سيشد البشر الرحال إلى المريخ خلال أقل من عقد وفقًا لحسابات إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركة سبيس إكس، الذي أعلن عن تطوير نظام الصواريخ العابر الشامل، أسطول من السفن التي ستنقل الركاب والبضائع من الكوكب وإليه كل 26 شهرًا حين تصبح الأرض والمريخ أقرب ما يمكن. ويقول إن أول طاقم من 100 راكب قد يكون على المريخ في وقت مبكر من العام 2022.

الرحلة ستكون الخطوة الأولى نحو إنشاء مستعمرة بشرية على المريخ، والعملية ستستغرق وقتًا طويلاً جدًا إن اتضح أن البشر لا يستطيعون التكاثر هناك.

العلماء ليسوا متأكدين مما سيحدث إن حاول الإنسان الحبل أو حمل جنين في أحشائه أو تربية إنسان في مراحل نموه الأولى على كوكب بثلث جاذبية، ومئة مرة أكثر إشعاعًا سطحيًا من الأرض.

كتب براندون كيم على موقع وايرد-Wired: «إنه من غير الواضح فعالية العمليات الخلوية التي تطورت في نطاق الفيزياء الخاصة بالأرض في بيئة المريخ». بالطبع، سينما هوليوود على استعداد للتكهن بكيفية نجاح مناورة الحصول على طفل في الفضاء كاملة.

الفضاء ليس مكانًا للأطفال:

وبغض النظر عن التصوير السينمائي للموضوع، فإن ما نعرفه عن تكاثر الثدييات خارج الأرض ليس مشجعًا. عام 1979، ذهب خمس إناث من الفئران وذكران على متن القمر الصناعي الروسي Cosmos-1129، حملت اثنتان من الإناث لكن حمل كلتاهما اختفى بعد ثبوته.

عام 2009، ربّى علماء الأحياء صغار الفئران في محاكاة ذات جاذبية مصغرة، فلم تنقسم الخلايا الجنينية للفئران وتنضج بطريقة صحيحة. وجدت دراسات مماثلة بأن أجنة الفئران في الجاذبية المصغرة عانت نموًا غير طبيعي للهيكل العظمي والدماغ، وإنتاج الذكور البالغة لعدد قليل من الحيوانات المنوية وتقلص الخصيتين، وعانت الإناث انغلاق المبايض.

يعرب العلماء عن قلقهم من أن الجاذبية المنخفضة قد تزيد أيضًا من خطر حدوث الحمل خارج تجويف الرحم.

ومع الأسف، يقدم الإشعاع الفضائي عددًا أقل من المجهولات مقارنة بما يتعلق بحمل الإنسان وتطوره كجنين، وعلى نفس الصعيد التساؤل (هل أنتِ حامل أو هل من الممكن أن تكوني حاملًا)؟ قبل أن تحصل المرأة على تصوير الأشعة السينية. ربما يتداخل الإشعاع مع العمليات الخلوية ويتلف الحمض النووي، قد يعيث أيضًا فسادًا في عدد الحيوانات المنوية، وذلك بالجرعات الطبية.

يمنع الغلاف الجوي للأرض معظم إشعاع الفضاء من الوصول إلى سطح الكوكب، بينما غلاف المريخ لا يفعل ذلك. لا تستطيع التقنيات الصناعية للحماية من الإشعاع حاليًا تعويض ذلك.

كتب الدكتور جون بي ميليس، الأستاذ المساعد للفيزياء وعلم الفلك في جامعة أندرسون في ولاية إنديانا الأمريكية: «حتى لو وجد الإخصاب وسيلة -التي قد تكون أفضل نتيجة ممكنة للحمل في الفضاء- على الرغم من انخفاض عدد الحيوانات المنوية، فإن بيئة الإشعاع المريخي شديدة بما يكفي لتمنع خلايا الجنين من الانقسام والنمو فينتهي الحمل».

وأضاف: «إنه من المحتمل أن تكون تأثيرات الإشعاع المؤين -الأكثر شيوعًا ووفرة للإشعاع في الفضاء- في نمو الجنين وتطوره كارثية».

وضعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تأخر النمو، والتشوهات، وضعف وظائف المخ والسرطان على القائمة حتى عند التعرض لجرعات إشعاعية منخفضة للغاية بحيث لا تؤثر على الأم على الفور.

وليزداد الطين بلّة، قد يؤدي الجنس نفسه إلى دوار الحركة، وقد لا تعمل وسائل منع الحمل، وقد يمنع انخفاض الجاذبية الانتصاب.

الجنس محظور في مستوطنة المريخ:

تقول شركة مارس ون، إحدى الشركات المنافسة لسبيس اكس التي تخطط لإرسال طاقم إلى المريخ بحلول عام 2026، إنها ستنصح المستوطنين الأوائل بعدم محاولة الإنجاب. لن تكون مستوطنة المريخ المبكرة بيئة مناسبة للأطفال كما أوضحت الشركة على موقعها على شبكة الإنترنت أن قدرة الإنسان على الإنجاب في الجاذبية المنخفضة غير معروفة بعد، ولا توجد أبحاث كافية حول إمكانية نمو الجنين نموًا طبيعيًا تحت هذه ظروف.

قد يُترجم ذلك إلى العفة أي عدم ممارسة الجنس، بالنظر إلى الأسئلة حول فعالية منع الحمل.

وفقًا لكريس إمبي من موقع سالون، أثار البعض إمكانية التعقيم الطوعي (إجراء عملية لفقد القدرة على الإنجاب) لمستكشفي المريخ.

إذا كان ماسك يفكر في ممارسة الجنس في الفضاء، فلن يتحدث عن ذلك علانيةً ولا حتى وكالة ناسا. فحينما طُلب من أحد ممثلي وكالة ناسا التعليق على الموضوع، رد عبر البريد الإلكتروني: «تبحث خطتنا تحديات الحفاظ على العامل البشري للبقاء بصحة جيدة التي لا تشمل التكاثر البشري، ذلك ما تنشده الوكالة».

تخطط ناسا لإرسال البشر إلى المريخ نهاية ثلاثينيات القرن الحالي. لم تصدر كلمة عن الوكالة تتناول موضوع التكاثر البشري.

اقرأ أيضًا:

الطموح الجنوني لإيلون ماسك في استعمار المريخ

لماذا استعمار المريخ مهم؟

ترجمة: أحمد أبو شمالة

تدقيق: روان أحمد أبوزيد

مراجعة: مازن النفوري

المصدر