت - الشركة الأولى في إنتاج أنظمة تشغيل الحواسيب - نظام ويندوز

ربما الانتشار الواسع لمايكروسوفت أو وجود منتجاتها في كل مكانٍ حولنا هو ما يوضح أهمية هذه الشركة في حياتنا اليومية. ففي كل مرة تشغّل حاسوبك ستجد شعار مايكروسوفت، حتى إذا كنت من مستخدمي ماك MAC أو لينكس Linux ستجد مايكروسوفت أوفيس على الأقل.

الحقيقة هي أن شركة مايكروسوفت، بعد أكثر من أربعة أعوام من تأسيسها أصبحت منضبطة وثابتة مثل شركة آي بي إم IBM وشركة آي تي تي ITT وشركة ليتون الصناعية Litton Industries وغيرها من الشركات التي وصلت إلى أعلى قائمة Fortune 500 في عام 1975.

تهدف شركات البرمجة في المقام الأول إلى تحقيق المردود المادي -وجميع الشركات تسعى إلى هذا الهدف- لكنها لم تعد شركةً في مراحلها الأولى مثل باقي الشركات الجديدة والنامية بل إن طريقة عملها اليوم تتمثل في خلق تيارات رابحة ومن ثم صيانتها وتوسيع نطاقها.

تقديم البرمجيات كخدمة

قطاع الإنتاج والعمليات التجارية في مايكروسوفت هو القسم المسؤول عن تحقيق الأرباح من حزمة برامج أوفيس MS Office.

بدأت هذه الحزمة مساعدةً وطريقةً لعرض وتسويق نظام التشغيل الثوري لمايكروسوفت، ولكن منذ تأسيسها في عام 1990 أصبحت هذه البرامج إلزامية لكل الأشخاص أو الشركات التي ترغب بإجراء الأعمال.

اليوم، يوجد أكثر من مليار مستخدم لحزمة أوفيس لدرجة أن وورد وإكسل يعتبرا مرادفاتٍ لمعالجة النصوص وجداول البيانات.

إذا حسبنا عدد المستخدمين وضربناه في 150 دولارًا لكل رخصة أوفيس -التي تكلف الشركة ما يقارب الصفر- نجد أنه من السهل فهم سبب بذل مايكروسوفت ما في وسعها للحفاظ على إنتاجية ومرابح أوفيس ونفهم أيضًا لماذا يفعل الكثير من المنافسين من OpenOffice إلى Google Docs ما بوسعهم للحصول على حصة من السوق المخصص لأوفيس.

يعتبر قطاع ويندوز المنافس الجاد الوحيد لقطاع الأعمال على الهيمنة في مايكروسوفت وآخر اصدار له هو ويندوز 10 إذ تصل حصة ويندوز إلى 35٪ من سوق أنظمة التشغيل عالميًا.

الخلاصة

إن أنظمة الترفيه Xbox One والموسيقى المجانية وبرنامج Skype تبدو مثيرة للاهتمام، وتجعل الحياة في القرن الحادي والعشرين أكثر متعة وتشويقًا ولكن تأثيرها في مايكروسوفت ما يزال ضعيفًا وبالأخص التأثير المادي. وبدلًا من ذلك يكمن السر في الثروات المدهشة في العمل اليومي المتمثل في السماح للمستخدمين بإنشاء الملفات وتعديلها وتوفير البرامج التي تؤدي الوظائف المهمة في الحاسوب.

اقرأ أيضًا:

اقتصاد سنغافورة: هل كانت نهضة سنغافورة معجزة حقًا؟

اقتصاد جذب الانتباه: ماذا يعني؟ وكيف ظهر؟

ترجمة: مرهف جمعة

تدقيق: محمد أبو دف

المصدر